مفأرة مفردة عربية فصيحة في الاستعمال اللغوي من فأر. فيقال في اللغة العربية : أَرضٌ مَفْأَرَةٌ: ذات فَأْرٍ. أي كثيرة الفئران. وهذه مفردة ثرية وخصبة لا يمكن أن نجد أفضل منها لتوصيف الواقع العراقي السياسي والقانوني. فبلدنا والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه بات (مَفْأَرَةٌ سياسية وقانونية) واسعة النطاق. فالكل فيه (ساسة محنكون) و(قانونيون بهاليل) ولكل (فأر سياسي) و(جرذ فقهي) لدينا تسعة وتسعون علماً تغطي مساحة العلوم الإنسانية والإجتماعية من علم النفس إلى علوم المستقبليات وإنثربولوجيا الثقافة ناهيك عن تواريخ النضال والكفاح من العصر العثماني إلى العصر الأمريكي المبارك. وربما نحن البلد الوحيد الذي يمثل أرضية صالحة لولادة علم مبتكر وأصيل باسم (إنثروبولوجيا القوارض) إستلهاماً لرواية (كوميديا الزواحف) للأديب محمد حسين المطلبي. فبلادنا صانها الله وحماها من كيد (حكومة القوارض) و (زواحفها) المتلونة الموزعة مؤسساتياً في مختلف مفاصل (دولة اللا دولة) منتعشة وخصبة لميلاد مختلف أنواع (الفئران). وربما يستطيع أحد الإخوة الباحثين والأدباء أن يكتب لنا بحثاً مفصلاُ عن (تجليات الفئرنة في الواقع العراقي المعاصر) ويمسك لنا فيها بـ(ذيولها) بمستوى بنيوي عميق. ولكني كأنسان عراقي رفحاوي بسيط، لا أستطيع سوى أن أمسك بـ(ذيل سيدنا الصافي) لأنه (وجه القباحة) الساتر لوجه أعمدة حزب الدعوة الحاكم. وأفتح قوساً هنا وأعلن دهشتي وأهمش على تِكراره لجملة (أنا سيد وابن رسول الله فشلون تحجون علي) واقول له: سيدنا لم نناقش يوماً مسألة نسبك! فما دخلنا إذا كان الـ(DNA) لديك هاشمياً أم كان صقلبياً ورومياً!! وبعبارة عراقية فصيحة لم نقل يوماً أنك (نغل)! فلا يهمنا هذا الأمر وليس لنا أصلاً أن نناقشه وإذا كنت مهووساً به فيمكنك أن تذهب لزيارة النجف الأشرف واللقاء بالعلامة والنسابة عبد الستار الحسني فيمكنه أن يتابع الأشجار والنخيل والأوراق والأغصان والفروع النسبية لإثبات مستوى (نقاء القداسة) في دمك. فمسألتنا معك بوصفك (حجر عثرة) و(قاطع طريق إنصافنا) واليوم اصدرت بلا اي ذرة صفاء، مشروع فتوى ما زالت قيد الإنجاز وتحتاج إلى مباركة جناب البابا في مجلس الوزراء الموقر! عندما راجعت مسودته، جعلني أشك في مستوى (العكر الذوقي) غير المنسجم مطلقاً مع أسم (الصافي)! يتعامل مع واقعة كبيرة، تفتخر أي أمة حقيقية، بها وتؤرخ لها أعني ثورة شعبان (الأمم تقطع نفسها على ربع ثورة تهوس بها وما لاقيه واحنا عدنا وندفنها!) أقول يتعامل مع هذه الثورة وثوارها وأبطالها بهذا الإستخفاف المشين. ويكتب مشروع قانون لا يمكن أن ينطبق عليه إلا المثل العربي الجميل: تمخض الجبل فولد فأراً. ولكن نعود ونقول أي غرابة في ذلك. أفلسنا في بلد مفأرة القوانين والسياسة؟ ربما قد نسي الصافي أن ثوار رفحاء ما زالوا أحياءً، وما زالوا قادرين على (رفع المكوار مجدداً) وقادرون على أن (يخبطوها ويشربون صافيها). فليتق الله وليتعظ وإلا فعلى كل رفحاوي شريف أن يشرع بشراء (مصيدة فئران مناسة) وكل من موقعه، ويباح أيضاً استعمال مصيدة الصمغ اللاصق- وإن كانت محرمة دولياً، بوصفها مناوئة لحقوق الحيوانات- ولكن للضرورة أحكام. والله الموفق.