لا يستطيع احد مهما كان منصبه ومهما كان توجهه ومهما كان مستواه الثقافي والعلمي ان يخرج من كونه انسان عرضة للتقلبات والاهواء يتأثر بكل شيء صغر ام كبر ذلك الشيء وانه (اي الانسان) علة الكون وان عليه الا يتناسى انه اكرم المخلوقات وان الله سبحانه وتعالى خلقه ليكون خليفته في الارض وسيدا لكل المخلوقات دونه وعليه ان يبتعد عن كل ما يجعله دون ذلك ومع هذه الميزة التي حباه الله بها نلاحظ ان كثيرا من الناس لايريدون ان يكونوا مصداقا لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني ادم) ويحرصون كل الحرص على ان يكونوا مصداقا لقوله (إن هم الا كالإنعام بل هم اضل سبيلا) وهذه تكاد تكون قاعدة عامة لايستثنى منها احد الا ماعصم الله والغريب والمحزن ان هناك أناس او طائفة من بني البشر اكرمها الله ببعض المميزات واعطاها بعض الكرامات بحيث اصبحوا يوالون من اراد الله ويحبون من اراد الله ان يحبونه وهم ما اصطلح على تسميتهم بالشيعة وهم الذين يعتقدون بعقيدة يوما بعد يوم يتم اثبات انها الحق وانها تمثل الاسلام الاصيل الذي جاء بها به خاتم الانبياء والمرسلين (ص) ومع ذلك نلاحظ ان قسما كبيرا من الشيعة يريد ان ينسلخ من هذا الرداء الذي البسه الله اياه فينعق مع كل ناعق وتجرفه الاهواء من كل جانب ومكان ولعل اكثر مايعانيه الفرد الشيعي في زماننا هذا هو مايمكن تسميته (بعقدة الصنمية) وهي ببساطة ان يقوم الفرد الشيعي باتخاذ جهة معينة او شخص معين ويقوم بإنزاله منازل ليست له بل وفي بعض الاحيان قد لايستحقها فمثلا لوسألت شخصا معينا يعتقد بأحقية شخصية دينية في المجتمع وقلت له هل ان الشخص الفلاني الذي تعتقد بأحقيته معصوم فيقول لك (استغفر الله) – لا – وعندما تقول له هل يخطأ فيقول لك (لا)فهو مسدد وهو سر من اسرار الله في وقتنا الحاضر وعندها تقع انت في حيرة من امرك من هذا التناقض الغريب العجيب بل الاكثر من ذلك تجد ان قسما يذهب في طاعته لهذه الشخصيةالى حدود تتجاوز طاعته للمعصوم مع شديد الاسف على الرغم من ان المعصوم مفترض الطاعةولو دققنا في مايعيشه الشيعة في بلدنا المظلوم لوجدناهم ينقسمون في عقدة الصنمية الى عدة اقسام وهي :
1. قسم يعتقد بان الشخصية التي يقر لها بالطاعة هي اعلم الخلق ولايستطيع احد ان يصل الى اعلميتها(طبعا هي خلاف ذلك) ولولاها لساخت الارض باهلها ولأصبحنا نحن الشيعة في خبر كان .
2. قسم يعتقد ان شخصيته مسددة من السماء وانها باب الله الذي منه يؤتى وبدون هذا الشخص فنحن (مانسوة زبانة) .
3. قسم يعتقد بان شخصيته التي يعتقد بها لها الاوحدية في الكون والكل ماعداها فهو في ضلال وقد يكون في جهنم وبئس المصير .
4. قسم يقوم بأداء كل العبادات والمعاملات التي سمع بها في فقه الشيعة وهو ملتزم بها جدا الا انه يعتقد انها لن تقبل منه اذا لم يوالي فلانا من الانسان وكأن طاعته قبل طاعة الله .
5. قسم يغمض عينيه عن كثير من الاخطاء التي تقوم بها شخصيته (هذا اذا سلمنا انه يقوم برؤيتها) ولا ينظر الا لمحاسن تلك الشخصية .
6. قسم من الناس (يعبد) شخصيته على نظرية اللات والعزى وهبل في زمن قريش فكثير من اهل مكة او الجزيرة لم ير هبل او اللات ولكنه سمع بهما وقيل له انها هي الرب وهي الاعلم .
7. قسم لايرضى ان يعبد الله من حيث يريد الله بل انه يريد ان يعبد الها عن طريق فلان لان في طاعته مرضات لنفسه الامارة بالسوء .
8. قسم لايستطيع ان يتجاوز ان ابائه كانوا مطيعين للشخص الفلاني لذلك فهو لايجرؤ ان يحكم عقله في تلك الشخصية انما هم على دين اباءهم .
9. قسم من الناس لايريد ان يتعب نفسه في ان يجد ويجد في عبادة ربه لذلك وانطلاقا ( من ذبهه براس عالم واطلع منها سالم ) يحاول الالتفاف حول شخصية معينة ويقدم لها الطاعة والولاء .
كل هذه الاقسام ولعله قد يوجد غيرها تريد ان تعيد الى الوجود الاصنام التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وتريد ان تتخذها ارباب من دون الله وتريد ان تلغي فكرة ان المعصومين اربعة عشرة وان لاطاعة لمخلوق في سخط الخالق وان عبادة الاصنام وقد ولت الى غير رجعة واننا شيعة نحمل لواء لا اله الا الله وننتظر امامنا الامام المهدي ليملاها قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا وان هذه الصنمية الحديثة لاتليق بنا ونحن اصحاب عقيدة راسخة ومجد شامخ تم تشييدهبأنهار من الدماء الطاهرة لذلك فانا اعتقد ان هذا الموضوع يستحق من الاهمية ان نقف عنده ونفكر قليلا ونرى الى اين سائرون نحن والى اي جهة نتجه قبل فوات الاوان .