23 ديسمبر، 2024 6:19 ص

الصحافة …ان لم تقل الحق لاتصطف مع الباطل

الصحافة …ان لم تقل الحق لاتصطف مع الباطل

سبق ان كتبت مقالات عديدة عن الصحافة الاستقصائية وفعاليتها الواقعية في دعم الحقيقة ومحاولة  اماطة اللثام عنها وسط ركام الفساد والظلم ، لكن اكتشفت وتحققت لي اهميتها القصوى بعد تجربتي الخاصة في موضوع الفساد وغبن الحقوق ولوعة المظلم في هضم حقه ، لا يتلمس  اويشعر الانسان حجم فادحة الظلم الا من يعيش الحالة بذاته ويكون طرفا فيها  و شاهدا عليها ، ان الكثيرين لهم خصلة  تناسي  الله اسمه الحق وانه سيحق الحق من سولت له نفسه اخفائه وتجاهله حيث  قال سبحانه ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ)  (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) و (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) و (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا) ، ان الجراءة على الحق والاصطفاف مع الظلم  تحت مبرارات واهية تعكس بوضوح الانتكاسة الاخلاقية الكبيرة التي يعيشها ويعتاش منها ويتعشش فيها الكثيرين بعيدا عن كل الاعراف ومواثيق الشرف التي تحكم عنوان مهنتهم واعني (الصحافة ) ، والاحرى بها ان تكون  شريكاً حقيقياً في محاربة الفساد من خلال الكشف عن حالات الفساد ،  ولكن اليوم نقولها بصراحة لابد ان يحصحص الحق  وان الاعتكاز على  دعم جهة سياسية والتباهي والتفاخر وتحدي الاخرين بالتلويح بها والقفز على حقوق الاخرين ومحاولة الاستهانة بها واستضعافها  مهما كانت عناوينها اعتبارية او معنوية  ، كذلك  اليوم الاتكاء على الموالاة المصلحية لجهة حكومية  اوسياسية نافذة لاتعطي لاحد الحق بالتجاوز والتمادي الظاهر والعلني (وعينك عينك ) ومثلهم الدارج على لسانهم  من لايرضى  بنا ان يصدم رأسه باقرب حائط ، ولكن (من طال عدوانه زال سلطانه) ،  ، وهنا لابد من التساؤل المصحوب بالاستغراب الكبير عن  الساكتين عن الحق يدخلوا في خانة شركاء الباطل والمظلومية ، ولاينفعها التحدث بالاخلاق والقيم الوطنية دون ان تكون لها مصاديق وتطبيق وليس المكر والالتفات الباطل والمداهنة  الرخيصة والصفقات المشبوهة و(شيلني واشيلك ) لاستئثار بالمشهد  وفرض الرؤية النفعية وفق المصلحة الخاصة و (الطوفان يغرق الاخرين ) ،  والرغبة بدعم جهة على حساب اخرى قد يكون لها مواقف تضاد او خلاف معها  على اسس المصالح الذاتية وليس العامة ، ان من يعتقد لديه حصانة تجعله فوق الشبهات فهو واهم ويخدع نفسه  ، لاتدوم سياسة شراء المواقف واستهداف ومحاربة المعارضين والمخالفين لتوجهات وادارة تلك الجهات  في غفلة من الزمن  ، سيكسر الصمت المريب عن الحق ولامحالة سيرتفع بصوت عالي ووفق  القانون وحق حرية الراي والتعبير ، كان ينبغي على الجميع  في  ظروف منازلة وجود العراق مع المجاميع الاجرامية التكفيرية ودماء الشرفاء الابرياء تسيل يوميا ، الابتعاء عن المراءات وخطط غرس التفرقة والاصطفافات والتخندقات من خلال التلاعب بحقوق الاخرين (والحر تكفيه الاشارة ) ،  لابد ان يكشف المستور وتبان الحقائق امام الجميع ، وتوضيح الامور بمسمياتها وعناوينها ودلالاتها ومواثيقها وبراهينها ،  قال رسول الله (ص) ” كَلاَّ والله، لَتَأْمُرُنَّ بالـمعروفِ ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ الـمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَـى يَدِ الظالـمِ ولَتَأْطِرُنَّهُ علـى الـحَقِّ أَطْراً وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَـى الـحَقِّ قَصْر”..