23 ديسمبر، 2024 2:42 ص

الصحابة استهجنوا تهجير الأبرياء و قتل العزل و الفقراء

الصحابة استهجنوا تهجير الأبرياء و قتل العزل و الفقراء

شريحة الصحابة الأجلاء ( رضي الله عنهم ) من الشرائح المهمة في الإسلام حيث دونت اسمها بأحرف من نور على صفحات التاريخ عامة و الإنساني خاصة؛ نظراً لما قدمته من مواقف مشرفة، و خدمات جليلة ساهمت و بشكل كبير في دفع عجلة الإسلام إلى الأمام، فكانت بحق مفخرة لكل الأجيال التي عاشت في رحاب البشرية جمعاء مما يجعلنا نقف بكل احترام و إجلال لصحابة النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) الذين كانوا الأنموذج الأمثل الذي يُحتذى به، و يكون عنواناً كل المجتمعات، و الأمم التي جاءت من بعدهم فأخذت مواقفهم تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل؛ لما لها من أثر بالغ في كتابة السيرة الحسنة، و دراسة الأخلاق الفاضلة لمختلف العصور، فيقيناً أن مواقفهم النبيلة تلك تنبع من قيم و مبادئ الإسلام الشريف فكانت بمثابة الوجه الثاني له، و لعلنا نأخذ العضة و العبرة من الموقف النبيل الذي كان و ما يزال درساً بليغاً لكل عاقل يرى الحق نوراً فيهتدي بهديه، و يرى الباطل جهلاً، و ظلاماً فيتجنبه، فهذا الصحابي الجليل حذيفة (رضي الله عنه ) يعلمنا أسس التعايش السلمي و المقدمة الواجبة لإقامة العدل و الإنصاف في ربوع المجتمع الواحد فيقول :(( إذا أحبّ أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر؛ فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة ، و إن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته )) كلمات ذا مغزى، و عمق دلالي كبير غابت حقائقها عن أهل الجهل، و التخلف، ولم تعيها عقول دواعش العصر المارقة، وهم يرتكبون أبشع الجرائم التي وقف ضدها ديننا الحنيف بكل حزم، و صلابة ، حقاً أنها مدرسة تعلم الإنسان أبجديات العدل و السلام، و أواصر المحبة، و الإخوة بين أبناء الوطن و الدين الواحد ، فالصحابي حذيفة يعطي الدرس القيم في بناء مجتمع خالٍ من الإرهاب، و التهجير ألقسري، و القتل، و سفك الدماء هذا المنهج الذي يتعبد به داعش، و أسيادهم و أئمتهم ماضياً و حاضراً تحقيقاً لمآرب أجندات تكن العداء و الحقد و البغضاء للإسلام و المسلمين، و تحاول النيل منهما، و بشتى الطرق، و مهما كان الثمن، فكانت داعش سيفهم المسلط على رقاب العزل، و الفقراء، و تحت ذرائع واهية، و حجج مزيفة لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة، وهذا ما أستهجنه و استنكره بشدة المرجع الصرخي الحسني في محاضرته رقم (1) من بحثه الموسوم ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ) في 11 / 10 /2016 قائلاً :(( الآن نسأل هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن والدين والإنسانية، حلالٌ أو حرام؟ هل كان حلالًا وصرتَ تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرتَ تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس والفرح بما يصيب الأبرياء وقتلهم وتهجيرهم وإثارة الطائفية والفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد ، كل هذا تراه حلالاً ؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا ؟ أو أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟ )) ..