يبدو بما لايقبل الشك ان وضع الصحافه والصحفيين في العراق سيء جداً فيما يخص حرية التعبير ، فضلاً عن الاعتقالات التي تطالهم ، وهذه تعد مشكلة وعقبة كبيرة تقف بوجه حرية التعبير وحرية ابداء الرأي ..
فقد بلغت الانتهاكات التي وثقها مرصد الحريات الصحافية لهذا العام بلغت مايقارب ٤٥٠ انتهاكا ، منها ٨٥ حالة احتجاز واعتقال ومايقارب ٩٠ حالة منع وتضييق و زهاء ٣٠ حالة اعتداء بالضرب ، و ٤ هجمات مسلحة ، و ٢٥٠ ملاحقة قضائية وهناك حالات اغلاق ومصادرة ، في حين سجل هذا العام مقتل ٩ صحافيين عراقيين ، ليبلغ عدد من قتل من الصحفيين والمصورين والمساعدين والفنيين منذ ٢٠٠٣ وحتى الان مايقارب ٤٣٠ صحافيا ، وصاحب ذلك فشل حكومي واممي عن حمايتهم او الكشف عن قاتليهم ..وقد ذُكر في التقرير السنوي لمرصد الحريات الصحافية العراقي بين الفترة الممتدة من الثالث من آيار / مايو ٢٠١٥ الى الثالث من آيار / مايو ٢٠١٦ إن المخاطر التي تهدد الصحافيين العراقيين مازالت متعددة الاشكال مابين الخطف والقتل والتهديد ، وغلق المحطات التلفزيونية والمواقع الاخبارية والتهديدات المباشرة وغير المباشرة للصحافيين وابتزازهم في انتهاك واضح لحقوقهم ، ولحق الحصول على المعلومة ومنعم من كشف ملفات الفساد ومحاربة الفاسدين ..
كما سلط المرصد الضوء على مسؤولية السياسيين ورجال الامن في تلك الانتهاكات المسجلة ضد الصحافيين والفرق الاعلامية عبر التهديد المباشر لكل وسائل الاعلام والاعلاميين بالاعتقال بسبب السياسات التحريرية لتلك المؤسسات مستفيدة من الصلاحيات غير المحدودة الممنوحة لعناصر الاجهزة الامنية او لعناصر المليشيات المرتبطة بالاحزاب الحاكمة ..
ولا ننسى دور البرلمان العراقي في انقاذ الصحافة والصحافيين ، فلقد اخفق على مدار ١٣ عاما من اقرار قوانين تحمي الحريات الصحافية بل حتى لم يلجأ الى تغيير القوانين التي تهدد حرية الصحافة والتعبير بشكل مباشر ، حيث يتضمن قانون العقوبات العراقي خمسة عشر مادة تتعلق بتجريم النشر ، فأن القانون المرقم ١٩٦٩/١١١ يجرم المخالفات المتعلقة بالصحافة ويفرض عقوبات صارمة ضد الصحافيين مما يعطي الضوء الاخضر للفتك بهذه الشريحة المهمة في المجتمع ..