19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

الصحافة العراقية وبنيتها بعد الاحتلال الامريكي

الصحافة العراقية وبنيتها بعد الاحتلال الامريكي

في اليوم الأخير للحرب، قصفت القوات الأمريكية وزارة الإعلام العراقية، تلك الوزارة التي كانت تشرف على وسائل الإعلام الخاصة بالدولة (صحف الثورة، الجمهورية، القادسية، وبابل فضلاً عن الإذاعة والتلفزيون  الرسميين) والتي كانت أبواق للدعاية والمديح والإطراء لرئيس النظام العراقي صدام حسين وحزب البعث وهو الحزب الوحيد في البلاد.
 وليس ثمة حرية تذكر يمارسها العاملين في الإعلام للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم من خلال هذه الوسائل، والذي يحاول أن ينتقد أو يطرح رأياً مخالفاً لتوجيهات الدولة فإن مصيره الإعدام أو الموت. سيما إذا ما كان النقد موجهاً لرئيس الدولة أو الحزب والحكومة. وذلك ليس افتراضاً أو يندرج تحت الاحتمالات وإنما صدر قانون ينص على ذلك من مجلس قيادة الثورة ذي الرقم 840 الصادر في 4/11/1986 يقضي بإعدام كل من أهان بطريقة علنية رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه أو مجلس قيادة الثورة أو حزب البعث أو المجلس الوطني” البرلمان” أو الحكومة. تلك القوانين والقرارات الصارمة المتعلقة بتقييد حرية الرأي والتعبير، جعلت من الصحفيين مجرد موظفين يعملون في هذه المؤسسات الإعلامية، مهمتهم أداء وظيفة أو عمل لا شأن له بحرية التعبير ومهنية الصحفي ووظيفته الرقابية والتوعوية والثقافية… الخ، مما أدى إلى هروب العديد من الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام إلى الدول الأخرى، أما معارضاً في الأحزاب أو عاملاً في صحف المعارضة للنظام العراقي والتي كانت تصدر في مختلف بلدان العالم. خاصة في الدول المعارضة للنظام العراقي سواء في المنطقة العربية وإيران أو الدول الأوربية وأمريكا مما شكل قوة ضغط إضافية على النظام سيما في السنوات الأخيرة قبل سقوط.
 أما الصحفيين والإعلاميين الذين ظلوا في العراق فأنهم- وبعد أن حرقت وسرقت محتويات وزارتهم قام الحاكم الأمريكي السابق للعراق بول بريمر يوم 23/4/2003 بإصدار قرار حل بموجبه وزارة الإعلام وذهب أكثر من خمسة آلاف موظف وصحفي للبحث عن عمل، أسوة بمنتسبي وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية اللذين يشكلون من وجهة النظر الأمريكية أسواراً للدفاع المسلح والإعلامي والأمني لنظام صدام حسين طيلة ثلاثة عقود من النظام الاستبدادي الصارم.
 وهذه القرارات وغيرها أسهمت بخلق فوضى عارمة اجتاحت الواقع العراقي على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي والإعلامي. حيث بلغ عدد الأحزاب أكثر من 70 حزباً دينياً وعلمانياً قائمة على أسس  طائفية وقوية وأثنية تابعة لطوائف سنية، شيعية، كردية تركمانية، صائبة وأيزيدية… الخ. فضلاً عن تجمعات وحركات تمتلك ميليشيات مدعومة من دول الجوار التي تعمل على تكريس الجانب الطائفي في البلد وإشاعة الفوضى فيه بحجة محاربة القوات الأمريكية المحتلة، وإفشال المحاولات لبناء تجربة جديدة للديمقراطية في العراق.
 إن التدهور الأمني خلق البطالة وغياب العمل حيث ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل إلى 70 % فيما تعطلت المصانع والمعامل وتدهور الواقع الاقتصادي وهذا الواقع الجديد انعكس بشكل مباشر على الواقع الإعلامي الذي غدا شبيهاً بالواقع السياسي بل هو انعكاساً له من حيث الفوضى- واللااتزان من ناحيةوالرغبة الجامحة للتعبير عن الحرية والخلاص من الكبت والحرمان الذي عاش فيه العراقيون عقوداً من الزمن من ناحية أخرى.
 لذلك فقد صدرت عشرات الصحف التي يربوا عددها على 200 صحيفة يومية وشبه يومية ونصف أسبوعية وأسبوعية ونصف شهرية وشهرية في بغداد والمحافظات.
 وكانت هذه الصحف تجسد تطلعات وأفكار وإيديولوجيات الجهات المنتمية إليها أو الممولة لها. فقد صدر في البدء صحيفة الصباح وسومر اللتين تصدرهما شبكة الإعلام العراقي الممولة من الجانب الأمريكي ثم جريدة العراق اليوم الأسبوعية- وأصبحت الآن يومية- بدعم من القوات الأمريكية أيضاً، وجريدة الوقائع العراقية الصادرة من وزارة العدل والخاصة بنشر القوانين والقرارات التي يصدر الحاكم الأمريكي بريمر ومن ثم اختصت بما تصدره الحكومة العراقية والتعريف بالمفاهيم والأفكار التي تسعى بإعادة بناء العراق.
 وفي ذات الوقت أخذت الصحف الحزبية بالظهور إلى الشارع ومنها ما كان معروفاً قبل وقوع الاحتلال ومنها صحيفة الاتحاد الصادرة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وصحيفة التآخي الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركمن ديلي والطيف المنداتي ونيشا وصدى السريان.
 كما ظهرت ثانيةً بعد انقطاعها عن الشارع  منذ  نهاية سبعينات القرن الماضي جريدة طريق الشعب الصادرة عن الحزب الشيوعي العراقي والساعة الصادرة عن الحركة الوطنية العراقية الموحدة التي يرأس تحريرها الشيخ أحمد الكبيسي وبغداد الصادرة عن حركة الوفاق الوطني التي يرأسها أياد علاوي وصحيفتا المؤتمر وفجر بغداد اللتان يصدرهما لمؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي. والتضامن وهي أسبوعية يصدرها حزب المصالحة والسلام. ودار السلام التي يصدرها حزب المصالحة والسلام. ودار السلام التي يصدرها الحزب الإسلامي العراقي، وصحيفة العدالة التي يصدرها المجلس الإسلامي الأعلى. والنهضة التي تصدر عن تجمع الديمقراطيين المستقلين برئاسة عدنان الباجه والطليعة لسان حال الحزب  الاشتراكي الناصري. فيما صدرت أيضاً صحف تابعة لأحزاب وحركات وتجمعات ذات طابع طائفي مثل الحوزة والتي تهتم بفتاوى رجال الدين أو المراجع الشيعة في النجف والكوثر وهي مجلة نصف شهرية شيعية كانت تصدر أيضاً في زمن النظام السابق غير أنها مقيدة وفق ضوابط الإعلام آنذاك. وبعد تغيير النظام أخذت تنشر بحرية كاملة، وصحف البصائر وأنصار الحوزة والدعوة والبيان والتابعين لحزب الدعوة الإسلامي والمجلس الإسلامي وقمر بين هاشم والكوفه وصوت الجمعة والوفاق الإسلامي فيما صدرت مجلة الفتوى لتمثل المذهب السني في العراق وتصدر شهرياً.
 كما ظهرت صحف مستقلة يصدرها أشخاص منها ما كان يصدر خارج العراق إبان حكم صدام أي  إنها معارضة من أبرزها الزمان التي يرأس تحريرها سعد البزاز والمستقلة والقبس والعراق الجديد. فضلاً عن صدور صحف أخرى قام بإصدارها رجال أعمال وصحفيون أبرزها حبزبوز والجماهير والصحاف والرصيف وجحا. وهذه الصحف اعتمدت جانب الفكاهة والنقد اللاذع وأسلوب السخرية من الأوضاع السائدة وبلغة هي أقرب إلى العامية.
 كما صدرت صحف تختص بالجانب الفني مثل عدسة الفن وعيون الفن وصحف أخرى رياضية مثل العالم الرياضي والكرة والرياضي الجديد والسفير الرياضي وعالم الملاعب وغيرها.
 وخلال الشهور والأعوام التي تلت السنة الأولى من الاحتلال صدرت صحف أخرى يومية مثل جريدة المدى التي يرأس تحريرها فخري كريم والمشرق التي يرأس تحريرها غاندي عبد الكريم والصباح الجديد التي يرأس تحريرها إسماعيل زاير والشرق ويصدرها عبد الرسول زياره والمناره والعراق اليوم والمستقبل والمستقبل اليوم والفجر والبينة والبينة الجديدة والعهد وغيرها.
 كما صدرت صحف اعتمدت أخبار الانترنت والإثارة ونشر الفضائح مثل العربية والشاهد والشاهد المستقل والمدار…. الخ وجميعها صحف أسبوعية أو شهرية وأمام هذا الفضاء الرحب وعدم وجود قوانين تمنع من الصدور أو تصنع ضوابط للنشر والإصدار صدرت صحف أخرى أسبوعية وشهرية في جميع المحافظات حملت أسماء مدنها أو المواقع الأثرية الواقعة فيها مثل البصرة والسمارة والموصل والديوانية وكربلاء وساوه والوركاء وبابل ونينوى وصلاح الدين والانبار والزقورة وميسان والكوت والنجف وكركوك وغيرها.
 إن صدور هذه الصحف احتوى أو ضم معظم الكوادر الصحفية والإعلامية الذين كانوا يعملون في الصحف إبان النظام السابق. وظهور كوادر جديدة من الشباب كانت لديهم الرغبة للعمل في هذا الميدان بل غدت الساحة الإعلامية ميداناً للمتطفلين والعاطلين عن العمل من الخريجين وغيرهم باعتبار أنها مكان للوجاهة والظهور العلني في المجتمع والكسب سيما وأن القوات الأجنبية المتواجدة في تلك المحافظات كانت تعمل على دعم هذه الصحف مادياً، وتسعى إلى خلق كوادر إعلامية جديدة من خلال زجهم في دورات تدريبية وتطويرية داخل وخارج العراق. مما شجع الكثير من الولوج في الحقل الإعلامي.
 وغدت المنافسة الشريفة وغير الشريفة تترى بين الأفراد والأحزاب والحركات السياسية للحصول على الدعم المادي لوضع الأسس التي من شأنها أن تنشئ هذه الجريدة أو الإذاعة والتلفزيون واستغلالها للترويج لأفكار تلك الأحزاب والحركات السياسية، وبالتالي خلق قاعدة جماهيرية وتوظيف الرأي العام لمصلحتها، سيما وأن القاعدة تقوم على ثنائية حرية الإعلام والديمقراطية،التي تسعى أمريكا لإقامتها  في العراق وكسب المواطنين في الانتخابات التي أجريت وكانت أكثر من المتوقع خلال الأعوام المنصرمة من التغيير السياسي الذي وقع. والتنافس والتزاحم بين الأحزاب والكتل السياسية للانقضاض على السلطة التي تشعر تلك الأحزاب بالجوع اليها بعد سنوات طويلة من الغربة والاغتراب والتشرد في المناخي إبان حكم صدام حسين فضلاً عن ذلك فإن وسائل الإعلام أخذت حريتها المطلقة حد العبث بالقيم والمفاهيم الوطنية من خلال الاتكاء على الحزبية والطائفية والمناطقية وعدم وجود ضوابط للرقابة فيما برزت مفاهيم جميلة حيث يستقي معلوماته من الشارع والبيئة والجهة التي يريدها دون قيود من الدولة، وإن العاملين في أجهزة الإعلام والصحافة أحرار في انتماءاتهم، والكاتب حر في ما يكتبه ولا توجد حدود للحرية ولا أسرار، وإنما شفافية مطلقة، وأن الصحافة غير ملزمة بنشر صور المسؤولين وأخبارهم، ولا توجد قوانين تلزم الصحافة بنشر أخبار الحكومة وإنجازاتها وليست هناك قيود على النشر والتغطية والكتابة في أي موضوع أو نشاط ولا حظر على أي نوع من المفاهيم والنشاطات.
 إن هذه الحرية المفرطة حد الفوضى استغلها الكثيرين مما أدى إلى أن تسهم العديد من الصحف والكثير من الكتابات إلى زيادة وتشجيع العنف الذي أخذ يسري في البلد كالنار في الهشيم وما زال قائماً لحد الآن يسبب الصراعات بين الأحزاب والطوائف وتغذية قسم من وسائل الإعلام لها جراء انتماءاتها الحزبية والسياسية والقومية والطائفية.
 إن هذه الأسباب وغيرها سيما بما يتعلق بنشر أخبار وتشجيع العمليات المسلحة ضد القوات الأمريكية دعت الحاكم الأمريكي بريمر إلى إصدار أوامر تنظم العمل الإعلامي في العراق حيث أصدر الأمر رقم (6) في عام 2003 والقاضي بتأسيس شبكة الإعلام العراقي كهيئة وقتية انتقالية بديلة عن وزارة الإعلام المنحلة.
 ويشكل مواز عقد مؤتمر أثينا الخاص بمستقبل الإعلام العراقي والذي توصل إلى صياغة لائحة لتنظيم الإعلام العراقي ومنه انبثقت فكرة الهيكلية الجديدة للإعلام في العراق من خلال صياغة مشروع كل من القانون رقم 65 و 66 الصادرين في شهر آذار عام 2004 وذلك لتوفير الأرضية القانونية المناسبة لتنظيم الإعلام العراقي.
 وجاء في ديباجة القانون 65 الخاص بتأسيس الهيئة العراقية للاتصالات والإعلام أنه:
– اعترافاً بما يشكله الحوار المفتوح والصريح المبني على التبادل الحر للمعلومات من أهمية جوهرية لتنمية الديمقراطية الحديثة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في العراق وبأن السبيل إلى ذلك هو الوصول بغير أي قيد وبعمومية الإعلام قوي، مهني، حر، مستقل ومتنوع.
– اعترافاً أيضاً بما تلعبه الاتصالات من دور مهم في التنمية الاقتصادية للشعوب وبأن تأمين الضمانات القانونية للداخلين إلى السوق من شأنه أن يسرع من نمو واستقرار الاقتصاد.
– نظراً لوجود الحاجة لإنشاء آلية فعالية ومستقلة التنظيم للإعلام وبالأخص الصحافة مع ضمان الهيكلية المنظمة للبنية التحتية للاتصالات.
– تأكيداً على أن دور المشرع هو حماية السلامة العامة ومصلحة المستهلك وأن تأسيس آلية تشريعية مستقلة ومزودة بالعمالة الملائمة سيشكل حصناً منيعاً لحماية الحريات المنبثقة وكان من نتيجة هذا القانون أن تسبب في غلق العديد من الصحف وحرمان عدد من الصحفيين من العمل في العراق وإغلاق مكاتب بعض المحطات الفضائيات التي كانت تنقل أخبار العنف بسرعة كبيرة تكاد تكون متزامنة مع وقوع الحادث وإذاعة بيانات أو خطاباً صوتية  للرئيس السابق صدام حسين في محطتي الجزيرة والعربية مما دعا إلى غلق مكاتبها لبعض الوقت.
تراجع عدد الصحف:
تراجع عدد الصحف الصادرة في العراق، عما كانت عليه قبل عشرة أعوام ويعود ذلك إلى الأسباب التالية.
– ضعف التمويل، حيث لا توجد شركات للدعاية والإعلان.
– ذهاب قوات التحالف التي كانت تمول الكثير من الصحف.
– انتشار الأمية والتي بلغت بنسبة 20 %
– انتشار الفقر والذي أصبح بنسبة 23 %
– تردي الوضع الأمني وكان سبباً بمقتل 280 صحفياً.
– عزوف القراء عن الصحف التي تدعو إلى الطائفية والحزبية.
– انتشار الفضائيات والإذاعات والانترنت والفيس بوك.
وتصدر الآن في بغداد عدد من الصحف اليومية بشكل منتظم أبرزها:جريدة الصباح / جريدة الزمان/ جريدة المدى/ جريدة المشرق/ جريدة الشرق/ الاتحاد/ البيان/ العدالة/ العهد/ البينة/البينة الجديدة/ المستقبل/ المستقبل اليوم/ العراق اليوم/ الصباح الجديد/ التآخي/الاستقامة/ الموقف/ كل العراق/ الناس/ العالم/ المواطن/ بغداد الإخبارية/ الملاعب/الدستور/ بلادي/ طريق الشعب/ الغد.
بنية الصحف ووظيفتها وأبعادها
      تصدر في العراق ألان أكثر من (30) صحيفة يومية , اختلفت في بنيتها ووظيفتها وأبعادها , وارتأينا إن نتناول الصحف الأبرز في المكتبة والشارع العراقي والتي يتناولها القراء.
الصحف الليبرالية :
وتضم (17) صحيفة  وهي : الزمان , المدى ,المشرق , الشرق , البينة الجديدة , المستقبل العراقي , العراق اليوم , الصباح الجديد , الموقف , الناس , العالم , المواطن , بغداد الإخبارية, الدستور , والغد .
وجميع هذه الصحف وطنية – تصدر في العراق باستثناء صحيفة الزمان تصدر لها طبعة في لندن , فيما تصدر في بغداد طبعة خاصة تتناول الشأن العراقي بدرجة رئيسة.
وتعتمد جميع هذه الصحف في تمويلها على الإعلانات الحكومية والتجارية .
ويركز خطابها على بناء دولة المؤسسات وتعزيز الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب العراقي ودعم النظام الديمقراطي ومراقبة عمل الحكومة وانتقاد التصرفات والقرارات التي من شأنها أن تعيق تقدم البلد نحو الإمام لبناء دولة ليبرالية تقوم على الحرية والمساواة .
وتتناول هذه الصحف الأخبار السياسية العامة فضلا عن الموضوعات الثقافية التي تدعوا إلى أحياء القيم والموروث الاجتماعي العراقي , ومواجهة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي , وتعزيز العلاقات البينية بين الدول العربية والعالم .
غير ان هذه الصحف ليس لها حضور أو أنها غير مؤثرة في البلدان الأخرى بسبب عدم وصولها وتوزيعها فيها , ويقتصر التوزيع في العراق فقط باستثناء صحيفة الزمان .
وبهدف نشر الأفكار الواردة فيها قامت تلك الصحف بإنشاء مواقع لها على شبكة الانترنت والتي يمكن ان يستفيد منها المواطن العراقي المغترب في بلدان العالم والمواطن العربي اذا ما أراد الاطلاع على مضامينها , ولا يستفيد منها القارئ الأجنبي لأنها تصدر باللغة العربية فقط .
وهذه الصحف تركز في نشر الإخبار والتقارير والمقالات والتحقيقات الصحفية … الخ على الشأن العراقي والوقائع التي تحصل في العراق ومواجهة الإرهاب ورفض العنف والعمليات المسلحة التي تحصل بين الحين والأخر ورفض الخطاب الطائفي الذي يتكئ عليه الكثير من السياسيين وقادة الأحزاب .
فيما ينشر فيها صفحة أو صفحتين تتناول الشأنين العربي والدولي , وتتناول القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والمتغيرات المهمة والبارزة التي تحصل في هذه الدولة او تلك , وهي لا تعبر عن رأي الحكومة العراقية وإنما عن وجهة نظرها وما يراه الكاتب حول القضايا الساخنة في المنطقة والعالم .
-الصحف الحكومية
تصدر في العراق صحيفة يومية واحدة تابعة للحكومة هي صحيفة الصباح .
