9 أبريل، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

الصحافة … والرقص على رؤوس الأفاعي…..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمثل الصحافة مؤسسة اجتماعية ذات خصوصية مميزة في إطار النظام الاجتماعي العام ليشمل هيئات ومؤسسات تحرير الصحف  ومؤسسات الإذاعة والتلفزيون ومطبوعات الكتب وهي أي -الصحافة- التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في تكوين وتطوير الوعي الاجتماعي لمعتقدات الناس ووجهات نظرهم المتمثل في الخبر الجماهيري الموجه إلى كافة شرائح المجتمع.
وفي جميع دول العالم هناك نقابات واتحادات تمثل شرائح المجتمع المدني كنقابة المهندسين مثلا أو اتحاد العمال أو غيرها وفي العراق هناك نقابة الصحفيين العراقيين التي تعتبر الطرف الشرعي للصحفيين وهي التي تدير وتشرف على أمور وأحوال الصحفيين والإعلاميين,  والنقابة تعني جماعة يختارون لرعاية شؤون شريحة من شرائح المجتمع منهم النقيب ووكيله.
وجدير بالذكر هو صدور أول عدد من جريدة الزوراء في أواسط القرن التاسع عشر وكانت تصدر آنذاك باللغة التركية وأول نقيب للصحفيين العراقيين هو الأستاذ كامل الجاد رجي سنة 1948 وجعلها نقابة مهنية غير مسيسة  لجهة حزبية أو فئوية مع العلم انه كان زعيما للحزب الوطني الديمقراطي, وبعد ثورة 958 انتخب الأستاذ محمد مهدي ألجواهري نقيبا للصحفيين العراقيين في العهد الجمهوري .
وكانت من بين الصحف والمجلات القديمة (حبزبوز لنوري ثابت وجريدة أبو نؤاس وقرندل  وجفجير البلد وهي صحف الفكاهة والسخرية أما جريدة البلاد-الجمهورية- البريد- اليقظة –الإنباء – صحف عامة وكانت مجلات-صندوق الدنيا – القلم – العراق الجديد – الرحاب –  وغيرها لا يسع المجال لذكرها) , وبذلك يحق للصحافة أن تفخر بلقب (صاحبة الجلالة ) وتتيه به.
ولا بد أن  نذكر أن هنالك روافد وسواقي أخرى  كالمؤسسات  الصحفية والجمعيات والرابطات والاتحادات التي هي لا تتعارض بطبيعة تشكيلها  مع توجهات وسياقات عمل النقابة  وهي جميعا روافد  تصب  في بحر النقابة , إذ تشكل هذه الظاهرة حالة صحية تهيئ للمجتمع الصحفي فرصة ليعيد النظر بما اعتاد عليه من حياة وما ألفه من تقاليد وتدفع الصحفيين أحيانا دفعا  ليقبلوا وجوه النظر فيما يبدوا منهم من تصرفات وسلوك وتكشف النقاب لهم عن التطور الصحفي لتنير أمامهم الطريق الصحيح في النقد البناء الهادف لعملية التطوير, وإذا كانت الصحافة أمينة بنقل الأحداث صادقة بتصويرها على شكلها الحقيقي الدائر فإنها تكون قد قامت بواجباتها المفروضة وأصبحت أهلا لانجاز رسالتها في هذه الحياة.
أما طبيعة العمل في  المؤسسات الإعلامية فهناك عاملان رئيسيان هما الجانب الإعلامي والجانب  الإداري وأصحاب  العلاقة يركزون بالدرجة الأولى على الإداريين ,ذلك أن مستقبل المؤسسة الإعلامية في المدنية المعاصرة, يتوقف على حسن تنظيم الجهاز الإداري وتركيزه على أسس سليمة تتمشى مع التبادلات التقنية والمعلوماتية السريعة.
ولا شك إن إحدى المؤسسات الصحفية للتطوير الصحفي والإعلامي على وجه التحديد والتي يشار لها ببداية صحيحة موفقة ومرتكزة على أساس شبابي مهني ناضج هي (مؤسسة القيثارة للتطوير الصحفي والإعلامي ) ,وهي  كما يبدو أنها مؤسسة ذات كيان شخصي معنوي تهتم في تطوير العمل الصحفي والإعلامي وذلك من خلال تنظيم دورات تطويرية مهارية للصحفيين والإعلاميين داخل وخارج القطر وبالتأكيد إن من بين أهدافها نشر الوعي الثقافي ونبذ الروح الطائفية والعنصرية والمناطقية وترسيخ السلم الأهلي بالمجتمع العراقي في اشد الظروف الحالكة وترسيخ الوحدة الوطنية والمصالحة لبناء دولة المؤسسات العراقية وفق منظورات تراث وحضارة وادي الرافدين لتأسيس وبناء الدولة المدنية الحضارية ضمن أهداف منظمات المجتمع المدني ,وحيث أن القوانين الموجودة تحوي بالفعل نصوصا لا يمكن أن تنطبق إلا على الصحافة المهنية المستقلة,حيث أن حماية مصادر المعلومات بالنسبة للصحفي والإعلامي تمثل قضية ذات أهمية خاصة,إذ لا يمكن الحصول على المعلومات ونشرها بما يحقق في النهاية خدمة المصلحة  الوطنية  العامة  للجماهير الصحفية والإعلامية  في المعرفة وحماية حقها في الحفاظ على أهداف ومبادئ تلك المؤسسة الإعلامية والصحفية لتطوير المهنة.
حيث أن العمل الصحفي  شاق ومتعب وصعب – وكما يطلقون على الصحافة مهنة المتاعب, ومثله كالرقص على رؤوس الأفاعي فإذا لم تدغدغها بإطراف أصابع رجليك فأنها تصعقك بلدغة مميتة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب