لايمكن حصرهدف التجديد المعلن في حملات المرشحون لأية عملية انتحابية بتغيير الوجوه فقط من خلال المنافسة لاستلام المواقع والمناصب ، بل يعني بالاساس بعث وتجديد روح العمل وتخطيط المهام وزخم انجازها وتحديث وابداع أليات و اساليب تنفيذها على اساس الرؤية الشاملة للاهداف لتحقيقها وفق متطلبات الواقع الاني والمستقبلي لاي عنوان للمسؤولية ، وهنا وقفة قصيرة مع تجربتي المتواضعة بالاستجابة ولو كانت متأخرة للمشاركة في انتخابات نقابة الصحفيين الاخيرة ، بعد حث وتشجيع عدد من زملاء المهنة على تلك الخطوة ، اعتبرتها فرصة مناسبة لنقل هموم زملائنا ومطالبهم وتفعيلها وطرح افكار تحمل اطر تجديد في العمل الاداري المهني ، وقدمت للترشيح قبل موعد التنافس الانتخابي بايام معدودة ، كان تحدي حقيقي دون تهيئة الاستعدادات اللازمة لخوض مضمار ذلك التنافس ، لا اخفي في المقابل كانت هناك دعوات ونصائح من زملاء اخرين مثبطة للعزيمة في خوض هذه التجربة ، قناعتهم بان الامور محسومة مسبقا وان مفعول سياسة التكريس او الاختزال باشخاص بعينهم نافذة ومتبعة ولاتسمح للطاقات الشابة الاخرى الدخول الى خيمتهم ، كذلك يعتقدون ان ميزان المقاسات والاشتراطات للتفاضل معطل وليس في اوزانه ما ينصف المتصدي حينما لايملك رصيد مقبول لدى( المتنفذين) ، اي غير مدعوم من جهة سياسية او متنفذة او ناس (عليهم العين ) ويسندون (الظهر) ، حينها تبدو المشاركة لاتتعدى اللعب في الوقت الضائع ، بمعنى اخر لا قيمة في سجل التقييم والتثمين لرصيد امكانات المتصدي ومؤهلاته وكفاءته ودرايته وخبرته وتجربته الادارية لتحمل وزر عنوان المسؤولية ولا تشفع له بالحصول على مقعد التمثيل في النقابة ، ورهانهم أن نتائج الانتخابات لايمكن ان تسير الا باتجاهات بوصلة (اصحاب القرار) فقط ، لكونهم يستفردون بالقدرة على دفع الامور بما يتوافق مع مصالحهم ويخدم توجهاتهم دون السماح لاحد الاعتراض او الاعاقة والبقية عليهم (السلام) ، لكن قناعتي الخاصة تركزت على أن الاولويات الاساسية للمقارنة والتمايز والتنافس تستند على امتلاك المتصدي خصائص التأثير بالاخرين من خلال تعايشه واتصاله وعلاقاته السليمة المتسامية عن المنافع الضيقة وعدم استغلال المواقع والمناصب لتسخيرها للمصلحة الذاتية مع ثراء عطائه المتمثل بالنتاج الوطني لقلمه في كل فنون مهنته ، لان مقومات هوية الصحفي وميزاته وخصائصه مختزلة بقلمه و قوة شخصيته في استيعاب كامل لطبيعة العمل الصحفي بادق تفاصيله ، بالتالي ذلك سيمكنه من تحقيق غايات الرسالة المهنية النقابية والارتقاء بمستواها وتعزيز سبل تطويرها ، والكل يعلم ان تلك الاشتراطات التأهيلية لايمكن تحقيقها الا من خلال التماس الحيوي والمعايشة المباشرة مع الصحفيين والتعاطي الواعي مع مشاكلهم وهمومهم في حياتهم العملية المهنية والمعيشية ، لان نقابتنا اداة ووسيلة تنظيم لايمكن ان تكتسب فعاليتها ومشروعية عملها الا من خلال المشاركة الجماعية للهيئة الادارية من الزملاء والزميلات واستيعاب متطلباتهم بمختلف صنوفهم من المشاركين والمتدربين والعاملين على حد سواء ، ومنحهم الحق في طرح الاراء والاقتراحات بخصوص طبيعة عملها المتعلق بحرية عمل الصحفي واستقلاليته وكفالة حياته المادية والمهنية والمعنوية ،وذلك بفتح ابوابها للجميع للجوء اليها في الاستفسار والطلب والتشاور وقبول النقد الايجابي البناء ومعالجة مشكلاتهم ومنحهم الاجابات المقنعة والاستفادة منها ، مما يعزز المساهمة الجماعية في عملها والمشاركة في وضع خطط سيرها وتتبع مهامها ومراقبة تنفيذ قرراتها وانجاز التزاماتها وتعهداتها بما يحقق الانتماء الحقيقي للنقابة كمرجعية ، كانت تلك من اسباب ودواعي مشاركتنا في الانتخابات بنية صادقة بعيدا عن اساليب الادعاءات الخطابية الاعلانية وتجنبا لمحاكاة واقع افتراضي من الاماني والعهود يتغزل بطموحات الصحفي العراقي ، او التشبث بـ ( تصفيط الكلام الاعلامي ) الذي لايغني ولايسمن من جوع في معالجة قضاياه ، لهذا اعتقدنا ان الامانة والشرف المهني للولوج في معترك الانتخابات ، تستوجب الابتعاد عن غايات المصالح الشخصية الذاتية النفعية لنيل العنوان او المنصب لغرض الوجاهة اوالامتيازات ، وتجنبا لمنهج استمالة البعض على حساب الاخر، او السماح للوشاية والمحسوبية والمداهنة والمحاباة والتحريض باتخاذ اجراءات تعسفية بغية التضيق او الازاحة او التهميش بعيدا عن الضوابط والسلوك المهني النقابي ، اوتكون المشاركة في الانتخابات بقصد ممارسة لعبة الحظ (تصيب او تخيب ) مصحوبة بنشر لوحات كبيرة بـ(الصور الملونة ) للشهرة والتباهي ، عندها يكون الضحك على الذقون ومحاولة بائسة مكشوفة لخداع الاخرين و اضاعة فرص حقيقية لاحداث الاصلاح والتغيير، ويقينا يسبب ذلك الفعل فقدان الثقة او القناعة بجدوى المساهمة في التنافس الانتخابي على اسس العدالة والنزاهة ، تلك كانت بعض طموحاتنا وامالنا بالمشاركة في الانتخابات ، وجسد ها بصدق ووفاء أصوات زملائي بمنحي ثقتهم كتعبيرصادق عن استجابتهم الطيبة لرسالتنا في ضخ دماء جيدة في نسغ الجسد المهني الصحفي ، وعرفانا لهم اقف امامهم بالاحترام والتقدير والامتنان للنتيجة المرضية التي تحققت لنا جميعا ، ، حيث وصولنا الى مراتب متقدمة في جولة التنافس بجدارة واستحقاق ونزاهة بعيدا عن كل اساليب الالتواء والاغواء والاستمالة والمداهنة او اتفاقات خلف الكواليس او الكسب الرخيص للاصوات ، دليل بـ(أن لايصح الا الصحيح ) ، وهنا لابد الاشارة والتاكيد وقول الحق والانصاف ان العديد من زملائنا الذين حضوا بثقة الناخبين عن استحقاق وتقييم عادل ، عكس شهادة صادقة كبيرة لجهودهم الحثيثة وسعيهم المتفاني واصرارهم وعزمهم في تحقيق طموحات ومتطلبات الصحفي العراقي في ظل الظروف الاستثنائية والعصيبة التي يعيشها عراقنا لينال حقوقه المادية ومكانته المعنوية والاعتبارية خلال الفترة السابقة ، ولكن مع ذلك لابد قول الحقيقة واضحة ، علينا الانتظار طويلا وصولا الى مرحلة فهم مسؤولية المنصب باعتباره امانة وتكليف لامباهاة ولاتشريف ،وهنا نذكر قول الكاتب بيتر داركر(لعل الدرس الأكثر أهمية هو أن المنصب لا يعطي امتيازاً أو يمنح قوة ، و إنما يفرض مسؤولية) .