18 ديسمبر، 2024 10:19 م

الصحافة التزام اكثر منها مهنة !

الصحافة التزام اكثر منها مهنة !

ترددت كثيرا وانا اطالع كتاب الزميل طالب سعدون الموسوم ( عنوان صحفي يكفي ..)، حيث ان تقديم الزميل أ.د احمد عبد المجيد يجعل المرء يسأل نفسه ماذا يمكن ان يقدم بعد هذا التقديم ، لكن يبدو ان الزميل احمد دفعته طيبته الى ان يترك لنا شيء يساعدنا على تقديم بعض الوفاء للزميل السعدون عندما قال في تقديمه ” وثمة مزايا عدة يتسم بها هذا الكتاب الذي لا انوي عرض محتواه بمقدار ما يهمني استخلاص مؤشرات تقويميه منه ..” .ومن هنا ساحاول باختصار وبحسب ما تسمح به طبيعة العمود الصحفي ان امر سريعا على ابرز ما تضمنه الكتاب ايمانا بان ” شروط العصر ، التي تفرض الاختصار ، والابتعاد عن الاسهاب الممل الذي يحول دون وصول الافكار التي يتضمنها المقال الى المتلقي “كما جاء في احد مواضيع الكتاب الذي حمل عنوان ( المقال الصحفي وفن الاختصار ) وهو درس مهم في مجال كتابة العمود الصحفي . وبرغم اني اعترف باني منحاز مسبقا الى السعدون الذي تمتد علاقتي به طويلا حيث عرفت فيه الانسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى منذ ان كان رئيسا لقسم الاخبار المحلية في ( واع ) التي كانت كمؤسسة اعلامية خير من يمد يد العون لزميلاتها من الصحف ووسائل الاعلام الاخرى .. لكن هذا الانحياز في كل الاحوال لن يكون على حساب الحيادية وانا اعرض لابرز ما جاء في هذا الكتاب المهم الذي يرفد المكتبة الصحفية بخلاصة تجربة غنية تبوأ فيها الزميل السعدون مواقع متعددة في اكثر من وسيلة اعلامية . وبحسب رأي المتواضع فان كتاب الزميل طالب سعدون ( عنوان صحفي يكفي ..)، يكتسب اهميته في تأكيده على حقيقة مهمة تتمثل باهمية التزام الصحفي الحقيقي بالحقيقة والدفاع عنها ، ويبتعد عن بيع قلمه وشرفه المهني وهي ليست سهلة في ضوء الاغراءات والمغانم التي يلهث خلفها البعض ممن اتخذوا الصحافة معبرا لتحقيق مصالحهم الشخصية وعدوها تجارة تدر عليهم الربح الوفير وهذا النفر اساء عمدا الى الصحافة والصحفيين .
وفي موضوع ” الكتابة الصحفية .. فن ومسؤولية “يقول الكاتب السعدون بان ( دور السلطة المعنوية للصحافة ، ينبغي ان يكون حاضرا في كل الظروف ، والاستعداد للتضحية لايتوقف عند حدود ، من اجل تسليط الضوء على الحقائق .. )، ومثل هذا الدور عرض وما زال يعرض الصحفي الى مخاطر غضب السلطات واجهزتها القمعية وربما قد يدفع حياته ثمناً لالتزامه بشرف المهنة ومبادئها .. ويكفي ان نكتب على الانترنيت جملة عن شهداء الصحافة لنطلع على تصفيات حصلت في هذا البلد او ذاك لصحفيين لم يكن سلاحهم غير القلم ! ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان الصحفي في اقطار وطننا العربي الكبير ، يعاني اكثر من غيره من محنة البحث عن المعلومة وتقييد الحريات برغم الكلمات المنمقة في دساتيرها الدائمية والمؤقته عن الديمقراطية وحرية الصحافة !
لن ادعي هنا اننا اوفيت كتاب (عنوان صحفي يكفي.. ) بمواضيعه ألـ (211 ) حقه ، بما حمله من خلاصة تجربة وضعها الزميل طالب السعدون امامنا بتواضع كبير ، وحسبي انني قد اسهمت بتسليط الضوء عليه باشارات اتمنى ان تسهم في الاطلاع على ابرز ماجاء فيه .. واخيرا فان اهم درس تعلمناه في مشوارنا الطويل مع السلطة الرابعة بان الصحافة التزام اكثر منها مهنة .. وهو ما يجعل الصحفي كبيرا في نظر القاريء .