المجتمع الاسلامي لم يعيش الاستقرار سوى فترة قصيرة وهي السنوات الاخيرة في حياة النبي محمد (ص) وبعد ان توفاه الله انقلب المجتمع الى شيع , وراح كل مجتهد يفسر الدين على هواه ونواياه ومصلحته وانقلبوا على الدين الحقيقي الذي جاء به الرسول فصار الدين في خدمة المتنفذين في المجتمع فمن يريد قيادة المجتمع عليه اولا ان يكون قادر على حشد الناس دينياً ومن ثم يخدعهم سياسيا لذلك اعتمدوا تضليل الناس لكي يعيشون في متاهة
الصحابي معاوية قتل الصحابي حجر بن عدي ! انها ثقافة التضليل والنفاق , بهذه العبارة يتم اختزال حقبة القتال مابين معاوية والصحابة وبهذه العبارة تضيع حقيقة الصراع وبهذه العبارة يتوج النفاق في ساحة الضياع , فلا نعرف من هو صاحب الحق ومن هو المعتدي , هكذا هو تأريخ الاسلام مليء بالنفاق والتزوير , ان من يكتب التأريخ هو المنتصر فيكتب كمايحلو له ولكن من يروج لهذا هم المنافقين المتلبسين بالدين والمتربعين على صدور الناس وهم الذين يغسلون عقول الناس البسطاء فيمضي التأريخ بخطى عمياء وصماء حتى يصبح مهزلة من المهازل الكثيرة التي جرت العرب الى محرقة القتل فيقتل الرجال وتترمل النساء ويتيتم الاطفال وتثكل الامهات
هكذا اصبح الجنود والمعتصمين في الحويجة شهداء , اصبحوا شهداء بموجب مرسوم جمهوري وهذا المرسوم سيقبله الله تعالى !! ولكن من سيذهب الى النار ؟ اهكذا هي الحياة في العراق تحريض على الفتنة وتحريض على القتل وحين يقتل الناس يقال عليهم شهداء ماذا خسر زعماء الفتنة من علماء الدين وشيوخ العشائر والزعماء السياسين ورجال الدولة ؟ كل ماخسروه قليل من الوقت يمضوه في مقابلات فضائية واجتماعات حكومية ومن ثم يتم تسوية القضية وحتى لايزعل احد يكون جميع القتلى من كلا الطرفين شهداء . لكن العراقيين عاشوا رعب حقيقي فالجوامع تنادي جماهيرها بحمل السلاح والشيوخ تطالب ابناءهابالقتال والجيش يقصف بالطائرات ماذا نسمي هذه الافعال الا يحق لنا بتسميتها بالحماقة
نحن مع حقن الدماء ومع وحدة العراقيين جميعا , ولكننا نريد ان نسمي الاشياء بمسمياتها ونريد ان نشخص الخلل ونريد معالجة النزاعات بالحكمة والموعظة لا بالتضليل والنفاق , لانها سوف تعود وتتكرر هذه الاخطاء طالما لايشخص السبب الحقيقي لهذا القتل , بدون التشخيص لايمكن معالجة هذا الوضع الخطير , لذلك نطالب الجميع ونقول لهم كفى نفاق وكفى تضليل الجماهير وكفى استخفاف بعقول ودماء العراقيين , لانريد سوى الحقيقة ولانريد سوى العدالة
لكل داء دواء الا الحماقة فليس لها دواء