18 ديسمبر، 2024 10:45 م

الصحــة المدرسيــة

الصحــة المدرسيــة

كانت المستوصفات الخاصة بمعالجة الطلبة والمعلمين تؤدي دوراً كبيراً في بناء وضع صحي مستقر للذين تعنى بهم، ويشهد لها بموضوع الوقاية والرقابة الصحية في المدارس.
من منا من الاجيال القديمة لا يتذكر كيف كانت الفرق الصحية الجوالة تزور المدارس وتتفحص طلبتها ومنتسبيها وتراقب وتلاحظ الوضع الصحي وتدقق في عدم انتشار الامراض المعدية .. كان اختصاصها متعدداً من الصحة العامة الى الصحة الاختصاصية تزور المدارس اكثر من مرة خلال العام وتفحص التلاميذ فرداً فرداً وتعاين الماء والمرافق الصحية وتعطي التوجيهات وتحيل المرضى الى جهات الاختصاص.

وبرغم الفقر والعوز الذي كان عليه الناس الا اننا لم نسمع انتشاراً للأوبئة بين طلبة المدارس، حتى المدارس فيها لجان صحية من المعلمين تتابع وتلاحظ وتعطي التوجيهات وتهتم بالنظافة.

كانت كل مجموعة مدارس او رقعة جغرافية لها مستوصف يراجعه الطلبة ومن اختصاصه المعالجة ومنح الاجازات المرضية، ويمكن لفرق منه ان تتوجه الى المدارس متى ما ارادت الادارات عند شعورها بمشكلة صحية عامة في المدرسة .. الان ادمجت هذه المستوصفات مع المراكز الصحية في المناطق، واصبح من النادر ان تشاهد الفرق الصحية تجوب المدارس، ولم تعد على ذات الكفاءة السابقة لأسباب موضوعية ذاتية.

لا ينقل لنا اولادنا اخباراً من مدارسهم عن حملات تلقيح خلال العام او ان فحوصات تجرى لهم.

مناسبة التطرق الى هذه الموضوع انتشار مرض (النكاف) في المدارس اكثر من مئتي مدرسة فيها اصابات عديدة وهو مرض خطير ومعد ليس بين التلاميذ وانما في داخل الاسرة وقد يؤدي الى الاصابة بالعقم..

حتى الملاحظة العيانية وعزل الطلبة الذين يصابون بالأمراض المعدية لم نعد نسمع عنه، وقد قام الاعلام بالتنبيه اليه وليس وزارة التربية المعنية بهذا الموضوع والتي صمتت عما حدث.

نعم هناك حاجة الى تخصيصات مالية وبشرية ولكن بما هو ممكن ومتوفر من امكانات ان نقدم للطلبة ونحسن الوقاية في مدارسهم.

مراكز الصحة المدرسية يمكن لها ان تخفض كثيراً من الزخم على المستوصفات والمستشفيات اذا ما تمت العناية بها، فهي تخدم ملايين التلاميذ وبالتالي تحسن من مستوى الصحة العامة لهم من خلال متابعتها المستمرة والدورية وكشفها للأمراض السارية في وقتها قبل ان تصبح وباء او تنتشر على نطاق واسع يصعب السيطرة عليه.