التشّــيّـــــع منذ ولادته مدّعّماً بقول النبي – ياعلي انت وشيعتك الفائزون – كان مشروع رفض الظلم الذي وقع على امام الحق والشرعية علي بن ابي طالب في سقيفة بني ساعدة .. وما نتج عن ذلك الظلم من اقصاء وقمع لآل بيت النبي (ص) بعهد الخلفاء الراشدين الثلاث والخروج بعد ذلك لقتال الامام علي ( الخليفة ) في حرب الجمل بقيادة زوج النبي عائشة والزبير وطلحة ومن ثم حرب صفّين بقيادة ابن هند معاوية وانتهاءاً باستشهاد الامام بيد ابن ملجم الخارجي المرادي .. واستمر مسلسل الظلم والجور على آل علي في عهد بني امية – الذين توّجّوه بارتكابهم اكبر مجزرة واعتداء سافر على ذرية النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه في واقعة كربلاء سنة احدى وستين للهجرة – واستشهد فيها سِبْط النبي وريحانته وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين وأخيه العباس وما تبقى من ال بيت النبي ..
واستمر الظلم وبقسوة اشد في عهد بني العباس ودولتهم الفاجرة والى دولة بني عثمان الطائفية المُعلنة .. فـــــدمُ العلوي المزاج مباح ومن يواليّهم ويحبُهم مواطن درجة ثانية او مهدور الدم ومتهم بعدائه للصحابة وزوجتي النبي عائشة وحفصة – وان كان ذاك الشيعي في الولادة والرافضي عند المذهب المخالف ليس متدّيــــناً او حتى كافراً – هذا العداء التاريخي للرافضة الأوائل والحاليين والغير مُبــــّررّ لهذه الأجيال الحالية سوى بالولاء للشيخين ابي بكر وعمر اللذين اغتصبا حق علي امام الرافضة
– والتبرير لهما هذه الظلامة بحق علي – وهو كما مذهب الرفض مكتسب ومتوارث أسّريا ومن غير فحص وتدقيق لاختيار المذهب الاصلح لفهم مقاصد اسلام محمد .
هذه الإطلالة التاريخية التي لابد منها لطرح فكرة المقال الاساسية والتي باتت مسألــــة حياة ووجود لشيعة علي بكل العالم .. فالشيعي كافر ومجوسي ومن يشك بكفره كافر حسب فتوى الخماهو الوهابية ابن باز , والكافر عندهم تعني انــــــــــــه مستبّاح الدم والمال والعِرض , ونفس الشيء عند الأزهري وعند قوارض القرضاوي والاخوانچية الأتراك والعرب وما أكثرهم .. ويبدوا المشهد للمتأمّل ان غالبية العرب يستهدفون الشيعة ولم ينجوا احد منهم الا بفرض وجوده بالقوة وهيبتها .. ولكم في شيعة العراق الأكثرية وكيف أذاقهم صدام ومن سبقه من الحكام السنة الويل , ومجازر القاعدة وداعش بحقهم في عهد حكمهم .. ومجازر الوهابية الخليجية مع الشيعة في اليمن .. وشيعة البحرين وهم اكثرية وكيف يعاملون من ال خليفة والشيعة في مصر وفي دول الخليج كافة .. فالداعشي والقاعدي رعاع وكلاب مسعورة تستبيح الدم الشيعي وبدعم الأنظمة والمشايخ والامراء وتركيا الاخوانچية ..
وهذه الايام اصبح شيعة ال البيت في خطر عظيم بتحالف أنظمة الخليج -عدا دولة عمان – مع الكيان الصهيوني علنا وبتوّسُّع بحيث اضحى الشيعة العدو العربي الوحيد لإسرائيل – بالرغم من ان فلسطين سنية قرضاوية وهابية – والسؤال الذي يجب التمعُّن فيه هل من مصلحة الشيعة التهادن مع اسرائيل والتحالف السلمي معها كما اليابان والتي هي اقل غدراَ وعداءاً لهم من القذارتين الوهابية والاخوانچية ؟ .. فاسرائيل عدو واحد معلن اقل عداءاً من مجموعة همجية من الاعراب الأعداء المنافقين بولائهم للعروبة والإسلام .. وخصوصا ان الغرب الغير مسلم وإسرائيل قد وعوا وبيقين ان المسلم الشيعي ليس ارهابياً وان الارهاب العالمي بشقيه القاعدي والداعشي هو وهابي الولادة والفكر وأنهم تيقنوا ان حليفهم السعودي هو مفقص الشر والارهاب في مدنهم ! واخيرا ان التطمين لإسرائيل هي الضمان الوحيد لتفادي تقسيم العراق (الشيعي) المقلق لاسراىئيل ! وان هؤلاء البدوان – الهمج – هم الذين ألجؤونا لهذا الخيار الذي لم يفكر فيه شيعي عروبي سابقاً .. وهو الخياربين السيء والاكثر سوءاً !