لست اعرف ان كان قاطع التذاكر في مدخل متنزه الزوراء سيفرق من الان فصاعدا بين من ينتمي الى “نقابة الصحفيين العراقيين” ام “النقابة الوطنية للصحفيين” التي تاسست مؤخرا. ثمن الدخول للمتنزه هو 500 دينار لكن هناك قطعة في الباب تقول “الصحفيون والمعوقون ودور الايتام مجانا”. المعلومات التي لدي تشير الى ان هناك اكثر من 13 الف شخص يحملون هوية النقابة. امر لايصدق. ومن جانبها فتحت النقابة الجديدة باب الانتساب. خلال اسبوع “تزامط” الطرفان بما بات معروفا “المزامطة” به وهو “الوطنية” هنا و”وحدة العراق” هناك.
رقم هويتي النقابية هو 1315 وهو لايشبه ارقام “المنفيست” الصحفية. ومن اجل “حوبة” هذا الرقم حان ان اضع النقاط على الحروف, مع اني اقر واعترف بانني تمتعت بامتيازات العضوية ومنها دخول متنزه الزوراء مجانا وقبلها المنحة السنوية وربما , اقول ربما, قطعة ارض موعودة. لكن حيال ما بتنا نشاهده على صعيد تمزيق الجسم الصحفي تحت هذه الذريعة او تلك لابد من قول كلمة الفصل. فلا مزايدة على الوطن او وحدة العراق لكن بعيدا عن اية املاءات سواء من الحكومة او خصومها. بينما يقع الصحفيون الحقيقيون وهم قلة قليلة جدا بين مطرقة الموالاة وسندان المعارضة.
لم احضر انتخابات النقابة الوطنية وليس في نيتي الانتماء اليها لان الصحفي والكاتب لاتصنعه النقابات والاتحادات بل هو من يضيف لها ثقلا اذا كان من اصحاب المواقف الراسخة. لكنني حضرت جانبا من تجمع الصحفيين في المسرح الوطني. وبودي القول ان الصحفيين لايعبرون عن وحدة بلادهم بالاهازيج والهوسات. فالصحفي صانع راي عام وليس “مهوالا”. والادهى من ذلك انني سمعت هوسة تقول “كل الصحافة وياك ياابن اللامي” والمقصود هنا النقيب مؤيد اللامي . وبهذه المناسبة اطالب بفتح تحقيق في هذه الواقعة. فاذا كان من اطلق الهوسات والاهازيج بحق زميل صحفي اصبح نقيبا عبر الانتخابات ويراد تسويقه دكتاتورا بينما نحن نهاجم علنا في الفضائيات والصحف رئيس الوزراء والبرلمان والجمهورية لاننا في بلد ديمقراطي لا مجال فيه من الان فصاعدا لاعادة انتاج الدكتاتورية. اقول اذا كان من اطلقها ليسوا صحفيين فمن سمح لهم الدخول الى تجمع صحفي. واذا كان هؤلاء صحفيون فهذا يعني صحة ما يقال عن منح العضوية بدون ضوابط جادة بحيثت شملت المهاويل والمهوسجية. الصحفيون هم بوصلة الراي العام وقد دفعنا ومازلنا ندفع من اجل ترسيخ القيم الحقيقية مئات الشهداء طوال السنوات الماضية من بينهم نقيبا للصحفيين. فلا يجوز التهاون بعد اليوم تحت اية ذريعة او حجة.
من جانبي سوف انتظر نتائج هذا التحقيق. فاذا كانت النتيجة مرضية للجسم الصحفي فهذا يعني خطوة في تعديل المسار. اما اذا تم التسويف فان كل ما اقوله انه اذا كان الثمن هو الدخول الى الزوراء مجانا ومنحة سنوية وقطعة ارض فانني سوف اتنازل عن المنحة للمعوقين حتى لايضطروا الدخول مجانا الى الزوراء مثلنا نحن الصحفيين وقطعة الارض الى دور الايتام .. اما هويتي ربما ابيعها كرقم مثل الارقام البيضاء غالية الثمن واعلن “تسقيطي” مثل اية سيارة قديمة .. واتوجه الى ابي تمام لاقول له وعلى لسان نزار قباني .. “امير الحرف سامحنا .. فقد خنا جميعا مهنة الحرف”.