حراس الدين تسير على نهج فشل داعش
الإنتقائية التي يتعامل بها عناصر حراس الدين مع المعتقلين في مخيم الهول من عوائل تنظيم داعش وغيرهم يبدو أنها تاتي ضمن أولويات وإستراتيجية خاصة يتبعها حراس الدين في مخيم الهول، ألا وهي تفضيل سن معين من النساء لإطلاق سراحهن، وهذا بات الاتفاق عليه في العلن، فيذكر أحد السكان في مدينة إدلب أنه تواصل مع عناصر حراس الدين من أجل إطلاق سراح امرأة من أقاربه، فيقول بعد أن رفض الكشف عن اسمه: “والدة زوجتي امرأة كبيرة في السن وقد قتلوا أولادها الثلاث في الحرب حين كانوا يقاتلون بجانب تنظيم داعش، وبعد التواصل مع احد مسؤولي تلك الحملة اخبرني انه سيقوم بذلك ووعدني خيراً وقال لي انهم يهربون النساء بواسطة سيارة بالتنسيق مع المهربين، ولكنه سرعان ما امتعض و غير رأيه فوراً بعد أن عرف أن سن المرأة يتجاوز الستين عاماً متحججاً بان سنها سوف يعرقل التهريب لانها لا تستطيع السير لمسافات طويلة، وعندما سألته عن سيارات التهريب قال لا توجد سيارات”.
لماذا يتركون الامهات كبيرات السن ويأخذون “الصبايا” فقط! هذا السؤال لم نجد له أي جواب غير إن حراس الدين سوف يقومون بنقل أكبر عدد من الشباب لاستخدامهم كدروع بشرية ليسهل على حراس الدين تنقلهم و الاختباء خلفهم كدروع بشرية مثلما فعلت داعش، وربما يريد جماعة حراس الدين الحصول على زيجات جديدة لمقاتليهم ممن ينضموا إليهم، وهذا يعيدنا إلى ذات الامتيازات والحوافز التي شجعت المنحرفين للانضمام إلى تلك التنظيمات الارهابية التي تجعل الزواج من النساء وسيلة لجذب المقاتلين.
اذا الخطة التي فشل داعش بتجربتها الان بدأت تتكرر بحذافيرها من قبل حراس الدين، و اعادة تجميع العوائل ودمج الهاربين من المخيم مع المقاتلين للسيطرة على الأهالي، ولكن المصير المحتوم هو ذات النهاية المأساوية التي وصل لها المدنيين في الباغوز وربما يعودوا مرة اخرى إلى العيش تحت ظروف أكثر رعباً ودموية.