23 ديسمبر، 2024 2:00 م

يقال في اللغة صحف بمعنى روى ,ويقال صحفوا أي قد رووهُ,والمصحف مأخوذ في المعنى من اُصحف أي جُمعت فيه الصحف, ويقولون لمن يقتبس من الصحف, صحفي,وواحدة من الصحف, صحيفة,ويقال صحافة بكسر الصاد وفتح الحاء, والصحافي نسبة إلى الصحافة.واليوم صارت الصحافة بمعناها الحديث تنطبق على كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وكل من يعمل فيها تنطبق عليه لفظة الصحفي ,هذا هو معنى المهنة في مدلولاتها اللغوية .فماذا عن  مدلولها العام .كي تمتهن هذه المهنة لابد وأن تنطبق عليك شروطها المعروفة لكل العاملين في هذا المضمار وغيرهم ,فما هي الشروط الواجب توفرها في الصحافة كي تكون عينا لهذا الصحفي أو ذاك,كي ينجح بها أو لاينجح.الصحافة في رأي المتواضع ,قبل أن تكون مهنة لكسب لقمة العيش بمدلولها الأعم هي رسالة كالرسالة التربوية وغيرها من رسالات المجتمع والرسالة لابد لها من ثوابت ترتكز عليها,وثوابتها الصدق والثبات على المبدأ, وان تنازلت عنهما قد يغرقانها في غزل سياسي أو أهواء وأمزجة ,تميل لهن وتركن إلى ما هو أبعد فتصبح متسولة على قارعة الطريق وهذا الوصف ما يطلق عليه اليوم ,الصحافة الانتهازية أو النفعية التي تميل مع الهوى حيث يميل,والصحافة طامتها الكبرى,إن وقعت في حبال الهوى حتما ستنحرف عن صدقها ومبادئها ,والصحافة لاتقبل القسمة لأنها إن لم تكن أمينة فهي العكس تماما وان لم تكن ثابتة على المبادئ ورصينة فهي متسولة وان لم تكن في جانب الصواب فهي حامية للأخطاء ومتسترة, وان لم تكن جادة قولا وفعلا فهي هزيلة بكل المقاييس, وان لم تسخر أقلامها وكلماتها وصورها وفنونها الأخرى لخدمة الفرد والمجتمع فهي طباله وان لم تكن فن من فنون القول يخدم الإنسانية فهي حشو كلام هراء, وان لم تكن حيادية في الطرح فهي مرتبطة بالأجندات, والحيادية لاتعني أن تقف بين الحق والباطل,أو بين الظالم والمظلوم,بل الحيادية أن تنصف المظلوم عند الظالم وتنتزع الحق من أهل الباطل برؤية يفتقر إليها الآخرون,برؤية تجعل منك شخصا مرموقا عند الظالم قبل المظلوم,وقويا عند أهل الباطل قبل أهل الحق, وناصع البياض وجها ويدين أمام أهل السياسة والمال لأنهما المسيطران على الصحافة فضلا عن أهل النفوذ فان تخلصت منهما تكن مثلا للأعلى والأدنى, والتساؤل من ينطبق عليه هذا الذي قلناه ,نحن العاملون في صحافة اليوم ؟,من منا يركض خلف أهل المال والسياسة بلا استحياء ومن لايركض؟ من منا ركب موجة مبادئ النهار وانتهازية الليل ؟من منا الصحافة محترمة به وليس هو محترم بها؟ومن منا ينطبق عليه قوله تعالى(فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها)