18 ديسمبر، 2024 6:20 م

الصحافة الدولية والإنتخابات

الصحافة الدولية والإنتخابات

اُتيحَ لنا ” ما أمكن ” خلال ال 48 ساعة الماضية والى غاية قبل انتصاف ليل هذا السبت , الإطّلاع على عددٍ لابأس به من الصحف الأمريكية والبريطانية بالشأن المتعلّق بالإنتخابات العراقية التي سوف تبدأ صبيحة غدٍ الأحد . والحقيقة أنّ ما دوّنته معظم تلك الجرائد كان متقارباً نوعاً ما , ومتبايناً ومتقاطعاً في مجالاتٍ اخرى , وفي مجملها لا تختلف كثيراً عن رؤىً مختلفة وقريبةٍ من بعضها لشرائحٍ واسعة في الشارع العراقي , الذي تكاد تستميت وسائل الإعلام والسوشيال ميديا المحلية التابعة ملكيتها للأحزاب في محاولاتٍ مكثّفة للتأثير السيكولوجي والفكري على الناخب العراقي , في جهودٍ – جهاديةٍ ! عبثيّة لمحاولة حرفَ بوصلات الإتجاه العام للمجتمع العراقي من الزاوية الإنتخابية – الدعائية .

وكيما نحاول الإبتعاد عن الإنجرار لِما انجررنا اليهِ بإيجازٍ في الأسطرِ اعلاه , فإنَّ اكثر ما استوقفنا بهذا الشأن , هو التقرير الصحفي لوكالة الاسسوشيتد برس الأمريكية من حيث الأهمية ودقّة الإستقراء والتوصيف الإعلامي , الذي نشرته الوكالة المذكورة يوم امس

< ومن غير المعروف لماذا جرى نشر التقرير بالتزامن مع الشروع في عملية التصويت الخاص للقوات المسلحة والشرطة والسجناء والمستشفيات , والأجهزة الأمنية والإستخباريّة الأخرى ذات العلاقة > الخلاصة المستخلصة من تقرير الوكالة الأمريكية يتمحور بأنَّ لا تغييراتٍ جوهرية وحاسمة سوف تنكشف او تتكشّف في نتائج الإنتخابات , وسوف تظلُّ مراكز القوى او التنظيمات السياسية – المسلّحة ” بالأسلحة الثقيلة ” في فرضِ وجودها وتقاطعها مع الدولة العراقية وسيادتها , ومع تلميحاتٍ من الأسسوشيتد برس الى احتمالات فوز التيار الصدري بأكبرٍ نسبةٍ من الأصوات , وفق هذه الإستقراءات المسبقة .

وإذ يتناغم او يتواءم تقرير الوكالة الأمريكية مع قراءات معظم الجمهور العراقي للوقائع الجارية , ودونما ان يعني ذلك التعبير عن تطلّعاته وطموحاته على الإطلاق , لكنّ التواجد السياسي ” المتعدد الإتجاهات داخلياً وخارجياً ” للقوى السياسية النافذة والمتجذّرة له حضوره الفاعل , مهما كانت حدّة التقاطع مع الجماهير والنشطاء والقوى الوطنية والقومية الأخرى .!

وبالنتيجةِ التي ستُنتجها الإنتخابات , فالتقرير الصحفي لوكالة الأنباء الأمريكية يبقى ضمن دائرة التكهنات والتوقعات المدروسة بعنايةٍ او اقلّ منها قليلاً .! , لكنّه ايضاً لم يتطرّق الى احتمالاتٍ قائمة من وقوعِ مفاجآتٍ او مفاجآةٍ ما ” مفترضةٍ الى حدٍ غير قليلٍ او صغير ” لتغيير مسار المسيرةِ الإنتخابيةِ الى مسارٍ آخر , لكنّه قد يغدو بصيغة الإعتدال الوسطية , ويتجاوز ما قد يحدث من خلافاتٍ واختلافاتٍ لا حدود لها عن نتائج الأنتخابات , والحدّ منها على الأقلّ في الصددِ هذا .!