7 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

الصباح الجديد و الإحتلال الصفوي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل السياسيين العراقيين يدينون قناة الجزيرة وضيوفها الذين يتهمون العملية السياسية بعد 2003 بإنها عبارة عن إحتلال صفوي للعراق وراح بعضهم الى تسميته بالإحتلال الصفيوني
هؤلاء الضيوف يبررون توصيفهم هذا لعدة أحداث ووقائع تحدث داخل العراق منها إنتشار العملة الإيرانية والتعامل بها داخل العراق , وإفتتاح العديد من المقار التابعة للسفارة الإيرانية في بعض المحافظات العراقية , إضافة الى كثر الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين
المعترضون على ضيوف الجزيرة ينفون أي تدخل لإيران في العراق , كذلك يصرحون بأن العراق دولة ذات سيادة ولم يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية والخارجية , وإن تلك المشاهد لاتمثل تدخلا بل علاقات طبيعة بين البلدين وهذا كلام في غاية من الروعة والصواب
على أصحاب هذا الرأي أن يثبتوا للعالم بأنهم يحرصون على قيام العلاقات التي تحترم سيادة العراق وتتعامل مع الدول التي تحترم سيادة وإستقلال العراق ويكون لهم موقف حازم وصارم مع أية دولة تحاول الإساءة لسيادة العراق
 
لكن حادثة جريدة الصباح الجديد ضربت كل الآراء التي تدعم نظرية إستقلال وسيادة العراق بالدليل القاطع والذي لايقبل الشك أو التحريف , إن هذا الحادث يعتبر بمثابة إعلان النصر للمشككين بقدرة قادة العراق الجدد التخلي عن إيران وهو يمثل نجاح نظرية قناة الجزيرة وأخواتها وأعداء العملية السياسية
 
واقعة الصباح الجديد أعادت أمجاد صدام حسين وبررت حربه مع إيران ,اليوم أوجد البعث دلالة وواقعة يستشهد بها ويثبت من خلالها حجم التدخل الإيراني في العراق
 
قد يعتبر هذا البورتريه إساءة لرمز من الرموز الدينية التي لها أتباع كثر في العراق لكن هذا لايبرر أبدا ماتم التعامل به مع الجريدة خصوصا والجميع يعلم الإعتذار السريع الذي عممه مسؤولها
 
يفترض بالحكومة العراقية أن تسلك الأطر القانونية لمعاقبة المخالفين لقوانين الدولة ويفترض بها أن تعاقب كل من فجر مقر الجريدة وتكشفه أمام وسائل الإعلام لا أن ” تطمطم ” الموضوع وكأن شيء لم يكن
 
المتظاهرون الذين تظاهروا ضد جريدة بلدهم يعتبرون أعداء للعراق وعبارة عن طابور خامس يسكن في العراق وينتظر توجيهات بلده الآخر ليشن هجماته وأجنداته في أي وقت يطلب منه
 
إن هذه الأعمال الدنيئة التي إستهدفت جريدة الصباح الجديد لم تثنِ عزيمة الصحافة العراقية الحرة والتي غايها بناء دولة عراقية قوية بديمقراطيتها ومدنيتها وقوية بإحترامها لحقوق إنسانها وقوية بدفاعها عن حرية شعبها في التعبير عن آراءه ولن تترك العراق فريسة سهلة الى طهران ولا الى السعودية ولا الى أي بلد يريد إبتلاع بلدنا العراق .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب