23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

الصحة .. بمعدة جائعة

الصحة .. بمعدة جائعة

اللجنة العليا للصحة والسلامة .. تقرر تمديد الحجر الصحي ، ومنع التجوال حتى بداية رمضان .. وهذه المرة الثالثة التي تقرر بها تمديد اجراءات الحجر الصحي ، متجاهلة تقديرات الزمن الصحي .. دون مراعاة لمعاناة وحاجات ، شرائح اجتماعية تعتمد على قوتها اليومي .. كعمال البناء ، واصحاب البسطيات ، وسائقي السيارات ، وغيرهم .. وكان من المفترض تفعيل الحصة التموينية لهم ولغيرهم من المسحوقين .

لكن يبدو ان وزارة التجارة ، لاهية في امور اخرى .
لقد اعلنت اللجنة بيانها على استحياء .. خوفا من استياء المواطنين ، الذين يظنون ان وراء هذا التاجيل المستمر وغير المدروس ، دوافع سياسية اولها .. تجميد روح الشباب المنتفض ، وتمرير اسماء وزارة الكاظمي التي ستعتمد على مبدأ ( المحاصصة المستورة ) و اخيرا الخوف من فضيحة الازمة الاقتصادية المرتقبة .

الثابت .. ان هذا التاجيل الاخير جاء متسرعا ، دون الاطلاع ، والافادة ، من الاجراءات المستحدثة والمبتكرة في دول كثيرة من العالم .. التي تراجع خططها و اجراءاتها ، بشكل ملحوظ .. بهدف التخفيف من اثار ، ومشاكل ، ومعاناة الحجر الصحي على مواطنيها .
مصر تفرض الحضر من المغرب حتى الصباح .. والاردن يفرض الحضر حسب الحاجة ، تركيا حددت اعمار معين يشملها الخضر وسمحت لعمال البناء بالعمل .. بعض الدول الغربية ، وبشكل تدريجي ، فتحت مدارسها ، وحدودها ، ضمن شروط وقوانين مثبتة ، لايسمح معها احداث شرخ خطير في نسق الاجراءات الصحية المتبعة .
وبعض الدول اعلنت رفع الحجر بشكل كبير وسمحت بعودة الحياة الطبيعية .. حصل هذا في النمسا ، وسويسرا ، والسويد ، والدنمارك وغيرها من الدول التي تحترم مشاعر وحريات شعوبها .

يبدو ان اللجنة العليا للصحة والسلامة في العراق تنظر بعين واحدة .. غير مدركة لما يحصل من تطورات واجراءات في العالم.. ولم تعط بصيص امل للعراقيين الذين تتنقل بهم من موعد الى اخر .. دون وضع سقف زمني حقيقي .. كما ان اللجنة الموقرة لاتريد ان تحارب على اكثر من جبهة خوفا من خطورة المبادرة ، فهي تؤمن بنظرية ( اقطع راس .. وموت خبر ) فليس هناك اسهل من ان تحجز ملايين الناس في بيوتهم في اقامة جبرية قاتلة بحجة الوقاية .. دون وعي لاثارها النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية .. في بلد يفتقر اصلا الى التخطيط والمبادرات الوطنية .. ويفتقر الى خطة شاملة تتسم بالتريث احيانا .. وبالمرونة في احيان كثيرة .