16 أبريل، 2024 4:59 م
Search
Close this search box.

الشيوعيون العرب وقرار التقسيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

تداعيات أزمة الشيوعيون العرب المحتدمة والتي ما زالت أثارها متداولة ومؤثرة على قرار التقسيم رقم 181 الصادر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 عن الجمعية العامّة للأمم المتحدة وبتأيد من الاتحاد السوفيتي السابق بحق أرض فلسطين وأهلها ، نكبة فلسطين شكلت أنعطافة خطيرة في مسيرة اليسار العربي والاحزاب الشيوعية العربية وتأثيرات السياسة السوفيتية الداعمة لقرار التقسيم بل هي التي زودت إسرائيل بالاسلحة والطائرات في حروبها المتتالية ضد العرب وقضيتهم المركزية . تعد قضية فلسطين محور نضالنا العربي وقضيتنا المركزية في المصير نحن الشيوعيين العرب . فجاء قرار التقسيم بمثابة الصاعقة على توجهات اليسار العربي وشكل خللاً فكرياً في التوجه العام للوضع السياسي العالمي وبعد أن أعلن الاتحاد السوفيتي تأيده الكامل لقرار التقسيم ، ودوره الضاغط والمفروض على آلية قرارات الاحزاب الشيوعية في تأييد مشروع التقسيم .

تعد القضية الفلسطينية من بين القضايا التي القت بظلالها على الوضع العربي من جهة والدولي من جهة أخرى ، هناك ثابته تاريخية يجب التوقف عندها ، فقد كان الشيوعيين العراقيين يروون قضية فلسطين رؤيه خاصة وعميقه بما ميزتهم عن باقي الاحزاب والقوى السياسية الاخرى العاملة في الشارع العراقي ، إذ كانوا يفصلون بين الصهيونية واليهودية ، فاعتبروا الحركة الصهيونية أساس البلاء ، في حين أن اليهود شريحة مضطهدة من قبل الحركة الصهيونية نفسها ، وأن حصر موقف الحزب الشيوعي من قرار تقسيم فلسطين وفق الدوافع السوفيتية ومصالحهم ترك مردودات سلبية على وضع الحزب داخلياً لاسيما مع فترة تولي اليهود العراقيين لمراكز قيادية في الحزب الشيوعي العراقي شاؤول طاوق ، ساسون دلال ، يهودا صديق ، وآخرون . .

موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة والمعادية ومأجوري الإمبريالية وعملائها فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط وتجربته الاشتراكية ، بل أيضا بالحركة الشيوعية وأحزابها في البلدان العربية فنالوا من تاريخها ومواقفها الوطنية والقومية … ولذلك ، فإنه كان يجب على الاحزاب الشيوعية العربية من تحديد موقفها من التبعية لموسكو وسياستها والتي في أغلبها جاءت بالضد من مصالح ومواقف شعوبها فان الاعتراف بالتقسيم لقد خلق جو تنظيمي قلق وغير مستقر للاختلاف في المواقف والرؤى ، بل راح بعض قادة الاحزاب شرق أوسطية في الدفاع عن قرار التقسيم أكثر من ستالين نفسه ، ويعتبر خالد بكداش عميد الشيوعيين العرب كما يلقبوه وهو يحلو له هذا اللقب في خوض صراع مرير ضد رفاقه ، الذي عارضوا قرار التقسيم ، وهذا ينطبق أيضا على سياسة الاحزاب الشيوعية في الموقف من قرار التقسيم . للحزب الشيوعي العراقي له رؤى مختلفة وعلى مر تاريخه مع قضية فلسطين التي كرس صفحات من نضالاته وبرامجه لوضع حلول عادلة وفق قاعدة حق الامم في تقرير مصيرها . وكان الرفيق فهد وهو حبيس الجدران ضد قرار التقسيم وأعتبره سابقه خطيره على مستقبل الشيوعيين في العراق والمنطقة ، وأيضا تعرض قادة أحزاب شيوعية عربية للتنكيل والتشهير والطرد من أحزابهم لمواقفهم ضد التقسيم وتصنيفهم بخونة مباديء الكومنترن . وماتعرض له فرج الله الحلو سكرتير الحزب الشيوعي اللبناني ورفاقه من أساليب تنكيل ومصادرة أراؤه وأفكاره وعزله عن مهامه الحزبية والقيادية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب