18 ديسمبر، 2024 8:17 م

الصحفيون والاعلاميون … الاستحقاق … والتكريم

الصحفيون والاعلاميون … الاستحقاق … والتكريم

سبقني زميل عزيز واخ كريم من اصحاب الفكر والقلم بالكتابة يوم امس حول موضوع احقية الصحفيين والاعلاميين والمراسلين والمصورين الحربيين بالتكريم والتقدير لتضحياتهم الجسيمة الغالية التي عمدت بالدم لاعلاء شأن العراق وابراز بطولات قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الحشد الشعبي الميامين في قتالهم الملحمي لتحرير ارضنا وترابنا ومدننا من عصابات داعش المجرمة ولدورهم الفاعل في تكوين الرأي العام الناهض تجاه قضايانا الوطنية والمصيرية الحساسة المهمة … بالرغم من شعوري بالاحراج لدوافع شخصية من عرض الموضوع خلال الفترة السابقة والكتابة عنه خوفاً من سوء التفسيرات الخاطئة التي قد يقع بها البعض .

اقول … بتواضع … حتى الله سبحانه وتعالى اوصى ووعد انبيائه ورسله واولياءه وعباده الصالحين بالتكريم لدورهم الرسالي والتربوي في نشر القيم السماوية السامية… وفي ارساء قيم العدل والحق والانصاف وتبصير الناس على الطريق القويم الصحيح … وهو التكريم الذي نقف اجلالاً امامه طويلاً من باب اعطاء كل ذي حق حقه …

لقد كانت دماء الصحفيين والمراسلين والاعلاميين والمصورين وجراحهم وهم يسابقون الخطوات مع المقاتلين البواسل نياشين واوسمة فخر واعتزاز لكل العراقيين وجاحد من يتنكر لدورهم و لاستحقاقهم الوطني … لكن واقع الحال واقع مغاير ومختلف تماماً اوصل حال بعض هؤلاء من رواد القلم والصحافة والاعلام الى حالة الفقر البائس والتجويع القاتل له ولعائلته واطفاله.

واتساءل مع نفسي مراراً … اي فعل وقرار يمكن ان يتساوى مع موقف الصحفي والاعلامي الشجاع الذي ترك اطفاله وعياله في جوع وحرمان يتخذون من مسكن مهدم او غرفة بائسة مسكناً لهم ليلبي نداء الواجب و الوطن في استنهاض همم المقاتلين في صولاتهم لازاحة المجرمين عن ارضنا ومقدساتنا وعرض بطولاتهم وتضحياتهم التي فاقت التصور ووصلت الى مرحلة الاعجاز امام شعبهم وامتهم والانسانية جمعاء … اعتقد جازماً ان اعلى القرارات التي يمكن ان تتخذها الدولة والتي تبخل في اتخاذها الان لا يتساوى مع قطرة دم واحدة اريقت من اجساد الشهداء علي رشم وعلي جواد وحمزة اللامي وحرب هزاع وسؤدد فارس او غصة والم اطفال الشهيدة رنا العجيلي ولوعة عوائل الشهداء الابرار الخمسين الذين استشهدوا خلال السنوات الثلاث المنصرمة بعد ان احتلت داعش مدن العراق .

يا سيادة رئيس الوزراء … الا يستحق الصحفيون والاعلاميون والمراسلون الشجعان التكريم بأي قرار مناسب ومن بين ذلك مبادرتك الى اطلاق منحتهم السنوية البائسة التي قطعت منذ ثلاث سنوات وهي لا تساوي صرفيات احد وزرائك الذي يجوب دول المشرق والمغرب لاشباع نزواته في السفر والايفاد هو واركان وزارته الصناديد دون ان نجد على الارض واقعاً ملموساً حقق به فائدة للبلد والثقافة وللمثقفين الذين تبوأ قيادة وزارتهم بغفله من الزمن او صرفيات وفد من وفود مجلس النواب في بقاع الدنيا …

ونردد جميعاً ان على المعنيين من اصحاب القرار الذين ساهموا بفعلهم ومشورتهم بقطع تلك المنحة الخجل من انفسهم ونقول لهم بصرخة مدوية … كفاكم عيباً و الامعان في افقار الصحفيين ومحاولات بعضكم ترويض نقابة الصحفيين الصرح الشامخ التي رفعت رأسها للسماء عالياً بشموخ واباء رافضة اساليبكم المفضوحة في قطع منحتها السنوية كمؤسسة من المؤسسات المدنية الكبيرة ومنحة الصحفيين من اسرتها من قبل البعض لضغائن كامنة في سلوكه ونفسيته المريضة .

واناشدك بالقول وانت المسؤول التنفيذي الاول … ليس امامك اي عذر تعتذر به بعد مؤشرات ارتفاع الوضع الاقتصادي للبلد وتحسن اسعار ومبيعات العراق النفطية تعيق المبادرة في رفع الضررالذي لحق بالاسرة الصحفية لتقترن اقوالك المتكررة في كل مناسبة بالاشادة بهم بواقع عملي ملموس ونريد ان نرى فعل البعض الذي يلجاً للصحفيين في كل خطب وزريه تعتريه …
العبدلله كاتب السطور الذي يريد رضا الله سبحانه وحدة في الوقت الذي يعاضد ويساند طروحات الزملاء الافاضل الذين يتعرضون ويكتبون عن هذا الموضوع بخجل شأنهم شأني وباستحياء واضح في عرضه بهذا الوقت بالذات الذي يمزق ستاره وسكونه حاجة البعض من زملائهم الذي اخذ منهم العوز والمرض مأخذه ويتصرفون بالرغم من حالهم بفروسية عالية ربما تدفعهم الحال الى اتخاذ موقف هم ونقابتهم بالدعوة الى مقاطعة كل الانشطة والفعاليات الرسمية والحكومية والنيابية صحفياً واعلامياً ليشعر من خلاله المسؤولين باجمعهم بالحاجة الماسة الى خدمات هذا الوسط المثقف الواعي ودوره الفاعل الكبير في خدمة المجتمع ومؤسسات الدولة بعد ان استنفذت كل الطرق والاساليب بالتنبيه لمخاطر الحال الذي يمر به عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين … والله المستعان .