كل من عاش على أرض الرافدين يعلم جيدا بأن المكون التركماني جزء لا يتجزأ من الجسد العراقي ، وفي كل صفحة من صفحات التاريخ البشري القديم والمعاصر تذكرهم وتسرد ملاحمهم وأمجادهم ، وكل من ينبض في قلبه حب الإنسانية تعرفهم وتوقرهم إلا من باع العراق بأرضه ومائه وثرواته إلى قارون العصر تجدهم في محاولات التهميش الماكر لهذا المكون المغلوب على أمره.
ومعلوم في التاريخ بالضرورة بأن الظلم قد يدوم ولكن ليس إلى الأبد ، وقد يغير ولكن ليس الأصل ، وقد يسفك دماء ولكن ليس بدون ثمن ، الأوضاع الحالية على طول العراق وعرضه تذكرنا بالتاريخ كأنه يعيد نفسه ، وتذكرنا بقصص الكتب السماوية وكيف كانت تدار الأحداث وكأن العرض اليوم بالألوان مثل ما كان بالأبيض والأسود قديما ، إن ما يحدث اليوم للمكون التركماني سنن قد مضت من قبلها السنن وليست وحيدة في عالم البشرية ربما قد طالت أكثر من الطبيعي ولكن سنن ثابتة ، وقد يكون السبب الرئيسي هو بطئ التدارك بالمتغيرات السياسية في المنطقة ، وقد يكون طبيعتهم الهادئة وأخلاقهم السمحة ومعاشرتهم الحسنة ولكن قد استغلت هذه العادات الطيبة في سلب أراضيهم وهمش حقوقهم وطمس مستقبلهم.
قد يغفل كل من ظلم المكون التركماني عن صحوة حقيقية قادمة تتكون من أيادي نزيهة وعقول صافية وقلوب مترابطة بإيمانهم بحق تقرير المصير وعدم السكوت على الظلم الواقع في شعبهم ومتماسكين في أخذ كل من قد سلبت منهم وإعادة كل ما همشت في حقوقهم. إنهم فتية أمنوا بربهم وثم بمبادئ أجدادهم في عدم السكوت على الحق ومحاربة الباطل بكل أساليب الطرق الحديثة.
الصحوة الحقيقية عند المكون التركماني تكمن في ترابطهم فيما بينهم مهما ظلمهم الإعلام السياسي أو الحكم الحالي ، فان فيهم نبرة خالصة في حب أرض الوطن بمياهه وجباله وسهوله وهضابه ، بهذه النبرة الأصيلة ستعيد هذا المكون أمجاد أجدادهم بترابطهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، وكل أمنياتنا كشعب تركماني أن نرى من يمثلوننا في المحافل المحلية والدولية متوحدين بقلوبهم قبل أجسادهم وبعقولهم قبل أعمالهم لكي نرى ضوء الخلاص ولو بصيصا في هذا النفق العراقي المظلم.