17 نوفمبر، 2024 8:22 م
Search
Close this search box.

الشيوعيون يخسرون مرة أخرى !!

الشيوعيون يخسرون مرة أخرى !!

جلسة جمعتني بعوائل شيوعية أعرب أفرادها عن استيائهم بل وغضبهم عن زيارة قيادات الحزب الأخيرة إلى رئيس الوزراء الذي يكرر الاتهامات لمناسبة او دون مناسبة للحزب متقصدا الإساءة لتاريخه وتفاوتت حجم وطريقة انتقاد المشاركين في هذا الحوار العائلي الذي لم يخل من العمق والاستدلالات المنطقية كما لم يخل من الانفعالية العراقية المبالغ بها فكان الشباب يتجهون نحو اتهام القيادات بالتنكر لتاريخهم والبحث بإذلال مهين عن مناصب او تحالفات تقربهم من كراسي السلطة او حتى الحصول على مناصب وزارية بعد خروجهم من الانتخابات خالي الوفاض بينما كان كبار السن اقل قسوة في الحكم والبحث عن مبررات أخرى لزيارة لم تكن بالحسبان في ظل توتر العلاقات التي زادت حدتها مع اقتحام القوات الأمنية لمقر الحزب
فهناك من تحدث عن أهمية دعم الحزب المعروف بنزعاته الوطنية لكل توجه إصلاحي مهما كانت التقاطعات مع الأحزاب الأخرى فيما وجد أخر إن هذا اللقاء قد يكون للتشاور وإظهار حسن النوايا وتبني خارطة طريق تجنب البلاد شبح الحروب الأهلية
حينها ذكرت إحدى السيدات بما حصل في ساحة التحرير وكيف خرج الشيعيون معترضين على الفساد ونهج الحكومة وكيف تم اعتقال أربعة من ناشطين الحزب في السجن ورددت التساؤل الذي يكرره الكثيرون مالذي استجد من تغيرات في سياسة ونهج الحكومة هل قدم رئيس الوزراء اعتذارا للحزب او للشباب المعتقلين هل قلل من نبرة السخرية أو الاتهامات المتكررة 
حينها رفع الشباب أصواتهم بإلقاء اللوم معتبرين هذه الزيارة خسارة جديدة لما تبقى من شعبية الحزب مستغربين من حراك قيادات بهذه الخبرة من العمل السياسي في التفريط بجمهور واسع لكسب ود حزب ينتهج الطائفية في كل توجهاته 
الجدل احتدم بين أفراد العوائل  ذات المشارب الثقافة المتنوعة إلا إن المشهد عكس حالة إحباط ونكوص على كل الوجوه بينما تباينت أساليب واليات ترجمة هذا الشعور
ويبدو إن تلك الزيارة ستخلق هوة أكثر اتساعا من ذي قبل بين الجمهور والقيادات الشيوعية التي غفلت عن دورها في هذه المرحلة وكيف سجلت حضورا لا يستهان به بين صفوف جماهيرها بعد تصديها لملفات الفساد ومشاركة الناس الغاضبة في مظاهرات أعادت للأذهان تاريخ الحزب وقدرته على تبني هموم الناس ومطاليبهم المشروعة في العدالة الاجتماعية 
الغريب والملفت ان محبي الحزب أو من المحسوبين على اليسار العراقي لا زالوا ينتظرون بفارغ الصبر تبريرات مقنعة وواقعية عن معنى وجدوى الزيارة أو أهدافها  بعد أن خرجت تسريبات عديدة تؤكد حرص القيادات بمطالبات متكررة  منذ شهورلمقابلة المالكي لأجل كسب رضاه أو التخطيط للدخول معه في تحالف جديد يضم شخصيات وطنية وكان الرجل يؤجل الزيارة لانشغالاته الكثيرة !!

أحدث المقالات