8 أبريل، 2024 12:56 ص
Search
Close this search box.

الصحوة الصحوة يا أبناء الجنوب العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الصحوات التي انشأها المحتل بعد عجزه عن السيطرة على بعض محافظات العراق المقاوِمة للاحتلال كانت استغفالا للعراقيين ليساهموا في مساعدة المحتل للتخلص من مأزق المقاومة الوطنية باستخدام عناصر من المقاومة ذاتها وعلى مبدأ “لآ يفل الحديد الا الحديد” وفعلا نجح هذا الخيار في حينها خاصة وان بعض من شراذم القاعدة كان قد تم زجها من قبل المحتل الامريكي لتشويه سمعة المقاومة وشيطنتها. وقد تعلم الايرانيون الدرس من تنظيم القاعدة الامريكي الصنع والمنشأ فقاموا بتشكيل تنظيم داعش ليزجوا به في معمعة الثورة السورية لتشويه ثوارها وإظهارهم بمظهر الارهابيين تصديقا لعميلهم بشار الاسد الذي اتهم الثوار مسبقا بالارهاب. ولكن ثوار سوريا الواعين سرعان ما اكتشفوا حقيقة هذا التنظيم الارهابي المصطنع وأهدافه وتبعيته ومصادر تمويله فشرعوا بمقاتلته ودحره والاستمرار بثورتهم ضد النظام السوري البعثي القمعي الموالي والتابع لايران الملالي ودولة الخبث والدجل الفارسي.

واليوم تعيد ايران نفس السيناريو السوري وتكرره في العراق مع تعديل بسيط وهو استخدام الاسلوب الامريكي في الاعتماد على الصحوات لمساندة جيش ميليشيات عملائها باغداق الاموال المسروقة من قوت العراقيين وثرواتهم على قلة مرتزقة من ابناء الانبار والمحافظات المنتفضة ليكونوا اليد الضاربة لها بعد الفشل الذريع لقوات اللملوم المليشاوي لحكومة الخسة والعمالة في تحقيق اي من أهدافها على ارض الواقع. ولن تلقى هذه الصحوات المرتزقة سوى نفس مصير سابقتها حيث أنها وبعد انتهاء دورها في مساندة المحتل تم تصفية عناصرها وقياداتها من قبل عملاء ايران حصرا لاعتبارها ميليشيات تنافس وتهدد المليشيات الطائفية التي أعدتها ايران لارهاب الشعب العراقي عامة والسيطرة على ابناء الجنوب خاصة وترويعهم وفرض سيطرتها عليهم واذلالهم ليكونوا اداة طيعة لتنفيذ مخططاتهم وحطبا للمحرقة التي تعدها ايران للانتقام من الشعب العراقي الذي جرّع ملاليها وكهنتها مر السم والعلقم في حرب الثمان سنوات.

ومن المعلوم ان ثورات الشعوب سرعان ما تكشف وتعري حكومات الظلم والقمع والتبعية والعمالة والخيانة. ومما كشفته ثورة عشائر العراق الحالية ما يلي:

تبعية وعمالة حزب الدعوة الكاملة لايران الشر فاصرارها ان يتصدر هذا الحزب هرم السلطة في العراق منذ عام 2005 لحد الآن يكشف حقيقة ان منتسبي هذا الحزب وقياداته وكوادره هم مجرد موظفين وخدم أذلاء لنظام العهر الطائفي الصفوي في ايران وهم خير من ينفذ الاجندة الايرانية للسيطرة على العراق والتحكم في ارضه وشعبه وثرواته من خلال تشتيت العراقيين على اساس عرقي ومذهبي وتحريض بعضهم على البعض لاشعال حرب أهلية بينهم وفتنة لا تبقي ولا تذر وبهذا تضعف هذا الشعب وارادته في الاستقلال وعدم التبعية فيسهل عليها بعد ذلك اخضاعه واستغلاله لاغراضها التوسعية في المنطقة.

المخطط الايراني لتجويع الشعب العراقي ونشر الفساد المالي والاداري والاخلاقي واشاعة الجهل ومحاربة الثقافة والعلم ، وبالرغم من الثروات الهائلة التي يمتلكها العراق والميزانيات الفلكية منذ عام 2003 الا ان المخطط الايراني يستهدف السطو على هذه الاموال لتعزيز الاقتصاد الايراني المنهك واستثمارها لمشاريع التوسع الفارسي الصفوي في بلاد العرب وغيرها لهذا تتم سرقة ثروات العراق من قبل ايران حصرا تحت غطاء من الفساد العام الذي لا تريد حكومة العمالة القضاء عليه لانه الذريعة الوحيدة والغطاء الرئيسي لتسريب أموال وثروات الشعب العراقي الى ايران اضافة الى تبييض هذه الاموال المسروقة من خلال استيراد الكهرباء المتقطع من ايران لمحافظة البصرة واستيراد المنتجات النفطية وغيرها من ايران ومشاريع ومقاولات لشركات وهمية ايرانية تعمل في جنوب العراق خصوصا لامتصاص هذه الثروات اولا ثم الافقار المتعمد لابناء العراق خاصة من ابناء الجنوب لاجبارهم اضطرارا للالتحاق بالقوات المسلحة ليكونوا وقودا لنيران الفتنة واداة بيد ايران لتحقيق مآربها الدنيئة بعد ان سدت كل ابواب العمل الشريف امام ابناء الجنوب وانتشرت البطالة والفقر بشكل متعمد ومقصود .. وبهذا المخطط الخبيث تضرب ايران عصفورين او اكثر بحجر واحد فهي تسرق اموال العراق تحت غطاء الفساد المالي وفي نفس الوقت تجبر ابناء الجنوب على الالتحاق بجيش وجندرمة حكومة الخيانة والعمالة ومليشياتها الطائفية الارهابية ليسفكوا دمائهم في سبيل تحقيق مشاريع ايران التوسعية ومحاربة ابناء بلدهم وزرع الفتن والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد.

