العالم يعرف مايجري في بورما، وما يتعرض له أبناء قومية ” الروهنكا”، من مذابح علنية، وبشعة، على أيدي الشعب البورمي، تحت مسمع ومرأى من حكومة بورما العسكرية.
مسلمي اﻻيغور، الذين يسكنون في الصين، مقاطعة شنجيانج الغربية”، ها هم اليوم يمنعون من الصيام، بقرار حكومي، خوفاً من أزدياد التطرف في الصين.
فضائع مايرتكب في هاتين الدولتين، جعلت من اﻻنسانية، كلمة ﻻ تغدو بأنها كلمة موجودة، عند افﻻطون في مدينته الفاضلة.
أن مسلمي الروهنكا واﻻيغور، هم من السنة، وليسوا من الشيعة، واننا نعلم أن الحركات السلفية، والوهابية، تدعي أن محاربتها للشيعة، جاءت أنتقاماً لما قاموا به ضد أهل السنة، المظلومين، وهي أدعاءات كلنا نعلم أنها كذبة، ولا أساس لها من الصحة، والحقيقة هي العكس تماماً.
الدور الذي يلعبه الاعلام العربي، في تذكية الصراع الدائر حول حماية أهل السنة، ﻻ يمكن الحديث عنه خارج نطاق المنطقة العربية، وﻻ يمكن عده صراعاً، اذا خرج من هذه الدائرة، بل ﻻ يحق لها التدخل في سيادة بورما والصين.
اﻻن، مايجري في هاتين الدولتين، ليست قصص، او أكاذيب، أخترعها العقل السلفي الوهابي، وأعﻻمه الذي أصبح مكشوفاً للجميع، بل أنهم يقتلون، ويحرقون، ويقطعون، حتى وصل اﻻمر برجال الدين البوذي، أن يجوزوا ﻻتباعهم، طبخ وأكل مسلمي الروهنكا.
الجرائم التي ترتكب بحق الشيعة، من قبل تنظيمات التطرف والتكفير، تذكرنا بالجرائم التي ترتكب بحق مسلمي الروهنكا واﻻيغور “السنة”، ولكنها تطرح في نفس الوقت، كثير من التسأﻻت؟
أولها، صمت خليفة الامبراطورية العثمانية، التي وضعت نفسها حامية للمذهب السني، عن الجرائم المرتكبة في كل من بورما والصين!
ثانيها، صمت المفتي السعودي، عن ضرورة حماية أهل السنة، مثلما يفتي بجواز قتال الشيعة، في كل من سوريا والعراق !
ثالثهما، لم ﻻ يتوجه أرهابيي الحركات السلفية، والوهابية، الى كل من بورما والصين، مثلما يتجمعون من كل بقاع العالم، ﻻنشاء دولتهم المنشودة في سوريا والعراق.
أسئلة مشروعة، تكاد ﻻ تتخلى عن شغل تفكيرنا في يوم من اﻻيام، ومن حقنا أن نبين للعالم، بأن الذي يجري في المنطقة، هو صراع أرادات ومصالح، مصبوغ بصبغة طائفية ومذهبية.