لقد استطاعت مدرسة اهل البيت عليهم السلام ان تثبت انها المدرسة الحقة التي يمكن لها ان ترفع لواء الاسلام وعلى مر العصور وذلك بسبب نقاط القوة التي تمتع بها هذه المدرسة والتي من اهمها قيادة هذه المدرسة والتي تتمثل بالأئمة المعصومين عليهم السلام هؤلاء الأئمة الذين لا يمكن في اي حال من الاحوال ان ينافسهم احد في العلم والتقوى والايمان وغيرها من الصفات التي يعجز العقل البشري عن ايجادها في غيرهم ومع ذلك فان وجود نقاط القوة هذه لا يمنع من وجود نقاط سلبية في هذه المدرسة تزداد كثرة وقوة من زمان الى اخر ومن اهم وابرز واوضح النقاط السلبية عند اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) وهو ما استطيع تسميته بظاهرة “التأليه” وهي تعني ببساطة النظر الى الشخصية المتصدية والتي يعتقد المكلف بأحقيتها واعلميتها وقدرتها على ادارة الامور بانها فوق الوصف وانها خارقة في كل شيء وفي بعض الاحيان تتجاوز في صفاتها حتى المعصومين عليهم السلام وان لم يتم التصريح بذلك واما الاسباب التي تدفع الى ذلك فهي كثيرة منها عامة ومنها خاصة بالفرد نفسه ولكن اهمها شحة الوسط الشيعي من العلماء الذين يستحقون ان يكونوا خلفاء للائمة المعصومين عليهم السلام ولذلك فعندما تبرز شخصية معينة ويتم مقارنتها مع ما موجود من الشخصيات لا تجد ان هناك مجالا للمقارنة في كل شيء فتتكون عند الفرد ومن حيث لا يشعر هذه الظاهرة ويحصل الاسراف فيها وفي بعض الاحيان يحصل الغلو والتجاوز على قدرة الله وصفات اوليائه المعصومين (ع) فمثلا ان الفرد لا يكتفي بان الشخصية التي يعتقد بها ان افضل الموجودين بل يحاول ان ينقل هذه الافضلية حتى السلف الصالح فتراه يقول ان فلاناً اعلم من الطوسي واورع واتقى من المفيد وادق من الصدوق وهكذا بل اني سمعت احد الشخصيات يقول انني اعتقد ان فلانا اعلم من في الارض جميعا وهكذا تستمر هذه الظاهرة وانا حسب اعتقادي ان الشخصيات التي توصف بهذه الصفات هي مرتاحة لذلك بل في بعض الاحيان
تحاول التوجيه له ولو بطريق غير مباشر ويتشكل لوبي يعمل على الترويج والتسويق لهذه الافكار حتى يصل الفرد الى مرحلة لا يمكنه الرجوع بعدها ويؤدي به الى الانحراف وعليه فهذه دعوة الى التعقل واتباع الاسس الصحيحة في المولاة والنظر الى عدة جوانب والابتعاد عن النظر بعين واحدة ولتكن النقطة الاساسية والمحورية في ذلك هي ان الكل دون المعصومين وان الكل يخطئون وان الكل تتحكم بهم النفس الامارة بالسوء وان الكل محدودي التفكير وان الكل لا يملكون لا نفسهم وضرار ولا نفعا .