اغراء العراقيين بوهم الديمقراطية الزائفة التي تمثلها العملية السياسية الفاشلة ودستورها التقسيمي الفاسد ورموزها وأحزابها التي لا تمتلك مبادئ ولا برامج سياسية بل هي مجرد تجمعات للفاسدين والخونة والحاقدين من مجرمين ولصوص ومحتالين كل همهم المكاسب الشخصية وكسب أكبر كمية من اموال السحت الحرام على حساب فقر وبؤس هذا الشعب المبتلى بهم. ولكي يتم تجميل هذه العملية السياسية المضادة للديمقراطية الحقيقية واقناع اكبر عدد من المغفلين بها تم زج المرجعية الدينية لاضفاء الشرعية على هذه المهزلة فقام معمموا الدجل وفقهاء الحيض والنفاس باصدار فتاواهم ودعواتهم لابناء الشعب لانتخاب كتل “سياسية” بعينها أثبتت الايام فيما بعد فشلها وفسادها وعمالتها اضافة الى ارتكابها لجرائم الخيانة العظمى بحق الشعب والوطن .. ولن يقتنع الواعون من ابناء العراق بدعاوى رجال الدين وكهنته اليوم من التبرؤ من هذه الحثالات التي انكشفت وبانت عورتها أما العالم أجمع بعد ان كانت المرجعية هي السبب الاول والمحرض الرئيسي على تسلط هؤلاء على مقدرات البلد والعبث بها لاكثر من عشر سنوات عجاف عانى فيها العراقيون من شظف العيش وانقطاع الكهرباء وفقدان ابسط الخدمات الاساسية وفقدان تام للامن والاستقرار واشاعة القتل وشرعنة العصابات الاجرامية التي تهجر المواطنين وتقتلهم على الهوية وتسرق اموالهم وغيرها من جرائم بحق كل ابناء العراق .. وعندما يثور الغيارى من ابناء العشائر العربية الاصيلة ضد هذا الظلم والفساد وتجابههم سلطة الخسة والدناءة بابشع اساليب القمع والحقد والقتل بالجملة للأبرياء من المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وتتم عمليات تهجير على نطاق واسع من مدن وقرى عراقية (خصوصا تلك القريبة من الحدود مع ايران) نرى هذه المرجعية “الرشيدة” تلتزم الصمت المريب تجاه كل هذه الاحداث الجسام ولا تفتح فمها الا عندما يراد لها تضليل الناس وحرفهم عن قضيتهم الرئيسية بافتعال قضية ثانوية تخص اموال التقاعد والخدمة الجهادية تنطق هذه المرجعية الصامتة لتلفت نظر الناس عن الامور الرئيسية والجرائم التي ترتكب بحق العراقيين لتلهيهم بمسألة تافهة كهذه عن قضيتهم الحقيقية وهي استغفالهم وخداعهم بحكومة النصب والاحتيال التي اتت بمباركة هذه المرجعية وفتاويها السابقة. وهكذا بدا واضحا ان هذه العملية السياسية فاشلة وخائبة بكل المقاييس ولن ينتج عنها سوى ما تريده ايران ومرجعياتها .. فمن استطاع ان يزوّر التاريخ ويحرّف الدين يسهل عليه قطعا تزوير الانتخابات وحرفها عن مسارها الحقيقي .. خاصة وأنهم يمتلكون اليوم السلطة والمال وتأييد ايران وكل اعداء العراق .. فلا جدوى من هكذا عملية سياسية خاضعة بالكامل لارادات الحقد والشر الفارسي وادواته ولا سبيل لتصحيح الاوضاع الا بالثورة الشعبية الوطنية العارمة ضد كل قوى الشر التي اثبتت انها تريد التقسيم والتفرقة والدمار والفساد والتسلط على هذا البلد العريق بعملاء فاشلين فاسدين لا سبيل لاصلاحهم الا بقطع دابرهم.

فالصحوة الصحوة يا أبناء الجنوب

فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب