ما الذي يحدث في العراق والشرق ؟؟ كيف يمكن لتنظيم القاعدة ان يقود الوضع الامني في العراق وسورية وسط تسريبات عن توجيهات جديدة للقاعدة نحو لبنان والاردن وربما بعض الدول الخليجية بعد ان روجت بيانات وزارة الفاع العراقية انها أنها ألقت القبض على خليّة تابعة لتنظيم القاعدة تقوم بتصنيع غاز الأعصاب لاستعماله في عمليات داخل العراق، ونقله لاحقاً إلى عواصم دول مجاورة.
هل بات العراق الخط الاول لمواجهة تنظيم القاعدة التي وظفت الفوضى الامنية فيه الى ملاذات امنة ؟؟
تقول وزارة الدفاع العراقية في بيان أصدرته في الأول من شهر يونيو الماضي أن “قوة عسكرية خاصة ضبطت مصنعين اثنَين لإنتاج غاز السارين والخردل بعد عمليات مراقبة استغرقت نحو ثلاثة أشهر”، مشيرة إلى أن “المصنع الأول عُثِرَ عليه في العاصمة بغداد والثاني في إحدى المحافظات”.
ومر هذا البيان من دون أي ردود افعال اقليمية ، فيما تؤكد اوساط عراقية على ان ملاذات تدريب القاعدة في منطقة الجزيرة قرب الحدود السورية ، يمكن ان ينتهي الى جيوش من الانتحاريين العراقيين يصلون بسهولة الى الكثير من دول المنطقة ومشكلة هذا التجييش للقاعدة انه شيعيا سنيا وليس سنيا فحسب ، فما هو موقف دول المنطقة وهي ترى تنظيم القاعدة يولد حربا بعد اخرى بعنوان غزوات انتهت الى اعتبار شهر يوليو الماضي من اسوأ الاشهر بمعدلات ضحايا جرائم غزوات هذا التنظيم الهلامي الذي استطاع بتعاون داخلي واضح تهريب سجنائه في غزوة “هدم الاسوار “.
ما يمكن قوله اليوم عن التعامل العراقي او الاقليمي مع تنظيم القاعدة بانه ينطلق من مفاهيم متعارف عليها من على بعض المنابر الدينية في المنطقة ، وان ما يحدث في مصر اليوم يؤكد بان هذا التنظيم ربما يعود الى مصر لمواجهة مسلحة بين تنظيم الاخوان بتياره التكفيري مع قوات الجيش ، وهو ذات الفعل مع الاردن ومع ظواهر سلفية في لبنان ، ناهيك عن عودة هذا التيار الجارف الى منطقة الخليج العربي فلماذا هذا الصبر الاستراتيجي من قيادات دول المنطقة في التعامل مع هذه الاشكالية الامنية التي ينتظر منها من يوظفها تدمير البنية الاجتماعية والسياسية للأنظمة العربية في الشرق الاوسط ؟؟
يمكن تعريف الصبر الاستراتيجي بكونه نموذجا لتوظيف مظاهر عدائية لتحقيق مصالح مستقبلية وهو نموذج اميركي ابتدعه ثعلب السياسة الخارجية هنري كيسنجر اطلق عليه سياسة “عض الاصابع ” لإظهار ان المصالح الاميركية تواجه معضلات تحتاج الى تدخل عسكري مباشر لحماية مصالحها في تلك المناطق التي تنزف فيها الاصابع الاميركية .
ويبدو ان واشنطن او دول المنطقة قد استوردت هذا النموذج للتعامل مع تنظيم القاعدة وعملياته في المنطقة ، لتحقيق اهداف غابت قدرات الحوار الاقليمي على الاتيان بها لتحجيم النفوذ الشيعي في المنطقة لاسيما وان ايران توظف شيعة العراق لتحقيق اهافها من خلال الاحزاب الموالية لها في الحكم ، لكن السؤال المركزي هل تستطيع هذه الجهات اتي تقف وراء ولادات متجددة لهذا التنظيم بأفعاله الشنيعة يمكن ان تضبط شدته دون انفلات كما حصل مع الولايات المتحدة في افغانستان ؟؟
الواضح ان ضبط شدة العنف في المنطقة تحتاج الى جهد دولي واقليمي على حد سواء ، وجولات جون كيري للحوار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بحضور بارز لمارتن انديك ابرز صقور المحافظين الجدد ، يؤكد بان المنطقة تنتظر احداث كبرى تنتهي على طاولة حوار كما حصل في مدريد بداية تسعينات القرن الماضي لكن دائما تتملص اسرائيل من دفع فاتورة الدم التي تاتي بها اليوم تنظيمات القاعدة في عموم المنطقة .