20 مايو، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

الشيعة والسنة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل تعلمون خطورة أن يتحدث اطفال بعمر الورد وهم ذاهبون إلى المدرسة عن الشيعة والسنة ، ويسأل أحدهم آلاخر :هل انت شيعي أم سني؟، وهل تعلمون مدى خطورة أن تُعطل زيجات بين عشُاق بسبب اختلاف احدهم عن الاخر مذهبيا؟ ، وهل تعلمون مدى قباحة ان تُقاس الكفاءات في مؤسسات الدولة على مدى الولاء المذهبي ؟.

لاناتي بجديد إن قلنا هناك مشروعا لتفكيك المجتمع على اسس مذهبية تنفذه مجاميع ودول وكتل سياسية بوضح النهار وتحت نور الشمس وهي تعتاش على هذا المشروع منذ سنوات طويلة ،لكن لو استمر التفكير الطائفي بهذا الهيجان قد ياتي يوم تتحول فيه مناطق سكنية إلى شيعية مئة بالمئة وكذلك تتحول مناطق آخرى إلى سنية مئة بالمئة وقد يصل الامر لاسمح الله إلى مدارس للسنة واخرى للشيعة ومستشفيات للسنة واخرى للشيعة وجامعات للسنة واخرى للشيعة وهلم جرا .

اختلف السواد الاعظم من الكتل السياسية في كل شيء الا إنه اجتمع على مبدأ مشترك وهو تأجيج التفكير الطائفي بغية الانقسام على الارض لتسييد الطوائف على المواطنة والدولة وساهمت الاعمال الارهابية التي تنفذ هي الاخرى بنفس طائفي واضح وصريح بذلك عبر استهداف مناطق يسكنها غالبية شيعية ليصورا لذوي الضحايا بان من نفذها هم من مناطق اخرى من غالبية سنية .

كما ساعد غياب الفكر المدني المتحرر من قيود الميول والانتماءات العنصرية الذي يقدم المواطنة على كل الانتماءات الاخرى ومواطنين وقعوا في شباك الفكر الطائفي على انضاج هذا المشروع .

لم استغرب ابدا من خبر تهديد قبيلة السعدون المعروفة في ذي قار من قبل ثلة ضالة لاتفقه بالدين ولا بالمعروف ولم استغرب من تصرف تنظيم القاعدة الارهابي الارعن عندما قتل ثلاثة شباب لمجرد إنهم ينتمون للمذهب الشيعي في الانبار كذلك فرقت بان هاذين الحدثين لايمثلان سكان المحافظتين الأصلاء .

مالايقبل الشك أو التأويل أن هناك اطرافا مخفية غير ملموسة تريد أن تحول العراق إلى ثلاث دويلات ضعيفة وتعمل جاهدة على تأجيج القتال الطائفي عندما تمول مجاميع مريضة لاستهداف الاسواق والمحال التجارية ومجالس العزاء والمدارس وكل مرافق الحياة ، محاولة لايستهان بها لاجتثاث معالم الحياة من العراقيين جميعا .

ثمة ضوء وحيد في هذا الافق وهو تغليب لغة الحوار والمكاشفة والمصارحة والمصالحة من قبل المجتمع ذاته بكل اصنافه ومسمياته ، وعدم منح مهمة تنفيذ هذا التحرك لكتل سياسية عرفت بمحاولاتها لتأجيج العنف الطائفي .
أمل ان ياتي العام المقبل وان تبرز للساحة كتل سياسية وطنية فعلا عبر صناديق الاقتراع وإعادة تحديث الفكر السياسي في المجتمع والابتعاد عن الانزواء الطائفي ، تنتج عنها حكومة ليست معاقة ومترهلة تنجز مشاريع حيوية ، لابناء اطول سارية علم وزرائها للعراق لا لكتلهم السياسية !.

نترقب أن ياتي التلاميذ في العام الدراسي المقبل وهم يتعرفون على بعضهم البعض من دون أن يتحدثوا عن طائفة احدهم الاخر…ماتزال المفاتيح بيد المجتمع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب