23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

الصحفيون وعموم المثقفين مهمشون ومغيبون..ووزارة الثقافة نالت حصتها من إهمال الساسة!!

الصحفيون وعموم المثقفين مهمشون ومغيبون..ووزارة الثقافة نالت حصتها من إهمال الساسة!!

حين طالب المثققفون والأوساط والكوادرالصحفية والأدبية ونخبهم ، قبل أيام، بأن يكون السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين وزيرا للثقافة ، لم ينطلق من فراغ أو رغبة في ركوب صراعات السلطة ومناكفاتها ، بل لأن عموم المثقفين وكوادر الأسرة الصحفية وهم بعشرات الألاف، وهم من يشكلون عماد ثروة البلد الثقافية والمعرفية ، وجدوا أنفسهم منذ بدء العملية السياسية وطوال خمسة عشر عاما وهم مهمشون، ومبعدون ومغيبون ، ولا أحد يعطيهم استحقاقهم أو ان يقبل بدورهم المحوري في الحياة أو يقدر مكانتهم ، وقد تم تنصيب أناس من خارج أوساط الأسرة الصحفية والأدبية ، ومن الطارئين والمتطفلين عليها، ليتولوا وزارة الثقافة وبقية المناصب التي تعنى بالشأن الثقافي ، وبقيت تلك الوزارة ودوائرها وكأنها في (جبهة معادية) لنقابة الصحفيين العراقيين ولإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، وكل المنظمات المهتمة بالشأن الثقافي والمعرفي، بل هي في نظرهم (الخصم اللدود) لهم والذي ينبغي استئصاله ، إن لم يعدوها ربما (وجها آخر من أوجه الارهاب) من وجهة نظرهم، وبقيت تلك الوزارة ووزارات مهمة أخرى ، سوقا لـ (مساومات المحاصصة) بين السياسيين ، إن لم تتحول الى (مزاد) لكل من يدفع أكثر، وبخاصة لوزارات أمنية وسيادية !!

أجل كان السياسيون يخشون أن يتولى قياديون صحفيون وادباء ومثقفون من المستويات المعروفة والتي يزخر بهم البلد، لأن أغلب هؤلاء من وجهة نظرهم، نظيفون وفقراء الحال ، ولا يمتلكون الأموال لكي تدفع لبورصة المناصب ، وهم قبل كل هذا وذاك ، لن يرتضوا ان يدخلوا في أتون صراعات الفساد والإفساد للدولة والمجتمع وسياسات المحاصصة وسرقة المناصب وبيعها بالدفاتر الخضراء ، ولهذا جرى استبعادهم وعدم إيلائهم أية مناصب أو مواقع وزارية، ومنها وزارة الثقافة ، التي هم الأكثر استحقاقا لأن تكون من استحقاق قيادتهم للدولة وللمجتمع ، ولمواجهة مؤامرات ودسائس الساسة الذين لن يرى منهم الشعب طيلة خمسة عشر عاما سوى الفوضى والويلات واتساع نطاق الارهاب، ولم يكن للمثقفين فيها ناقة ولا جمل!!

كان الكثير من كوادر الأسرة الصحفية وعموم الكتاب والادباء والاوساط الثقافية يأملون ان يتم النظر الى حق تلك النخب القيادية بأن تتولى مناصب رفيعة في الدولة العراقية والبرلمان ، وهي مهيئة لها وقادرة على قيادة المجتمع بالاتجاه الصحيح والعادل وبما يعيد ثروة البلد لاهلها ، وهم بعقولهم النيرة قادرون على إخراج العراق من محنته التي طال انتظارها ، وقد حرصوا على ان لايدخلوا ابواب صراعات السلطة حتى لا يدنسوا أياديهم ، أو يتهموا بأنهم سراق وحرامية ولصوص وخارجون عن القانون، وهم يدركون أن هؤلاء الساسة انفسهم يسيرون بالبلد من سيء الى أسوأ!!

ويتساءل عشرات الألوف من النخب الثقافية : لماذ لم يتم حتى الآن الاتفاق على ترشيح السيد مؤيد اللامي وزيرا للثقافة، أو أية شخصية ثقافية مرموقة ومحترمة ، بالرغم من آلاف الدعوات واعلان الاستنفار لدى الطبقة المثقفة عموما ، بانه اذا جرى ابعادها وتهميشها هذه المرة ، فأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستعلن هي عصيانها وثورتها على الفاسدين والمرتشين ، ومن باعوا خيرات البلد ونهبوا ثرواته ، ولم يتركوا للشعب الا بنوكا ومصارف خاسرة ودوائر خاوية ومؤسسات متهالكة، ليس بمقدور الشعب الاستفادة منها في عملية البناء العمودي والافقي ، من اجل الانتقال بهذا الشعب المغلوب على أمره الى الحالة الأفضل!!

وليس أمام النخب الثقافية والادبية هذه المرة ، إن استمر تغييبها وتهميشها، الا أن ترفع صوتها وتهز اركان الطغاة والمتجبرين ومن اوصلوا احوال تلك النخب الى اسفل درجات العيش وفي أحط أحوال الحياة ، وعوائلهم تكاد قد تبكي على أحوالها وسوء معيشتها ، الحجر قبل البشر!!

ويتحمل المثقفون والصحفيون وعموم النخب الثقافية ، وهم قامات شامخة ،ولهم شأن كبير بين أوساط مجتمعهم ، وهم من يعلق عليهم الشعب الآمال في أن يكونوا نصيرهم وصوتهم في الملمات ، يتحملون تدهور أحوالهم وأحوال عوائلهم وتهميشهم وابعادهم عن سلطة القرار، يوم كانت مؤسساتهم الصحفية والثقافية قبل عقود ، أكاديميات ، تتخرج منها المسؤوليات القيادية في مختلف المناصب العليا للبلد ، ولهم مكانة في سلطة القرار، وكانوا وما يزالون مشاعل النور التي ينتظرها العراقيون بأنها هي من تعيد لهم هيبتهم ووقارهم، وتعيد مستويات العيش للشعب عموما الى الحالة التي ترتقي بهم وتنال رضاهم، بعد ان بلغت مستويات إذلالهم وانتهاك كراماتهم حدودا لم يعد بمقدور أي عراقي بسيط ان يتحملها ، والمثقفون ونخبهم والاسرة الصحفية عموما ، أمام مواجهة ترتقي الى أقدارهم إن أرادوا ان يستعيدوا بقية مكانة لهم في هذا البلد!!

ويا أيها (المحسوبون) على الثقافة ، ومن ارتضوا البعض منهم ان يكون (بوقا مأجورا) لهذا السياسي او ذاك ، عليهم أن يدركوا أن غضب الشعب العراقي سيطالهم في يوم ما، وعليهم ان يقفوا مع عموم مثقفيهم ونخبهم ، ولا يكونوا (أدوات إستعباد ) لشعبهم ووقودا لنيران الإذلال والمهانة ، وان ينضموا الى الشعب العراقي بكل فئاته ، لكي يقول الجميع كلمتهم، فالانتظار لن يكون مفيدا لهم ، إن لم يكن أكثر إضرار بأحوالهم، وعلى الجميع ان يرتقي الى مكانات العلا، ليرفع عن شعبه كاهل مأساة رهيبة تكاد تحرق الأخضر واليابس، ولن يكون وقود نيرانهم سوى هذا الشعب المغلوب على أمره، والله ناصر المؤمنين الشرفاء ذوي العقول النيرة ، ومن يرتقوا الى حجم مكانتهم ودورهم ، لانقاذ هذا الشعب من محنة أليمة ، يبقى السكوت عليها ، أمرا غير مقبول بأي حال من الأحوال!!