الاحزاب الوطنية لم تستطيع ان تقف مكتوفة اليد وهي تشاهد مايحل بالبلاد من خراب وفساد , كانت الوسيلة الوحيدة هي الوصل الى مركز القرار لكي تستطيع ان توصل صوت المواطن للبرلمان , البرلمان الذي حتى اثاثه اوشك ان يتآكل من الفساد مثلما تأكل حشرة الارضة اثاث الدار .
في الانتخابات الاخيرة للبرلمان اشترك عدد كبير من الاحزاب العلمانية واليسارية واللبرالية وشخصيات مستقلة تتمتع بالنزاهة والكفاءة وشكلوا تحالف اسمه التحالف المدني الديمقراطي , ارادوا موقع قدم في برلمان ( الفضائح ) من اجل اصلاحه لانهم لايملكون وسيلة اخرى بظل تسلط الاحزاب الفاسدة على مقاليد السلطة والقوات المسلحة والثروات والاعلام وخصوصا في مناخ مشحون بالشد الطائفي .
التحالف المدني الديمقراطي حصل على ثلاثة مقاعد من اصل ( 325) مقعد !!! بينما كان المتوقع ان يحصل على ( 15) مقعد على ضوء النتائج الاولية ولكن هنالك (امر دبر بليل ) , حتى ان كبيرهم الدكتوراحمد الجلبي قال ان الانتخابات مزورة قالها بعد فوات الاوان واتهم مفوضية الانتخابات بذلك .
اول عمل قاموا به , لم يعترفوا بالمحاصصة الطائفية ولم يخضعوا لها , السيدة شروق العبايجي رشحت نفسها لرئاسة البرلمان , الاستاذ فائق الشيخ علي رشح نفسه لرئاسة الجمهورية , كانت رسائل مهمة للاخرين بأنهم خارج لعبة المحاصصة , وتوالت اعمالهم المتسمة بالكفاءة والنزاهة لنصرة المواطن وكشف الفساد .
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن قامات وطنية , ولكننا نقول ان الاستاذ جاسم الحلفي وهو مناضل معروف للقاصي والداني وتأريخه النضالي يشرف الجميع وهو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي , لو انه فاز بالانتخابات وحصل على مقعد برلماني هل سيتهم بالفساد والخراب !!!, وهو شيوعي يشهد له العدو قبل الصديق بالنزاهة والكفاءة , وهو الان احد ابطال ساحة التحرير مثلما كان دائما متصدرا للنضال الدؤوب ضد الاضطهاد والتعسف ومطالبا بحقوق العراقيين ومذكرا لواجباتهم .
لهذا نقول علينا التمييز مابين الصالح والطالح ولانحرق اليابس والاخضر لان ساحات النضال عديدة ومتنوعة والتأريخ يسجل الكبيرة والصغيرة ولاينسى شيء . ان ممثلي التحالف الثلاثة في البرلمان كانوا ومازالوا مناضلون حقيقيون وهم خارج دائرة الشبهات لما يتمتعون به من وطنية , الوطنية هي الحصانة المضمونة ضد امراض المحاصصة الطائفية المقيتة وهي طريق الخلاص . كما ان كل البرلمانيين يعتقدون ان النواب الثلاثة هم وراء التظاهرات وهذا دليل على انهم ليسوا من صنفهم .
