23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

الشيوخ والدعاة السعوديين .. والدور المطلوب من المملكة !

الشيوخ والدعاة السعوديين .. والدور المطلوب من المملكة !

* دور الدعاة والشيوخ :

        كان للشيوخ والدعاة الدور الأكبر في بث روح الجهاد بين أبناء الأمة العربية خاصة ، والعالم عامة / بتوجيه من دول بذاتها و بدفع من جهات محددة و لغايات معينة  ! ، منذ الفلسطيني الدكتور عبدالله عزام في سبعينات القرن الماضي ودعوته للجهاد مع الأفغان ، الى شيوخ السلفية الجهادية /  في الوقت الحاضر ، بمرجعيات مختلفة / لكن أغلبهم بمنظور فكري وهابي / نسبة الى محمد بن عبدالوهاب ( 1703- 1791 م ، مذهبه سني حنبلي  ) وبمرجعية أبن تيمية (  1263-1328 م ،  أحد علماء الحنابلة  و يلقب بشيخ الأسلام  ) .

– تتركز الدعوات الجهادية السلفية عامة ، ضد الصليبيين والنصيريين والحوثيين والشيعة .. ، ومعظم هؤلاء الشيوخ والدعاة سعوديون ، أمثال الدكتور محمد العريفي ، الدكتور سلمان العودة وأبراهيم الحبلين والدكتور سعد البريك والدكتور طارق سويدان و الدكتور عائض القرني وناصر العمر / خطابهم ذو توجهات مختلفة  ، وهناك خطباء سعوديين ، أمثال السديس وبعض أئمة الحرمين المكي و المدني وغيرهم التي شاركت خطبهم الصفراء المحرضة ضد الصليبيين الكفرة / حسب تعبيرهم !! أيضا ، علما أن عدد علماء الدين المسجلين في السعودية 183 عالم ( حسب تصنيف الويكيبيديا ) ، وهناك 32 عالم دين سعودي منهم دعوا الى الجهاد (  حسب موقع البوابة في 14.03.2003  ) .

– وعربيا ، وبشكل مستقل أو بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع السعودية شيوخا ودعاة و سلطة ، هناك أيضا علماء وشيوخ ودعاة متشددين في خطابهم الديني المتطرف منهم ، يوسف القرضاوي المصري القطري الجنسية / الأب الروحي للأخوان المسلمين ، والقطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي ، مع وجود علماء دين متشددين مكفرين للأخرين أمثال المصريين /  الدكتور زغلول النجار والدكتور أبراهيم الخولي ، والدكتور محمد عمارة / من منظري الحركة الأسلامية ، وهناك دعاة مكفرين للأخرين كوجدي غنيم ، و دعاة سلفيين أمثال مرجان سالم / الذي يريد تحطيم الأهرامات وأبوالهول  والداعية أبو أسلام الذي مزق الأنجيل  ، والكويتي شافي العجمي  ، والسوري الشيخ عدنان عرعور ، ومن تونس سيف الله بن حسين المعروف أبو عياض  ، ومحمد الفزازي من المغرب ، وفي ليبيا تأسست السلفية الجهادية على يد علي العشبي عام 1982 ثم تابع عوض الزواوي بعده وصولا الى محمد المهشهش ، والأردني عمر محمود محمد عثمان / الملقب أبو قتادة والفلسطيني عاصم طاهر البرقاوي الملقب أبي محمد المقدسي  ( أن الشيوخ والدعاة المتطرفين المتزمتين ، أصحاب فتاوى الجهاد والخطاب الديني المتزمت  ، في الوطن العربي ،  الذي تم ذكرهم  ، كان على سبيل التذكير بطائفة  منهم  ) .

الذي نحن بصدده الأن ، هو الخطاب الأسلامي المتطرف ، الذي يصدره و يبثه الشيوخ والدعاة الموجه بواسطة ، برامجهم التلفزيونية و الأذاعية ، أصداراتهم ككتب ومنشورات ، حلقاتهم الدراسية / الأكاديمية وغيرها ، خطبهم في الجوامع أيام الجمع و الأعياد ، كل هذه النشاطات وغيرها التي تترجم بعضها الى فتاوى جهادية حسب حاجة الظرف أو الحدث أو الزمن ، مصحوبة بالشحن العاطفي العنيف ضد الخصم ، أن كان حكومة ، مثلا الحكومة السورية ورئيسها بشار الأسد والذي يدعونه بالنصيري وحكومة العراق ورئيس مجلس وزراءه الدكتور حيدر العبادي / وسابقا المالكي …، أو كانوا فئة أو طائفة ، كالحوثيين / الزيديين في اليمن  ، أو الشيعة في العراق الذي يصفونهم بالصفويين / نسبة لشيعة أيران …    

– للعلم المملكة العربية السعودية  خلال الفترة من  1964 لغاية  1975 ، وبالتحديد أيام حكم الرئيس جمال عبد الناصر لجمهورية مصر العربية (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)  والملك فيصل بن عبد العزيز للسعودية ( 1906 – 1975 ) ، شهدت المملكة  أنذاك نشاطا أسلاميا واضحا ، حيث كانت العلاقات في تلك الحقبة  متوترة بين الدولتين ، مصر و السعودية ، والكثير من الأسلاميين غادروا مصر للمملكة ، وفي زمن الرئيس أنور السادات / الذي خلف الرئيس ناصر بالحكم ، أخذت الأمور بالأستقرار بين الأسلاميين / خاصة الأخوان و السادات ، ساعد في ذلك الملك فيصل بن عبد العزيز بذاته .

السعودية والدور الأهم : 

        أرى من الممكن  للسعودية أن تلعب دورا مهما في وقف سياسة / فريضة الجهاد  المدمرة للشباب العربي / أذا وجهت لغايات سياسية ، والمؤدية لثقافة القتل ، لأن السعودية صاحبة اليد الطولى بها ، لما لها من دور رئيسي في وقف تصدير سياسة الخطاب الأسلامي المتطرف ، عربيا وعالميا ، لأنها الأهم أسلاميا ، وأكثر التشدد يصدر من علمائها الوهابيين ، الذي فتاويهم الجهادية تشغل العالم ،.. وكما هو معلوم يوجد تمويل سعودي موجه لبناء الجوامع والمؤوسسات الدينية والمراكز الأسلامية عالميا ، ومن المؤكد أن يذهب جزءا من هذا التمويل لأغراض دعوية وتبشيرية / نشر الأسلام ، في أوربا و اميركا .. ، ومن الطبيعي الدعاة وشيوخ وعلماء الجوامع والمؤوسسات الدينية في تلك البلدان يمولون بالقسم الباقي من الأموال الجماعات الجهادية في سوريا والعراق وباقي العالم وأينما كان هناك طلب أو حاجة للجهاد / على أساس أن الجهاد فريضة ، بعلم أو بغير علم السعودية ! ( وأعترف الأمير السعودي الوليد بن طلال / في مقابلته التلفزيونية مع CNN في يوم 20.10.2014 بان المملكة اوقفت مساعداتها  لهذه للمنظمات المتشددة  .. وهو دليل على أن المملكة كانت تمولهم سابقا ) ، سوف لا نقل في هذا المقام سوى أن ماذهب من ضحايا  كان من جراء سياسات وخيمة للمملكة على أبناء الأمة ، فيجب حجب تأثير الخطاب المتشدد على البقية الباقية من الشباب الذي قد يخدع بموعد مع ” حور العين ” عند تفجير أنفسهم  بقتل الأبرياء ، وبالرغم من أن مشاركات الشباب السعودي هي الأكبر في الكثير من المنظمات الجهادية / الذي هو شأنهم مع حكومتهم وشيوخهم ، ولكن ما ذنب من سيخدع بهكذا فتاوى مستقبلا من شباب الدول العربية أو من الأجيال اللاحقة في العالم كله .. ، ومن سيتحمل الدم المهدور عبثا من أبناء هذه الأمة التي تخرج من مستنقع و تسقط في هاوية  !!

 المملكة والدور المطلوب :

المملكة العربية السعودية  و على لسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، بينت أنها ضد الأرهاب ، وشاركت ماليا في الحملة الموجهة ضد جذوره وأصوله وتغافلت الأتي :

1.    محاربة الأرهاب هي تربية وسلوك وتوجيه للنشء يبدأ من التعليم / أبتداءا من الروضة وحتى الدراسات الجامعية .

2.     المناهج  الدينية و التعليمية يجب أن تحدث وتعدل بما  يتناسب ومحاربة الأرهاب ، وألا نحن نحاربه من جهة ، و من جهة أخرى  ندعوا أليه .

3.    الخطاب الديني ومسؤولية رجال الدين في الحث على الجهاد ، فكيف للمملكة أن تحث على محاربة ومكافحة الأرهاب وخطابها الديني يحث عليه عن طريق طاقمها الديني  المتطرف.

4.    الجهاديون جلهم من السعودية منذ العرب الأفغان / في سبعينيات القرن الماضي ، مرورا بطاقم عملية 11 سيبتمبر 2001 وصولا للأن ، كالقاعدة والنصرة وداعش وكتيبة صقور العز و الكتيبة الخضراء … ، هذا دليل على أن السعودية هي النواة الرئيسية للمنظمات الجهادية ، فالعلاج يبدأ من المملكة السعودية . 

5.    الميديا ، التلفزة والراديو والصحف والمنشورات .. في المملكة العربية السعودية / هي الأهم ، فالكلمة ممكن ان يكون تأثيرها أكثر من المال والسلاح .. ، فيجب توجيه الميديا بما يتناسب ومحاربة الارهاب .

         خاتمة :

1 * يقال أن رجال الدين / الوهابي المذهب ، في السعودية ، هم الدولة وقوام عصبها الرئيسي ، لأن الدولة تستمد قوة البقاء منهم ، منذ التأسيس ولحد الأن ، (( حيث تبدأ قصة تأسيس المملكة ، بقيام الدولة السعودية الأولى  من خلال تعاون أمير الدرعية ، شمال غرب الرياض ، محمد بن سعود بن مقرن بن مانع ال سعود ، مؤسس الأسرة السعودية وإليه تنسب ، في أوائل القرن الثاني عشر الهجري مع إخوانه على بسط نفوذهم في هذه المنطقه ، وفي ذلك الوقت ظهرت الدعوة السلفية ، داعية للتوحيد الخالص والتخلص مما يرى بأنه من الشركيات والبدع . وهو الوقت الذى رآه الأمير محمد بن سعود مناسبا لإبرام اتفاق الدرعية بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب خلال لقائهما سنة 1157 هـ ، وهو ما يمثل بداية تحول كامل في حياة نجد ، وإعدادها لمستقبل جديد.  وكانت باكورة نتاج لقاء محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب أن الأخير دعا القضاء والعلماء لمناصرة محمد بن سعود في معاركه في مقابل مساعدة مقاتلي محمد بن سعود لمحمد بن عبد الوهاب في نشر الدعوة الإصلاحية. ))  نقل بتصرف من مقال (  نهى محمود / محرر ياهو مكتوب – الجمعة، 21 سبتمبر 2012  )

2* كانت النقطة الأولى لمعرفة دور محمد بن عبد الوهاب بالدولة السعودية ، علما أن التأريخ الزمني للدولة السعودية مر  بالمراحل  التالية :

–        الدولة السعودية الأولى  1744 – 1818 م .

–        الدولة السعودية الثانية  1824 – 1891 م .

–        أمارة رشيد  …….        1834 – 1921 م .

–        الدولة السعودية الثالثة – منذ 1902 / الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود .

    ( نقل بتصرف من الويكيبيديا  ) .

3* كل الذي ذكر هو من التأريخ / النقطتين 1 و 2 أنفا ، نعم أن الدولة  تأسست ، ولكن الأن هي مرحلة وجود أو تخلل كارثي للدولة السعودية / وسيؤثر بشكل أو بأخر على العرب والعالم ، في حالة أستمرار الخطاب الديني المتشدد الموجه من السعودية ، وهو يعادل كل الذي مرت به السعودية منذ كانوا عام 1744 بدوا . والأن أصبح البدو دولة ، ولا يضيف لها  / أي الدولة ، الخطاب الديني المتطرف الوهابي  الذي كان زمان محمد بن سعود بن مقرن بن مانع ال سعود / مؤسس الأسرة السعودية  ، مع محمد بن عبد الوهاب ، أي أضافة  ، لأختلاف الزمن و الظروف و المجتمع و المؤثرات و المصالح ، كان سابقا مجتمع بداوة و الأن أصبح مجتمع متحضر / يستقر بالمدن ، أما الذي يتفاعل الأن مع الخطاب الديني الوهابي السابق فهم قلة في المجتمع والدولة و يساندهم ثلة من رجال الدين .

4* من كل ماسبق أرى أن العائلة السعودية التي تحكم المملكة ، أن تنظر الى مستقبل المملكة وتقدمها وأستقرارها وأمنها أذا أرادت ان تستمر و أن تتطور كدولة / هذا من جهة ، وأن لا تنظر للخطاب الديني / المتزمت السائد لأكثر من قرنين من الزمن ، الموجه من قبل ثلة من الشيوخ والدعاة والمدعوم من قبل بعض رجال الحكم ، هذا من جهة أخرى .

” ومن المعلوم سياسيا أن الحكومات الرشيدة هي التي تخلق رجال وقادة عصرها أما طاقم الشيوخ  و الدعاة فأنهم رجال خطابات  ” !!        

تنويه :

للأمانة العلمية ، وقبل أرسال مقالي للنشر ، طالعتنا الأخبار  بأحتجاز الداعية السعودي / الدكتور محمد العريفي ، (1970 – 0 ) م المنسوب له فتوى جهاد النكاح ، لأنتقاده بعض الفعاليات الحكومية ، وكانت أخبار أخرى قبل أسابيع قد أفادت بأقالة الداعية السعودي/ الدكتور طارق السويدان ( 1953 – 0 ) م من قناة الرسالة التي يملكها الأمير السعودي الوليد بن طلال ، وهذا يدل على أن حكومة المملكة العربية السعودية بدأت باجراأت ضد الشيوخ و الدعاة أصحاب الخطاب الديني المتزمت .