22 ديسمبر، 2024 7:28 م

ليس بين الشرك وبين الايمان الا خيط رفيع اسمه “الانقياد الحسي والعقلي والطاعة الكاملة ” . من هنا يقال للشخص الذي ﻻ يخالف تعاليم السماء المنزّلة وينفذها بكل حذافيرها ويؤمن ان هناك صانع واحد للموجودات بانه “موحد ” .

الانقياد والسمع والطاعة والتسليم وتنفيذ الامر حتى دون الرجوع للعقل كون الامر أمراً سماوياً بحتاً صادراً من قوة مقتدرة صانعة بتنظيم وواهبة باقتدار وممتنعة بإرادة هو في حقيقته ” استغفال لكافة الحواس العقلية والفكرية أو هو بتعبير ادق ” تعطيل جزئي لمدرك حسي للعمل بما يوكل اليه للقيام به في البحث عن الحقيقة أو في فرز الصواب عن الخطأ بعملية غاية في التعقيد اسمها ( التفكير ) . وهذا ” المدرك الحسّي ” نفخ في جوهره شيء حي لا يخضع لقوانين المادة المتعارف عليها ، ” كون العلم لم يهتد بعد الى فهم طبيعتها ومعرفة كنه العناصر الأولية المكونة لها والآلية التي تعمل وفقها . ” ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا ” ” . (القرآن ) . وربما تكون تلك المادة مشابه لما اطلق عليه ب ( الروح ) ، نعم هي صدرت من قوة غيبيه ارادت بقوانينها تعطيل مندوحة التفكر لمخلوق صغير بحجمه متفجر بقواه اسماه صانعه ب ( العقل ) . لنرجع الى ذلك الخيط الذي يفصل الايمان عن الالحاد خصوصا بعد ان علمنا ماذا يعني التوحيد والايمان وماهيه المقومات لذلك ، ومنه نسأل : لو ان اياً من فصيل أو قطيع بشري انقاد انقيادا تاما وبتسليم مطلق وتنفيذ بطاعة وبتشابه في عملية ما اسميناه ب ( بالتعطيل الجزئي لمستدرك في العقل ) . ولكن هذه المرة ليس بأوامر صادرة من قوى غيبيه ( الله ) ؟ . لكنما هو خيار فكري واعتقاد شخصي محض ﻻ دخل فيه للسماء سوى ان حامله استجمعت لديه مقدمات تراكمت في وعائه العقلي فكانت نتائجه ان آل بجميع مدلوﻻته الحسية الى الانحياز والانقياد الى شخصية ما ” دينية كانت أو مدنية ” . فما هي التسمية المفترض اطلاقها على هذا الشخص او ذلك الفصيل البشري ؟ .

هل بات ينطبق عليهم ما أسمي ب ” الموحد او الموحدين ” ؟ . انهم آمنوا بشخص وانقادوا واسلموا امرهم له وعقدوا عقالهم برضا مشيئته !! . ومنه وحسب ما ذكر في اعلاه فقد حاز هذا الشخص على سمة الألوهية الواهبة والمانعة والمقتدرة المسيطرة وهو بعد هذا كذلك سيحمل سمة المحيي والمميت ! ” القائد المطاع ﻻ تُرد اوامره وان أمرهم بقتل أنفسهم ” فهل بقي بعد ذاك للتوحيد من شيء ؟ لقد افرغوا ايمانهم من ركيزة اساس لطالما دينهم أكد عليها ! ، ورغم هذا نجد السنتهم تلهج به ويتشهدون الشهادتين وقلوبهم عامرة بالأيمان بالواحد القهار ؟؟ .

ان هذا “الشخص المعبود دون وعي واراده ” . ليس ب ” نبي ” ليصار الى طاعته اطاعة عمياء وكما القانون الرسالي المنزل عند الاديان فهو في اصله طاعة الى المرسل النبي . وﻻ هو “حواري من حواريي عيسى ” وﻻ هو ب ” امام معصوم من الزلل ” ووفق منظور الفرقة الجعفرية وليس ” بالخليفة الراشد المقدس والمنزه عن الذنوب ” وكما عند أهل السنة والجماعة وﻻ حتى هو ب ” عالم مشهور بعلمه ” وﻻ ” حكيم ” جرت عند الناس محاسن افعاله !. وحتى بوجود هكذا شخصيات فان هذا ﻻ .يبيح للعبد أن يعبد بشرا ” وبكل ما تعني العبودية من معنىً ” فما ذاك الا عبداً قائما بذاته لخالق قام بصنع تلك الذات ومع هذا نرى هناك من عطّل وشَلّ مصنع التفكير العقلي لديه وأوقف جميع آﻻت فكره عن العمل ! ليكون عبداً لعابد ، ومنقادا لمقاد ، ومتبوعا لتابع . ومنه تحققت لديه جميع مضامين ما يعرف بالشرك الخفي .