تُوصف مهنة الصحافة الرياضية العراقية والتي هي إحدى وسائل الإعلام عامة والرياضي على وجه الخصوص بأنها مهنة المتاعب والضغوط النفسية، وذلك بما تحتويه من مواعيد طباعة وفرز وتعاملات عديدة مع أحداث متنوعة على المستوى الميداني، وترتيبات تقنية لا تقبل الخطأ ولا التقصير معها , تميَّز الاعلام الرياضي ـ وتحديداً في العقد الأول من القرن الجديد ـ بانتشار واتساع نطاق البث الفضائي الذي شمل قنوات متنوعة تتكاثر وتتنافس، وبات جهاز “الرسيفر” في البيت أو حتى المتجر والصحن اللاقط فوق أي مبنى بغض النظر عمن يشغل هذا المبنى من حيث المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو العلمي علامة مشتركة أو من الضروريات لا الكماليات.
وكذلك انتشار وازدياد مواقع الإنترنت الإخبارية، وهي زيادة تناسبت طردياً مع الارتفاع الملحوظ في أعداد مستخدمي شبكة الإنترنت عموماً ولخدمات الشبكات الإخبارية الإلكترونية خصوصاً.
ووجود خدمة إيصال الخبر ونشره من خلال الهاتف النقال (الجوال الإخباري) انطلاقاً من وكالات إخبارية ومحطات فضائية.
وتعد وسائل الاعلام من اهم وسائل الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المتعددة لا سيما بعد التطور الذي حصل في عالمنا اليوم.
وفي جميع أنحاء دول العالم يقوم الإعلام بدور الموجه في أسلوب تكوين وتطوير الثقافة في مختلف أوجه أنشطة المجتمع.
وفي الرياضة الإعلام جزء مهم من عملية خلق الوعي ورفع مستوى الثقافة الرياضية بين الجماهير لإيجاد العلاقات الايجابية بين الأفراد والمجتمع مع التربية الرياضية بصفتها ظاهرة اجتماعية وحضارية مرتبطة بالمجتمع.
ولما للرياضة من خصوصية في المجتمع فقد تكونت لها منظومة إعلامية خاصة بها ويقصد بالمنظومة الإعلامية مجموعة الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية في مجتمع من المجتمعات وفي مرحلة تاريخية معينة تكونت هذه المجموعة على قدر من التنوع الكمي والكيفي ومن التوزيع الجغرافي كي تكون كافية ليمارس المجتمع نشاطه الإعلامي الذي يغطي البلد كافة ويستجيب لحاجات واهتمامات واختصاصات وهوايات ومهن ومصالح الشرائح والفئات الاجتماعية كافة.
وهذه المنظومة تضم جميع وسائل الإعلام من صحف ومجلات ومحطات إذاعة وتلفزيون وفضائيات والتي تنفرد باختصاصها بالمجال الرياضي أو تعطي جزءاً منها لتغطية النشاطات الرياضية ويتوقف تطور هذه المنظومة في أي بلد على حسب نظرة المجتمع للرياضة وإيمانه بأهميتها كما يعتمد على إمكانياته المادية والبشرية وفرص الاستثمار في هذا المجال.
إن الإعلام الرياضي وعبر وسائله المختلفة ( المقروءة والمسموعة والمرئية ) يؤدي دوراً كبيراً في رسم الصورة الجديدة للحركة الرياضية في العراق سواء كان على الصعيد الداخلي أم على الصعيد الخارجي ويسهم بشكل كبير في إبراز أهمية التربية البدنية والرياضية وما تناولته تلك الوسائل من توضيح لمفهوم التربية البدنية والرياضية وأهميتها للناس ودفعهم إلى أن يتحولوا من مشاهدين إلى ممارسين للألعاب طلباً للياقة البدنية والصحة الجسمية والاستجمام وما تحققه المشاركة من راحة نفسية وجسدية.
ولوسائل الإعلام الرياضي دورٌ كبير في دفع الرياضيين لتطوير قابلياتهم وتحقيق الانجاز الرياضي وإشاعة الروح الحماسية الشريفة وربط الأداء بسمعة البلد وما يترتب على ذلك الانجاز من زهو وفخر للرياضي.
ولكون الرياضي انعكاساً دقيقاً للحياة الرياضية فإن دور وسائل الإعلام الرياضي أصبح أكثر أهمية في تحديد مكامن الخلل وتأشير المسارات الصحيحة للنهوض بالقطاع الرياضي باتجاه التربية البدنية لأبناء المجتمع.
والرياضة للنخبة المتميزة من الرياضيين الّذين يطمحون لتحقيق الانجاز الأفضل باعتبار تلك الوسائل نافذة لكل ما هو متقدم ومتطور يطل عن طريقه المختصون على أحدث ما توصلت إليه النظريات والبحوث والدراسات العلمية فضلاً عن دورها في نشر الثقافة البدنية لقطاعات واسعة من الجماهير وصولا لخلق وعي رياضي متميز يسهم في تطوير الرياضة وتقدمها، ومن ثم الإسهام في حركة تطور ونهوض المجتمع.
وإن من أبرز المعوقات هي ضعف الثقافة البدنية العامة للمواطنين وتركيزهم على نوع واحد من أنواع الرياضات وترك الأنواع الأخرى وقلة خبرة الإعلاميين والصحفيين بأنواع الفعاليات الرياضية ودور الجمهور السلبي في الوسط الرياضي ودكتاتورية طرح المواضيع في قسم من وسائل الإعلام وعدم دعوة الإعلاميين والصحفيين إلى أنشطة وفعاليات الاتحادات الرياضية.
وبهذا فإنني أرى ومن وجهة نظري اذا اردنا من الإعلام الرياضي أن يسهم في تطوير الحركة الرياضية تقع على عاتق الصحافة الرياضية مسؤولية الاهتمام بالثقافة البدنية وكذلك الفعاليات الرياضية المختلفة وبشكل متوازن مع زج الإعلاميين والصحفيين في دورات متخصصة في مجال الثقافة البدنية والرياضية وضرورة الاهتمام بتثقيف الوسط الرياضي والجمهور للمساهمة في دفع عجلة التقدم الرياضي نحو الأفضل والالتزام بالموضوعية في طرح المواضيع الرياضية المختلفة الشخصية أو العامة وممارسة الديمقراطية في الطرح وقيام الاتحادات الرياضية بدعوة الإعلاميين والصحفيين لحضور دورات التحكيم والتدريب بصفة مراقبين للاطلاع على قوانين الألعاب وعلوم التدريب المختلفة.