-تصدر جريدة الصباح عن شبكة الإعلام العراقية وصدرت لأول مرة عام 2003، وتمويل من الدولة – المال العام= ويرأس تحريرها عدنان شرخان وهي جريدة سياسية ثقافية عامة تهدف إلى توجيه الرأي العام نحو بناء أسس الدولة الديمقراطية والتعبئة نحو دعم التجربة السياسية التي يعيشها البلد، وتخاطب جميع العراقيين بمختلف قومياتهم وأطيافهم، وتحارب الإرهاب والعنف بكافة أشكاله، وأن خطابها معتدل، وتركز في أخبارها ومقالاتها وكافة موضوعاتها على الشأن العراقي، ودعم الحكومة العراقية. فيما خصصت صفحات قليلة للشؤون العربية والإقليمية والدولية  وللجانب الثقافي والأدبي والفني صفحات ثابتة تتسم موضوعاتها بالموضوعية والاعتدال في الطرح بعيداً عن المغالات وتعد الآن أكثر جريدة تطبع وتوزع حيث أنها تطبع (25) الف نسخة.
-الصحف السياسية :
وتضم صحف سبعة وهي :- البيان , العدالة , العهد , البينة , الاستقامة , طريق الشعب , بلادي .
وجميع هذه الصحف وطنية تصدر في بغداد , أي إن حدودها الجغرافية في العراق ولها مواقع على الانترنت يستفيد منها المهاجر أو المغترب العراقي , وليس لها حضور مؤثر على القراء في المنطقة العربية والعالم وتصدر باللغة العربية فقط أي إن المواطن الأجنبي لا يطلع عليها .
وتهدف هذه الصحف الى نشر وتعزيز القيم العربية والإسلامية وإحياء الموروث الأصيل لدى الشعب العراقي , وبناء وطن موحد بكافة قومياته ومذاهبه وأديانه , وليس لها تأثير في البينية مع الدول الأخرى بسبب الظروف التي يمر بها العراق وعدم وجود ضوابط جادة تنظم العمل الإعلامي في البلد , ولأنها أيضا تعبر عن رأي الأحزاب والحركات السياسية التي يصدر قانون ينظم عملها لحد ألان .
-جريدة البيان: وهي جريدة حزبية دينية سياسية يرأس تحريرها ياسين مجيد، وتكرس موضوعاتها لدعم رئيس الحكومة نوري المالكي وتنشر انجازات حكومته، حيث أنها تصدر عن حزب الدعوة الإسلامي الذي يرأسه في ذات الوقت رئيس الحكومة، وتدعو إلى بناء حكومة مركزية قوية مع منح صلاحيات محدودة لمجالس المحافظات.
 وتتوزع صفحاتها بين السياسية والدينية وتمول من مالية الحزب الذي يصدرها والاعلانات المنشورة وليس لها تأثير عربي أو دولي على الرغم من نشرها لأهم الأخبار التي تحصل في تلك الدول.
 ولكن يمكن ان يستفيد منها المغترب العراقي من خلال موقعها على الانترنيت.
-العدالة : يرأس تحريرها عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى , وهذه الصحيفة على الرغم من أطروحاتها وخطابها المعتدل غير أنها تكشف عن وجهة نظر المجلس الإسلامي وتدعوا إلى عراق موحد فيدرالي وتصدر في بغداد .
-العهد : جريدة يومية تصدر في بغداد عن حركة عصائب أهل الحق , وتتبنى خطابها وتوجهها في بناء العراق .
-البينة : وهي جريدة سياسية ثقافية عامة تصدر عن حركة حزب الله العراق .
-البينة الجديدة : صحيفة سياسية عامة لا ترتبط بحزب او حركة او أية جهة دينية او سياسية  ويرأس تحريرها عبد الوهاب جبار لازم , ويمكن القول عنها أنها تتبنى مواقف التحالف الوطني في العراق .
-طريق الشعب : وهي جريدة حزبية علمانية تصدر عن الحزب الشيوعي العراقي ويرأس تحريرها مفيد الجزائري- قيادي في الحزب- وتكرس موضوعاتها حول الشأن العراقي ونشر أفكار الحزب الشيوعي من خلال الموضوعات السياسية والثقافية والاقتصادية والأعمدة والمقالات اليومية التي تدعوا إلى بناء مجتمع علماني (ووطن حر وشعب سعيد) مثلما يشير إلى ذلك شعار الحزب المنشور في أعلى الصفحة الأولى وصدرت لأول مرة بشكل سري وبشكل علني عام 1973 وهي تنبذ الطائفية والقومية والاثنية، وتكريس الخطاب الوطني وبناء الإنسان الواعي المتطلع إلى غد أفضل وفق الأيدلوجية الماركسية  وليس لديها ولاءات لأحزاب دينية وتميل إلى التجمعات والحركات المدنية ذات التوجهات العلمانية.
 وتتكئ في خطابها على كتاب ومفكرين يحملون أفكار وتوجهات الحزب لخلق قاعدة جماهيرية يقودها الحزب الشيوعي، وليس لها حضور في البلدان العربية وبلدان العالم الأخرى.
-بلادي : صحيفة تصدر في بغداد عن حركة الإصلاح التي يترأسها  د. إبراهيم الجعفري الذي يشغل حاليا منصب رئيس التحالف الوطني العراقي .
-الصحف القومية والعرقية :
وتصدر في بغداد صحيفتين يجسدان وجهة النظر الكردية وهما التآخي والاتحاد .
-الاتحاد : وهي جريدة كردية تصدر باللغة العربية عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ويرأس تحريرها فرياد راوندوزي.
 ويمتاز خطابها بدعم القضية الكردية وإبراز حقوق الأكراد المسلوبة وكشف مظلوميتهم الدائمة من خلال  نشر ما تعرضوا إليه إبان حكم صدام حسين من قتل وتشريد، وتدعوا إلى الفدرالية لنظام الحكم في العراق، ونشر  توجهات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه جلال طالباني (الرئيس  العراقي الحالي) بالإضافة إلى أنها تدعو إلى بناء الدولة المدنية الليبرالية القائمة على الديمقراطية والحرية ورفض الاستبداد.
 كما أنها تتناول الشأن الكردي في دول الجوار الإقليمي وضرورة الحصول على حقوقهم القومية وهذه التوجهات كان لها الأثر لدى القراء الكرد في داخل وخارج العراق، وتوزع الجريدة في جميع محافظات العراق على الرغم من اتجاهها الحزبي والقومي.
– التآخي : صحيفة كردية تصدر باللغة العربية في بغداد عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان , ويكشف خطابها عن دعم القضية الكردية وتعزيز النظام الفدرالي في حكم وبناء العراقي , ونشر أفكار الحزب الذي تصدر عنه , وتأسيس الدولة المدنية الليبرالية ورفض الدكتاتورية المركزية والاستبداد الذي عاشه العراق خلال العقود المنصرمة والتركيز على عدم نسيان الظلم والاضطهاد الذي تعرض له الشعب الكردي خلال السنوات المنصرمة .
الصحف الرياضية
الملاعب: وهي جريدة يومية رياضية تصدر عن اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، صدرت لأول مرة عام 1966 بشكل أسبوعي ثم توقفت وعاودت الصدور عام 2005 وما زالت مستمرة بالصدور ويرأس تحريرها خالد جاسم.
 وتعنى بالشؤون الرياضية لمختلف الألعاب وهي تصدر بـ 12 صفحة ولها شبكة مراسلين في عموم المحافظات (18) فضلاً عن عدد من كتاب الأعمدة اليومية وتتضمن صفحاتها أخبار وتقارير وتحقيقات تؤشر مواقع الخلل والإيجاب في الواقع الرياضي وتمتاز بتغطيتها الواسعة بالموضوعية والجرأة بعيداً عن الجوانب السياسية والحزبية والقومية والاثنية.
 والملاعب هي الجريدة اليومية الوحيدة التي تصدر بشكل منتظم في العراق، وتنفرد بصفة التميز في التغطيات الرياضية من خلال إيفاد المندوبين والمراسلين لكل البطولات التي تقام خارج العراق، وبالتنسيق مع اتحاد الصحافة الرياضية العراقي.