8 أبريل، 2024 3:00 ص
Search
Close this search box.

الشيوعيون يخسرون مرة أخرى !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

جلسة جمعتني بعوائل شيوعية أعرب أفرادها عن استيائهم بل وغضبهم عن زيارة قيادات الحزب الأخيرة إلى رئيس الوزراء الذي يكرر الاتهامات لمناسبة او دون مناسبة للحزب متقصدا الإساءة لتاريخه وتفاوتت حجم وطريقة انتقاد المشاركين في هذا الحوار العائلي الذي لم يخل من العمق والاستدلالات المنطقية كما لم يخل من الانفعالية العراقية المبالغ بها فكان الشباب يتجهون نحو اتهام القيادات بالتنكر لتاريخهم والبحث بإذلال مهين عن مناصب او تحالفات تقربهم من كراسي السلطة او حتى الحصول على مناصب وزارية بعد خروجهم من الانتخابات خالي الوفاض بينما كان كبار السن اقل قسوة في الحكم والبحث عن مبررات أخرى لزيارة لم تكن بالحسبان في ظل توتر العلاقات التي زادت حدتها مع اقتحام القوات الأمنية لمقر الحزب
فهناك من تحدث عن أهمية دعم الحزب المعروف بنزعاته الوطنية لكل توجه إصلاحي مهما كانت التقاطعات مع الأحزاب الأخرى فيما وجد أخر إن هذا اللقاء قد يكون للتشاور وإظهار حسن النوايا وتبني خارطة طريق تجنب البلاد شبح الحروب الأهلية
حينها ذكرت إحدى السيدات بما حصل في ساحة التحرير وكيف خرج الشيعيون معترضين على الفساد ونهج الحكومة وكيف تم اعتقال أربعة من ناشطين الحزب في السجن ورددت التساؤل الذي يكرره الكثيرون مالذي استجد من تغيرات في سياسة ونهج الحكومة هل قدم رئيس الوزراء اعتذارا للحزب او للشباب المعتقلين هل قلل من نبرة السخرية أو الاتهامات المتكررة 
حينها رفع الشباب أصواتهم بإلقاء اللوم معتبرين هذه الزيارة خسارة جديدة لما تبقى من شعبية الحزب مستغربين من حراك قيادات بهذه الخبرة من العمل السياسي في التفريط بجمهور واسع لكسب ود حزب ينتهج الطائفية في كل توجهاته 
الجدل احتدم بين أفراد العوائل  ذات المشارب الثقافة المتنوعة إلا إن المشهد عكس حالة إحباط ونكوص على كل الوجوه بينما تباينت أساليب واليات ترجمة هذا الشعور
ويبدو إن تلك الزيارة ستخلق هوة أكثر اتساعا من ذي قبل بين الجمهور والقيادات الشيوعية التي غفلت عن دورها في هذه المرحلة وكيف سجلت حضورا لا يستهان به بين صفوف جماهيرها بعد تصديها لملفات الفساد ومشاركة الناس الغاضبة في مظاهرات أعادت للأذهان تاريخ الحزب وقدرته على تبني هموم الناس ومطاليبهم المشروعة في العدالة الاجتماعية 
الغريب والملفت ان محبي الحزب أو من المحسوبين على اليسار العراقي لا زالوا ينتظرون بفارغ الصبر تبريرات مقنعة وواقعية عن معنى وجدوى الزيارة أو أهدافها  بعد أن خرجت تسريبات عديدة تؤكد حرص القيادات بمطالبات متكررة  منذ شهورلمقابلة المالكي لأجل كسب رضاه أو التخطيط للدخول معه في تحالف جديد يضم شخصيات وطنية وكان الرجل يؤجل الزيارة لانشغالاته الكثيرة !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب