18 ديسمبر، 2024 8:38 م

مجلة النهضة الإقتصادية
الكتابة الصحفية في الشأن الاقتصادي
هناك ندرة الصحفي الاستقصائي المتخصص بهذا القطاع وضعف التمويل والاهتمام الذي توليه مؤسسات صحفية للنشاط المالي والتجاري في العراق .

الصحفي الذي يتعامل مع المواضيع الإقتصادية كما يتعامل مع ملفات السياسة والأمنية وغيرها، فضلا عن أن بعض الصحفيين الإقتصاديين يفتقرون أحيانا إلى الاستقصاء ويكتفون بالطريقة التي يوجهه بها الخبراء ورجال الأعمال ومسؤولي الاقتصاد.

الصحافة العراقية، تعاني من ضعف التمويل والافتقار إلى التخصص، باستثناء المجال الرياضي، إذ أن الصحفي العراقي مطالب بأن يغطي مختلف المجالات، برغم الفارق الكبير بينها، والحاجة إلى خلفية تعينه على فهم المفاتيح الأساسية، من هنا تأتي تغطية الفعاليات المتخصصة سطحية .

عدد الصحفيين الاقتصاديين في العراق قليل، وهذا العيب
لا يتعلق بالصحفيين وحدهم، إنما بكلية الإعلام والمؤسسات الإعلامية ، التي لا تبذل جهداً كافياً لإعداد إعلاميين متخصصين يواكبون التطورات الحاصلة في العالم.

إن الصحفي في العراق من غير الممكن أن يكون صحفياً اقتصادياً بالمعنى العملي لهذا التخصص بسبب عدم اهتمام وسائل الإعلام العراقية باقتصاد العراق باستثناء النفط الذي توفر الجهات المختصة بيانات عن أخباره ولذلك يجهل الصحفي مفاتيح الصحافة الاقتصادية مثل البورصة وأسواق العملة وآلية عملها، فضلا عن أن الاقتصاد العراقي أحادي الجانب ولذلك بقية المجالات الأخرى غير النفط لا تشكل أهمية لدى المتابعين لأنها أصلا مهملة ولا توجد مقومات لتأهيلها كما النفط.

وهناك صعوبة الحصول على المعلومة الاقتصادية هي مشكلة أخرى تواجه الصحفي الاقتصادي بشكل عام،
ة إن العمل الصحفي المرتبط بالنشاط الاقتصادي من أصعب أنواع الفنون الإعلامية لا لتعقيده وصعوبة فهمه أو تبسيطه للعامة حسب، إنما الأهم هو أن الجهات ذات الصلة، حكومية كانت أو خاصة، لم تتعود بعد على مكاشفة الرأي العام عن موازناتها وواقعها الاقتصادي الحقيقي، وما حققته من أرباح أو خسائر. لذلك فإنها تتعمد إغراق الصحفي بالأرقام الصماء، مثلاً (أنتجنا خمسة ملايين طن.. أو حققنا مبيعات قدرها مليار دينار) من دون مقارنتها مع السنوات السابقة، أو وجود علامات دالة تتيح للقارئ أو الصحفي ذاته.

أن هنالك ظاهرة اليوم موجودة عند بعض المسؤولين في القطاعات الاقتصادية هو عدم رغبتهم بالإدلاء بأي معلومات اقتصادية كونهم يظنون أن أي كلام حول هذه المواضيع سيكون بمثابة اتهام لهم بالتقصير .

الهدف الى النهوض بالصحافة الاقتصادية هو أن يكون الصحفي الاقتصادي يمتلك جمع من المعلومات الخاصة بالاقتصاد كمعرفته بكميات الانتاج والاستهلاك والتصدير والاستيراد لبعض السلع وغيرها فضلا وجود حاجة اليوم
إلى وسائل اعلام مثل فضائيات ومواقع الكترونية وصحف ورقية تتخصص في هذا المجال لخلق جيل من الصحفيين الاقتصاديين قادر على مواكبة التطور الحاصل.

امكانية النهوض بواقع الصحفي العراقي، هو تطوير المناهج الدراسية المتعلقة بالصحافة المتخصصة سواء كانت في كليات الإعلام أو المراكز الأعلامية المعنية بالتدريب والتأهيل، فضلا عن خلق تعاون جدي وفعلي بين وسائل الاعلام العراقية والصحفي العراقي من جهة والمؤسسات الاقتصادي الحكومية والخاصة من جهة اخرى تبنى على اساس احترام المعلومة وعدم تسويفها ليكون هنالك خليط متجانس يعتمد المصادقية في تناول الموضوعات.