18 نوفمبر، 2024 12:49 ص
Search
Close this search box.

الصحافة تهاجر غربا – من ذكريات صحفي عراقي في المهجر

الصحافة تهاجر غربا – من ذكريات صحفي عراقي في المهجر

الزمان : هو مساء يوم الأربعاء 30/أيلول(سبتمبر)/2009 ، والمكان : هو قاعة الندوات في المنتدى الثقافي العراقي بالعاصمة السورية ، دمشق .
    في ذلك الزمان والمكان ، كان آخر حضورٍ لي لفعّالية في هذا المنتدى . وكانت محاضرة للدبلوماسي العراقي السابق الدكتور محمد الدوري / مندوب العراق السابق في الأمم المتحدة . ويرتبط إسم الدبلوماسي الدوري ، بتصريحه الشهير عقب إحتلال العراق ، حين قال : اللعبة إنتهتْ The game fished  .
    لقد حجزتُ بطاقة السفر براً عائداً لبلدي العزيز ، العراق ، مساء يوم الخميس 1/تشرين أول (اكتوبر)/2009 ، حيثُ وصلتُه صباح اليوم التالي ، الجمعة . كانت الأوضاع في العراق ، حينها ، توحي بالاطمئنان ، مهما كانت نسبته . وقد عادتْ أعداد غير قليلة من العوائل العراقية من سورية ومصر والأردن ، بالطائرة على نفقة الحكومة العراقية . وتردد في حينها أن الحكومة ستصرف لكل عائلة عائدة مبلغ (500) دولاراً . نويتُ أن استخدم هذه المزايا ، خاصة ثمن بطاقة الطائرة ، لكني تحاشيتُ ذلك ، ولم أكن جدياً فيه ، لأسباب عديدة ، أهمها : روتينية الاجراءآت ، والأجور القليلة – نسبياً – للعودة بالسيارة ، وهي سياحية بامتياز .
أن قرار العودة من رحلة الاغتراب الذي اتخذتهُ نهائياً ، وأبلغتُ به إخواني في المنتدى ، وقوبل بتمنيات بسلامة العودة . وكانت مشاعر الأخ والصديق ، الصحفي زيد الحلي تجمع ما بين الأسى لفراق زميل تجمعه معه العديد من المشتركات ، والتفاؤل بأن تكون عودتي مــقــدمــةً
(1-9)
تشجع عودة الآخرين (الاعلاميين خاصةً) وفي مقدمتهم : هو ، الصديق زيد الحلي . كانت عودة استكشاف بنسبٍة ما ، وعودة نهائية بنسبة   كبيرة .
صباحاتُ بغداد
    سيارة (ألبولمان) ، كما يدعونها في سورية ، ولنفل سيارة الباص السياحي تدخل بغداد في الصباح الباكر جداً من يوم 2/10/2009 . آه كم إشتقتُ لصباحات بغداد . لم أقضي سوى سنوات معدودة في الغربة ، وهي في بلد عربي مجاور . وهناك وسائل إتصال سريعة ، وبعضها معزز بالصوت والصورة : والأهل يزورونني باستمرار ، وألتقي ، خاصة في أشهر الصيف ، مع العديد من القادمين من العراق : منهم جيران وأصدقاء وأصهار . ومع العديد من هؤلاء القادمين ، هناك مَنْ أعرفُه ويعرفني ، وهناك من أعرفه فقط ، ومن يعرفني فقط ، ومن لا أعرفه ولا يعرفني . وفي جميع هذه الحالات ، أبادر لفتح خط كلام وتعارف مع الشخص القادم من العراق . إذن هناك تواصل : شهري ، اسبوعي ، وحتى يومي ، مما يقلل من لوعة البعد والفراق .
    وهنا أقول بملئ الفم : كان الله في عون العراقيين الذين سكنوا ديار الغربة منذ عقود من الزمن ، وليس بينهم وبين أهلهم وسيلة إتصال . كان المسموع أن بعض هؤلاء العراقيين (كم نسبتهم : لا أدري ، ولكن من الواضح أنها قليلة ، وربما قليلة جداً) ، يأتون من العراق الى سورية أو الى الأردن أو الى السليمانية ليلتقون مع أحبائهم المغتربين ، متحملين المخاطرة ، والمصاريف الباهضة ، كما أن العلاقات مع بعض دول الاغتراب ، المجاورة خاصة ، لم تكن جيدة ، وربما مقطوعة . مما يعقَّد لقاء العراقيين المغتربين مع أهلهم .
    مع ساعات الفجر الأولى ، كنت في باب الدار ، أقرع الباب ، وأول من يهرع لمعانقتي ، هم : الأحفاد . بعضُهم رأيتهُ – سابقاً – وأول من يهرع لمعانقتي ، هم : الأحفاد . بعضُهم رأيتهُ – سابقاً – في الصورة .
(2-9)
وهو الآن بين يدي . ويبدو أن : العِيال كِبْروا ، كما يقول المصريون .
    وأول ما أحسستُ به ، الصعوبة – والتي هي مؤقتة بالتأكيد – في الانتقال المفاجئ من بيئة حياتية لأخرى . كنتُ أعيش منفرداً في شقة لسنوات ، وأنا الآن في دار يغرد فيها الأحفاد . كانت الخدمات (الكهرباء خاصة) مؤمنة بشكل جيد ، وفي العراق معروف وضع الكهرباء ، وبقية الخدمات . وتدريجياً إعتدت على (مزعجات) نقص الخدمات ، سيما أني وصلت وفصل الصيف في ايّامه الأخيرة .     
    أمضيت شهر تشرين أول ، بالعمل من أجل التلاؤم مع البيئة الجديدة ، لكني لم أنقطع عن الكتابة ، وفي جريدة الزمان /الطبعة الدولية/لندن . وهكذا صدر أول عمود صحفي لي في الطبعة الدولية يحمل توقيع إسمي مقترناً بكلمة (بغداد) ، المدينة العظيمة التي نحب . وقد أشعرت مكتب لندن لجريدة الزمان /بواسطة الزميل العزيز كرم نعمة بأن هذا هو عنواني الجديد ، وهو ما فعله وحرص عليه الزميل كرم ، مشكوراً .
    مطلع شهر تشرين الثاني/2009 ، بدأت التحرك لتجديد علاقات قديمة ، ربما إنقطعت أو شابها بعض الانقطاع . وكانت أول زيارة كنت أقوم بها ، للباحث حميد المطبعي ، الجار العزيز ، وشريك معاناة الحرف قراءة وكتابةً . ومن داره كنت أتصل هاتفياً بالزميل الصحفي والأكاديمي أحمد عبد المجيد ، رئيس تحرير جريدة الزمان – طبعة بغداد . واتفقتُ على لقاء مع الزميل أحمد ، وفي مكتبه بجريدة الزمان – بغداد .
    بعد المجاملة الأخوية المطلوبة ، تطرقنا الى محاور عديدة ، سأل عن شريك معاناة الكتابة الصحفية زيد الحلي . طمأنته . أبديتُ رغبتي بالعودة للكاتبة في الزمان – طبعة بغداد . أبدا ترحيبه وموافقته الفورية . وهكذا كان أول عمود لي يصدر في الزمان – طبعة بغداد – ينشر يوم 13/11/2009 وتحت عنوان : الكتابة .. عودة للبدايات . وفي العمود ذكرت : والآن أعود للكتابة ، مدفوعاً بالاعتبارات ذاتها : المهنية والتواصل مع القارئ .
(3-9)
    لكن الأهم في لقائي الزميل والصديق أحمد عبد المجيد ، أني أوضحتُ نيتي بكتابة مسلسل استذكاري ، يحمل عنوان : من ذكريات صحفي عراقي في المهجر ، تذكر فيه الوقائع التي عشتُها . وافق وشجعني على ذلك . لكني في حينها ، تباطاُتُ في تنفيذ ما أفصحتُ عنه لاسباب ذاتية ، أترك الحديث عنها ، وموضوعية ، أذكر بعضها : أن السجال الاعلامي بين الحكومتين في البلدين الشقيقين الجارين (العراق وسورية) كان على أشده . أرجأت تنفيذ ذلك . ولكنني لم أصرف النظر عنه ، بقيت أنتظر زوال العوامل الذاتية والموضوعية . وبنفس الوقت ، قمت من حين لآخَر بنشر بعض محطات من حياة الاغتراب ، وهكذا كانت الزمان – طبعة بغداد ، وطبعة لندن تنشران لي عموداً حمل عنوان أوراق من دفتر الغربة ، وبتاريخ 26/1/2010 .
    جاء في أحد هذه الأوراق :
          هاجرنه شرق وغرب
          واﻠﮕﻳﻨﻪ تالي الدرب
          يرجع على بغداد
    وحملتْ أعمدة صحفية أخرى كتبتُها بعض الالتقاطات من حياة الاغتراب . والآن أتصور أن وقت كتابة كل أو بعض من محطات حياة الاغتراب قد حل .   
الغربة .. غربة
    في يوم حزيراني من عام 2006 ، كنت أحط الرحال في أرض سورية البلد الذي قرأتُ عنه ، وأحببتُه وزرته سابقاً مراتٍ عديدة أولها في أيام من شهر عسل زواجي عام 1974 . وبدلالة من صديق عراقي أثق بمشورته إخترت السكن في الهامة ، ضاحية جميلة هادئة ، مناخها معتدل والحرارة فيها أقل من دمشق . وفي الطريق اليها أمر بحي دمر ، الذي سكنتُه بعد بضع سنوات ، وتذكرتُ حمامة المطرب السوري صباح
(4-9)
فخري التي أطلقها وطيرها بين دُمّر والهامة !؟ . 
    في سورية يتركز تواجد المهاجرين أو المهجرين العراقيين في دمشق أولاً بشكل كبير ، وفي حلب ثانياً (يتوجه لها القادمون من الموصل خاصة) ، وفي حمص ، ثالثاً ، لاعتدال مناخها وقربها من دمشق ومن ثم اللاذقية … وهكذا . وفي دمشق يتركز وجود العراقيين في حي السيدة زينب . وتحس كأنك في مدينة عراقية صرفة . وفي هذا الحي شارع له اسم محدد ، ولكن لوجود العراقيين الكبير جداً على جانبيه (باعة محلات وباعة أرصفة وباعة في نهر الشارع وفنادق ومطاعم) سمي : شارع العراقيين . وذات مرة أستأجرتُ سيارة تاكسي ، وطلبتُ من سائقها السوري التوجه الى حي السيدة زينب / شارع العراقيين ، قال السائق معترضاً بسخرية محببة : شُوْ خيُّو .. اشتريتوا الشارع !! . وضحكنا سوية . وهناك تجمعات عراقية كبيرة في أحياء : جرمانه (المسيحيين العراقيين خاصة) وقدسية وضاحيتها .
    تقتضي الموضوعية والانصاف ،ورد جميل الأخوة ، أن نذكر أن الشعب في سورية وقيادته قد تعامل مع العراقيين بأخوة تامة ، وقدم ما يستطيع للمهجرين القادمين من العراق . وكانت البيئة الحياتية السورية ، مشابهة الى حد كبير ، للبيئة العراقية . ومن المفترض ألا يحس العراقي بمشاعر الغربة . ولكنني تذكرت قولاً للكاتبة الجزائرية ندى مهري ، المقيمة في القاهرة ، ونصه .((الغربة غربة ، سواء إخترتها أو إختارتك ، سواء في وطن عربي . أو إجنبي . إنه تاريخ الجسد الذي لا يعترف إلا بجغرافية الوطن الأم)) . ومصادفة كانت أمامي ، وأنا أكتب الآن ، نسخة من جريدة الزمان – طبعة بغداد ، الصادرة بتاريخ 24/5/2011 وفيها عمود للصحفي والأكاديمي العراقي ، الدكتور فوزي الهنداوي ، حمل عنوان : المدينة ..عذوبة الذكريات . والعنوان يوضح المضمون . وأضيف لما ذكره الزميل الهنداوي : الشارع .. الحي .. المدينة .. الوطن : عذوبة الذكريات .
(5-9)
    عشنا في سورية ، بين أخوتنا .. بين أهلنا : مشاعرهم طيبة يتمازج فيها العامل القومي (شعب واحد) ، الديني (أكثرية مسلمة) ، تاريخ مشترك ، كل ذلك في إطار التعاطف ، و(العطف) على : القادم العراقي . وصعوبة عيش العراقيين في سورية ، تتمثل بالموضوع التالي : ليس هناك توصيف دقيق ومستمر للحالة العراقية في سورية . السلطات السورية ، وهذا أمر ينسجم مع توجهات نظامها : الفكرية والسياسية لا تطلق صفة (لاجئ) على القادم العراقي ، وبديلاً عن هذه الصفة ، هناك تسميات عديدة : سائح – وافد – زائر . لكن هذه التسميات الجميلة تصب في (خانة) تعقيد إجراءآت إقامة العراقي المستمر في سورية ، فأن تكون سائح ، معناه أن يكون بقاؤك مؤقت (لا يتعدى الشهر) ، ومعك (مصاري) . وللأمانة لم تطلب السلطات ، هناك إقراراً بما حمل العراقي من عملات : سورية أو غير سورية . صحيح أن العراقي معاه (مصاري) ، ولكنها – مع طول مدة الاقامة – بدأت تقل ، وطول هذه المدة ، أصاب البعض بداء الكآبة ، وتوتر الأعصاب ، وتلك حالة لا يمكن أن تكون مفاجئة . . وحديث إجراءآت الاقامة طويل ، ومليئ بالصفحات المؤلمة .
نداء الصحافة .. ونداء الكتب
    بعد مضي أشهر معدودة على إقامتي في سورية ، بدأت التفكير في موضوع الكتابة (الصحفية خاصة) . ودوافع هذه الكتابة عديدة ، منها : التواصل مع القارئ ، إبداء رأي في موضوع ما ، التقليل من الفراغ ومتاعبه ، وإذا كان هناك مردود (بضعة ليرات) فلا بأس . ولكن الكتابة في الصحف السورية خاصة ، والمطبوعات السورية عامة ليست أمراً سهلاً لاسباب عديدة . ومع ذلك كتبت مقالاً وتوجهتُ لاحدى الصحف اليومية (في سورية أربع صحف يومية والعديد من الصحف الاسبوعية القطاعية والسياسية) ، قدمت مقالاً حمل عنوان : جدار بغداد والثغرة القاتلة ، نشر في جريدة تشرين في 28/12/2006 ، ثم مقالاً آخر للجريدة ، حمل عنوان : مجالس أدبية برسم الاحتضار . وقصدتُ بذلك المجالس الأدبية البغدادية . نشر في جريدة (تشرين) الدمشقية اليومــيــة
(6-9)
في 5/2/2007 . تشجعتُ وكتبت موضوعاً جديداً ، دفعتُه للجريدة نفسها . وتأخر نشره لأسابيع ، رغم متابعتي المستمرة . وجاء إعتذار ملطف ، وفهمتُ الأشارة ؟! .
    وبواسطة إعلامي عراقي ، يعمل في سورية منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ، وتجمعني معه مشتركات تفضي لاطمئناني لمشورته ، توجهت نحو جريدة (النور) الدمشقية الاسبوعية . الجريدة ناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد (وهو فصيل أساسي من فصائل الحركة الشيوعية في سورية – جناح يوسف فيصل وحنين نمر) . توجهت نحو جريدة (النور) في لحظة تصارع فيها الأمل واليأس . وشعوري : أن علي المرور من خرم إبرة ، لكي أمسك بفرصة الاطلال على القارئ من خلال المطبوع الدوري .
    وفي هذه الجريدة ، وجدتُ ترحيباً . ولم أجد صعوبة في التعرف والتآلف . ومع معظم العاملين فيها : موظفة الاستعلامات ، وعامل الخدمة ، ورئيس القسم ، ورئيس التحرير ونائبه ، إقمت علاقات زمالة وأخوة أعتز بها ، خاصة مع المثقف الشيوعي السوري محمود الوهب ، عضو هيئة تحرير الجريدة ، ومسؤول القسم الثقافي . وتوطدت علاقتي به . ولأنه صاحب دار نشر (وهي دار نون 4 في حلب ) فقد قام بنشر كتاب إبني شاهين والذي حمل عنوان : الصيرفة بحوث وتطبيقات . كما قام الصديق الوهب بكتابة مقدمة لكتابي الموسوم : موضوعات في الكتابة . كتبتُ في هذه الجريدة وغيرها . وسررت أن أجد مقالاتي منشورة في العديد من المواقع الالكترونية منقولة عما نشر في الصحف السورية .
… ولم أنسَ الزمان ؟!
    واستيقظتْ الرغبة النائمة للكتابة في جريدة الزمان /الطبعة الدولية . أرسلت مقالاتي – عبر البريد الالكتروني – الى مكتب الجريدة في لندن . ومن خلاله تعرفت على الزميل كرم نعمة . وهكذا كانت أول مــــقـــالـــــة
(7-9)
(عمود) ينشر لي في جريدة الزمان ، في تموز عام 2008 ، قد حمل عنوان : نخلة العراق أم نخلة ميسان ، وقصدتُ بذلك ، الشاعرة لميعة عباس عمارة . وتوالى إرسال المقالات الى مكتب لندن ، ومن هناك جاءتني (مصاري) ، ساعدتني على ديمومة القراءة والكتابة .
    ولم تقتصر محاولاتي على الكتابة في الصحف ، بل كان للكتاب ، قراءة وكتابة ، حيزاً مناسباً في إهتماماتي . زرت معارض الكتب في بيروت ودمشق ، ألفت ثلاثة كتب . الاول صدر في بيروت مطلع عام 2008 ، ووزع في لبنان وخارجه ، حمل عنوان : موضوعات في الكتابة ، وكتابين لازالا مخطوطين ، هما محطات على طريق الكتابة ، وهو مكمل للكتاب الاول ، ويركز على الجانب التطبيقي في تجربتي الكتابية . والثاني حمل عنوان : حوار الحضارات يبدأ من هُنا . وقامت الطبعة الدولية من جريدة الزمان بنشر اكثر من عرض لكتابي المذكور ، وكذلك نشر عنه في الصحف السورية .
مغامرة .. ربما ؟!
    كنت أتابع الندوات والمؤتمرات التي تعقد في سورية . لم أتقيد كثيراً بالبروتوكول : أن أدعى الى هذا المؤتمر ، أو تلك الندوة . أحضر وأناقش وأستمع وأسجل وأُصوَّر . وكل ذلك : بعضه ينشر والآخر لازال ضمن أوراقي ينتظر النشر ، أو الوقت الملائم للنشر .
    قرأت في الصحف أن مؤتمراً يعقد في دمشق ، تحت عنوان المؤتمر الدولي الاعلامي لنصرة الشعب الفلسطيني . جمعت معلومات تفصيلية عن تحركاته ، وهكذا كنت يوم 2/5/2007 ، ضمن الحشود الاعلامية المتوجهة نحو مدينة القنيطرة السورية المحررة ، حيث عقدت إحدى إجتماعات هذا المؤتمر في خيمة واسعة على أرض القنيطرة . استمعت وحاورت وساهمتُ . ضمن الوفود ، ومن على ربوة عالية في مدينة (عين التينة) السورية ، كانت لنا إطلالة على مدينة (مجدل شمس) السورية المحتلة من قبل الاسرائليين ، ضمن الجولان السوري المحتل ،
(8-9)
زرنا مستشفى القنيطرة الذي هدمه المعتدون الصهاينة بعد أن إنسحبوا منه . ومع هذه الذكريات أنشر بعض الصور تعزيزاً لذلك . هل كانت هذه المشاركة مغامرة ؟ ربما كانت كذلك لكنها مغامرة محسوبة ، على أية حال .
    وكانت هناك مغامرة أخرى ، قمتُ بها ، وشجعت أخي وزميلي الصحفي العراقي زيد الحلي على المشاركة فيها . وهكذا كنا ضمن الوفود المشاركة في مهرجان (طريق الحرير) ، وهو مهرجان سنوي سياحي .. دعائي تشارك فيه وفود من العديد من الدول ، ويساهم فيه إعلاميون من صحف وقنوات فضائية من بلدان عربية عديدة ، ويلاحظ أن الاشتراك العراقي / السياحي ، وكذلك المساهمة العراقية الاعلامية في فعاليات (مهرجان طريق الحرير) محدود جداً ، إن لم نقل معدومة . كان ذلك في شهر تشرين أول من عام 2007 ، شقت الوفود السياحية الاعلامية طريقها من دمشق نحو اللاذقية وكان المبيت فيها ، ومن ثم الى حلب (وقلعتها الشهيرة) ، بعدها الى مدينة تدمر التاريخية – السياحية . عدة أيام عشناها خارج دمشق ، في منشآت سياحية عديدة ، والتقينا مع وفود إعلامية من دول عديدة : إيران ، البحرين ، أوكرانيا ..
    عندما عدنا من هذه السفرة ، الى دمشق ، لم نصدق (الزميل زيد وأنا) ، أن مغامرة كهذه ستمر بقليل من الصعوبات ، سيما نحن لسنا مدعويين للمشاركة ، ولكننا نفذنا من (خرم أبرة) نحو فضاء سياحي – اعلامي واسع .
    وكانت ذكريات لا تنسى موثقة بالصور . 

أحدث المقالات