جميع دول العالم المتقدمة و الدول غير المتقدمة تولي اهتماما كبيرا جدا بالواقع الصحي حيث نراها تقوم بتوفير الادوية و تبني المستشفيات و المراكز البحثية و تساهم في صناعة الادوية و العقاقير الطبية و تدعم المواطن و لكن ما نشاهده في بلدنا الذي علم الناس الكتابة و القراءة و شهد اول الاطباء و الحكماء بلد الحسن بن الهيثم و الرازي نراه يعاني من كثرة الامراض و الاوبئة و نشاهد امتلاء صالات المستشفيات بالعديد من الامراض المزمنة و امراض السرطان و الجرب و الكبد و السل و الامراض الانتقالية و الكوليرا بعد ان كان العراق يعتبر من البلدان المتقدمة و الخالية من هذه الامراض و هناك الكثير من الاسباب اهمها السرقات في عقود تجهيز الادوية و الصراعات الحزبية على المؤسسات الصحية عدم وضع الكفاءات في المناصب و الادارات و تهميش المواطن و كثير من الاسباب التي جعلت من المواطن العراقي و الطفل العراقي هو ضحية الامراض و الاوبئة و كأننا شعب فقير و ذليل افقر من دول افريقيا و ننتظر مصيرنا المجهول اما من خلال الموت او تحمل الامراض
المواطن (علاء ناصر) من البصرة يقول :
انا و الد طفل يبلغ من العمر (8) سنوات مصاب بمرض الثلاسيميا (سرطان الدم) حيث تفتقر مستشفيات البصر للعلاجات حيث تم تحويلنا الى مستشفيات محافظة بغدا حيث نقوم بالمراجعة لتلقي العلاج و منذ اكثر من (6) اشهر لا يوجد العلاج في المستشفيات علما ان العلاج غالي جدا و نحن اصحاب دخل محدود و لا اعتقد ان الدولة عاجزة عن تجهيز الادوية ولكن هناك ايدي خفية تتعمد بعدم ايصال و جلب هذه الادوية للمصابين .
و يقول ابو خالد من المهجرين من محافظة الانبار :
اصيب و لدي بعدوى امراض وبائية و خلال فترة رقودنا في مستشفى الطفل المركزي للأمانة الاطباء و الممرضين كانوا يعملون بجد و يشخصون الحالة و و الفحوصات يوميا و على مدار (24) ساعة و لكن اغلب الادوية غير موجودة في المستشى حيث كنا نقوم بشرائها من الصيدليات المجاورة للمستشفى بمبالغ كبيرة حيث اننا كنا نعجز عن شراء هذه الادوية و قمنا ببيع ما نملك و الاقتراض من اجل شراء الدواء و كذك هناك بعض التحاليل و الفحوصات غير موجودة في المستشفى و يجب علينا الذهاب الى المختبرات الخاصة لاجرائها .
و يقول المهندس (سعد حميد الساعدي) :
اجريت بعض الحسابات البسيطة لمعرفة هل ان المستشفيات تعتبر مشاريع خاسرة ام تجارتها مربحة فقمت بالدخول لاغلب مستشفيات بغداد في جانبي الكرخ و الرصافة و مدينة الطب حيث وجدت ان سعر الباص الواحد بـ (3000) دينار و سعر فحص السونار بـ (5000) الف دينار و التحاليل تصاعدية حسب نوع الفحص و المفراس و الرنين بـ (10000) و فحوصات الزواج بـ (25000) الف و الاجازات المرضية و غيرها من الفحوصات مثل العلاج الطبيعي و تخطيط الاعصاب و فحوصات النظر و السمع و غيرها جميعها مقابل اموال و يعتبر تمويل ذاتي اما في الاجنحة الخاصة فتكون الفحوصات بمبالغ كبيرة اذا جمعنا هذه المبالغ على عدد المراجعين لكل مستشفى ستبلغ الاموال المستحصلة بالمليارات لكل مستشفى سنويا و هذه الاموال تكفي لتجهيز كل مستشفى بالاجهزة الطبية الحديثة لتخفيف الزخم و توفير الادوية و بالاخص للامراض النادرة و المزمنة و لكن عند سؤالنا لمدراء المستشفيات الجواب بسيط ان المستشفيات مطلوبة و لا توجد لدينا اموال و ننتضر حصصنا من الدواء لان الاموال تذهب الى الوزارة والمحافظة و يتم اعطائنا بعض الاموال لا تكاد تكفي لشراء الطعام للمرضى الراقدين من هنا يجب ان نعرف ان المؤسسات الصحية تعبر نهر معطاء من الحصول على الاموال و لكن لا نعرف اين تذهب هذه الاموال و كيف يتم تقسيمها و المواطن العراقي يتحمل كل هذه النفقات و المصاريف و لا يجد الدواء و مواعيد الفحوصات تصل لبعض الاجهزة اكثر من شهرين و باقي الاموال توزع كحوافز لبعض الموظفين اصحاب العلاقات مع مدرائهم كموظفين في الاجنحة الخاصة و الحال يبقى هكذا في العراق ما دام ليس هنالك اي رقابة او اي اجراء حقيقي لمعالجة الواقع الصحي .
اما الدكتور (و . ع) فله رأي في الموضوع :
حيث بدء حديثه و هو يتأسف على الواقع الصحي المرير حيث قال قام فريق من منظمة اتحدى بزيارة المستشفى و شاهد حقائق مرعبة عن مرضى السرطان في مستشفى الطفل المركزي ببغداد و قال ان مديرة المنظمة (رشا طه) بينت ان” مشروع (أتحدى) انطلق لدعم أطفال السرطان و تم توجيه دعوى للمنظمة من قبل مستشفى الطفل المركزي الطابق الثاني (الأورام) بجانب الكرخ ببغداد
و بعد قدومهم وذهابهم شاهدوا موقفاً مخجل جدا من خلال وجود اعداد كبيرة من الأطفال المصابين بمرض السرطان يفترشون الأرض ناهيك عن وجود كل (6) أطفال على سرير واحد
و استمعوا لكلام مدير المستشفى الذي أكد لهم عن عجزه عن اقناع وزارة الصحة بتأهيل طابق غير مشغول في المستشفى لعلاج ألاطفال المصابين بالسرطان، و طالبها ان تقوم المنظمة بتأهيله بمبلغ يقدر بـ (75) مليون دينار حيث سيتم تأهيل (30 – 40) سريرا لكل طفل يأخذ العلاج الكيمياوي و تم فتح ابواب التبرع للتاهيل و كذلك تم تجهيز المستشفى بمنظومة اوكسجين بمبلغ (40) مليون دينار نحن نشكر مثل هكذا منظمات انسانية ولكن هل يجوز ان تقوم وزارة او مستشفى في اغنى بلد في العالم بالاستجداء و يفتح لهم باب التبرعات لا اعرف هل نحن في افريقيا ام نحن في حلم و كابوس مزعج و مظلم .
اما المواطن (رعد الانصاري) ناشط مدني و صاحب مدونات على صفحات التواصل الاجتماعي يقول :
لا يكاد يمر يوم دون ان نجد فضيحة او خبر او مصيبة صادرة عن وزارة الصحة و مديريات الصحة المؤسسات الصحية في بغداد و جميع المحافظات حيث نشاهد ان هناك صراعات كبيرة بين الاحزاب في وزارة الصحة من اجل الحصول على المناصب و ادارة المستشفيات و العقود حيث نشاهد اغلب مستشفيات العاصمة بغداد تعاني من قلة او انعدام و جود الادوية و ضعف كبير في جانب النظافة و نشاهد موظفي الاستعلامات الذين يجب ان يكونوا وديعين و رحماء نراهم عبارة عن مجموعة من الوجه اليابسة و المقفهرة ولا توجد لها أي رحمة و من يدخل للمستشفى و يرى هذه الوجه يضن انه يدخل الى غرف التعذيب و من يدخل هذه المستشفيات الكبيرة يحلم انه سوف يحصل على افضل الادوية و العلاجات و لكنه يشاهد العجب بعد الدخول في مستشفى اليرموك و الطفل المركزي في جانب الكرخ و مستشفى ابن البلدي في الرصافة عند الدخول الى ردهة الطوارىء نشاهد عدم وجود اسرة كافية و اغلبها شبه مستهلكة اما الفراش فهي عبارة عن نفايات موضوعة امام المصاب و حمالات المغذيات غير كافية و اغلب الادوية غير موجودة و اقل وصفة يتم شرائها من الصيدليات الخارجية لا تقل عن (25000) الف دينار و لا نعرف هل يعرف مدراء المستشفيات و اقسام التفتيش ان هناك فساد مالي و اداري حيث يمنع الزيارة في بعض الاوقات ولكن من يدفع مبلغ (5000 الاف دينار يدخل و من معه لزيارة المريض حتى لو كان في منتصف الليل نحن نسأل هل من مجيب اين تذهب اموال التمويل الذاتي عن اسعار الباصات و الفحوصات و التحاليل المختبرية وغيرها و التي تقدر بالملايين يوميا و لماذا لا يتم صرفها من قبل المستشفيات للقيام بتجهيز المستشفى بالاجهزة الطبية و الادوية و الخدمات الاخرى هذه المعناة كبيرة و يجب ان يأخذ الجميع مسؤوليته بدءا من قمة الهرم نزولا الى المواطن البسيط و على رجال الدين و المراجع الكبار ان ينبهوا على هذه الحالات .
اما الاستاذ (قيس الخالدي) رئيس منظمة العراق الانسانية يقول :
المشاكل الصحية في العراق كبيرة و كثيرة و متأزمة جدا و لا اعتقد ان هناك حلول لها بسبب ضعف الادارة في وزارة الصحة و مديريات الصحة في جميع العراق اما ما يخص المراكز التخصصية للاسنان عند مراجعة أي مركز تخصصي في بغداد الحجز ربما يصل الى اكثر من شهرين و المشكل عند وصول الموعد و الوصول لغرض العلاج يتفاجأ المراجع بعدم وجود العلاجات و الحشوات و البنج و مواد تنظيف الاسنان و رغم كل ذلك يدفع المريض باص المراجعة و لا نعلم لماذ لا يتم تجهيز هذه المراكز بالمواد الخاصة بعلاج الاسنان الجواب هو لكي تقوم الوزارة بتشجيع العلاج التجاري لان اغلب الاباء لديهم عيادات خاصة لطب الاسنان
امناياتنا جدا بسيطة هو ان نقوم بانقاذ اطفالنا و شبابنا من هذه الامراض و الابئة و جعل العراق يعيش بواقع صحي نظيف خالي من الامراض من خلال تطبيق بعض الخطوات البسيطة وهي القيام بدعم الجانب الصحي و توفير الادوية و بالذات ادوية الامراض المزمنة و امراض السرطان و الكبد و الامراض النادرة و جعل المستشفيات تتصرف باموال التمويل الذاتي و تقوم بشراء الاجهزة و المواد و الادوية المهمة في المستشفى و القيام بتشجيع عامل الرقابة والتفتيش و الاعتناء بالاستشاريات و الطوارىء و ابعاد الصحة عن الصراعات السياسية و جعل الانسان المناسب في المكان المناسب كا هذه الاجراءات ستقوم بتغير الواقع الصحي من واقع صحي سلبي و سيء الى واقع صحي نموذجي .
منطقة المرفقات