يقينا ما تعرضت له مقرات بعض الصحف العراقية من هجوم إرهابي من قبل مجاميع مسلحة ،وفي قلب العاصمة بغداد وبتواطؤ مفضوح من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية ،هو شكل قبيح من أشكال الإرهاب السياسي ،ضد الكلمة ومحاولة إسكات الصوت الآخر المناهض للعملية السياسية المحتضرة أصلا ،هذا الهجوم هو رسالة موجعة الى الصحف العراقية والإعلام العراقي ،إنها ليست بعيدة عن مرمى كواتم الصوت إذا ما عبرت الخط الأحمر المرسوم لها ،فالهجوم الذي نفذته عناصر تابعة الى إحدى الأحزاب أو المرجعيات الدينية النافذة في العراق ،والذين بلغت أعدادهم أكثر من ثلاثين عنصر وفي عز النهار، وأمام أنظار القوات العسكرية والأجهزة الأمنية ،وهذا دليل قاطع أن من نفذ الهجوم هو إما (تابع للسلطة وبتوجيه منها او تواطؤ معها )، وهذه طامة كبرى ظلت تلوك بها الحكومة على تجاهل الميليشيات الطائفية المسلحة (استعراضاتها وعملياتها في تهجير وقتل المواطنين في أحياء معينة في بغداد وبعض المحافظات)،ووصلت التجاوزات والتهديدات الى الإعلام العراقي ،لإسكاته عن جرائمها وخروجها على القانون وإنها الآن بحماية ودعم وسكوت حكومي واضح ،وفي ظل هذا التواطؤ والدعم لهذه المجاميع المسلحة الخارجة على القانون والتابعة للأحزاب الحاكمة المتنفذه في الحكم ،فان مصير الصحافة والإعلام العراقي، سيكون كمصير المعارضين للسلطة وأحزابها ،إما للتفجيرات او لكواتم الصوت او الاعتقالات ،والهدف هو تطبيق شعار من لم يكن معي فهو ضدي ، وهذه كارثة تواجه الإعلام العراقي في ظل انفلات امني غير مسبوق وهيمنة سلطوية حزبية شعارها القتل والاعتقال ،فكيف لإعلام وصحافة أن تمارس دورها الوطني في مواجهة الطائفية والدكتاتورية الطائفية ،والهيمنة والميليشياوية التي تفرض سيطرتها المطلقة على الشارع العراقي ،وكيف للإعلام أن يكون حرا ومنبرا لكشف الفساد المالي والإداري ،ونقد السياسة الفاشلة للأحزاب والحكومة وغيرها ،أن ما تعرضت له الصحف العراقية من هجوم إرهابي قادته عناصر معروفة المصدر ،هو ما يقلق الأسرة الصحفية ويدق إسفين مستقبل الصحافة العراقية التي قمت مئات الصحفيين قرابين للوطن على دروب الحرية والاستقلال ،إن ما تعرضت له الصحافة العراقية من هجوم واستهداف، تتحمل مسؤوليته الحكومة وكل أجهزتها الأمنية والعسكرية ، ونطالب الحكومة بحماية مقرات الصحف والصحفيين وكشف ملابسات حادثة الهجوم على الصحف لأنها سابقة خطيرة تهدد حرية الرأي واستقلال الإعلام في العراق ،وهذا ما لا يجوز السكوت عنه ،وفضح الجهات التي تقف خلفه،وإحالة المنفذين الى القضاء ،وإلا سيكون الإرهاب هو من يحكم قبضته على الإعلام ويوجهه كما تريد أجندته السياسية ..الهجوم على مقرات الصحف العراقية هو صورة من صور الإرهاب وإسكات الصوت الآخر …..