18 ديسمبر، 2024 11:17 م

الصحفي اللامنتمي . . يعيش معوزا ويموت منسيا !

الصحفي اللامنتمي . . يعيش معوزا ويموت منسيا !

( متعذبه بدنياي
جي مالي والي )
تذكرت هذه الأغنية وانا أطالع اليوم صفحات بعض الزملاء وهي مجللة بالسواد وكلمات النعي الموجعة بسبب رحيل مفجع حدث ليلة البارحة من خلال سكتة قلبية لزميل من الذين ( مالهم والي ) المرحوم الصحفي ( كاظم مسير ) والذي زاملني قرابة عقد ونصف من السنين وعمل معي في بعض الصحف وكان آخرها مدير تحرير في صحيفة ( المستشار ) وكان دمث الخلق نشطا بشوشا لكنه كان مثلنا يعاني من عيب الاستقلالية وعدم الانتماء إلى جهات سلطوية او سياسية أو مليشياوية لذا عانى كثيرا مثلنا ولم يستقر بعمل لأكثر من أشهر حتى استقر به الحال في صحيفة اسسها هو وترأس تحريرها وارتبط صدورها بما يتمكن جمعه من ( دراهم معدودات ) من خلال جهد شخصي وعاش مثل كل الصحفيين المستقلين العوز والفاقة والحرمان والإهمال والنسيان من مؤسسات الدولة المختصة وختم اليوم حياته وسط هذا الواقع المزري منهيا رحلة عذاب وانتظار طويلة خصوصا وأن الصحفيين في العراق عموما والمستقلين خصوصا بلا قانون يحميهم وينظم عملهم او يضمن لهم حياة كريمة بحدها الأدنى عند العجز او الإصابة او القتل او راتب تقاعدي لعوائلهم عند موتهم مع ان هناك قانون مطروح على مجلس النواب بخصوص الصحفيين منذ أكثر من عشرة سنوات لكنه في كل دورة انتخابية يؤجل للتي بعدها مع ان البرلمان أصدر مئات القوانين ان لم تكن الآلاف خلال دوراته السابقة وتوقف حائرا لا يعرف ماذا يعمل أمام قانون تقاعد الصحفيين مع علم هذا المجلس المثقل بالتوقير ان أكثر شريحة تضررت من العمليات الحربية والإرهاب وتعسف السلطات هم ( الصحفيين ) ومع ذلك شحوا عليهم بثمن بخس يقيهم ذل السؤال عند المرض والعجز ويساعد عوائلهم عند قتلهم او وفاتهم كما أن التنظيمات المهنية كانت سببا آخر في أثقال كاهل الصحفيين وعدم الحصول على حقوقهم بسبب ضعفها او انشغال القائمين عليها بأمور أخرى او تبعثرها او خنوعها لمراكز القرار لذا يعيش الصحفي المستقل في العراق فقيرا معوزا منبوذا ويخرج من هذه الدنيا الفانية خالي الوفاض الا من حسرته وحقه المغموط ..
رحم الله زملائنا الماضين
وامد في إعمار من لازالوا يعانون الفقر والعوز ويكابدون الهم الصحفي .
.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