22 أبريل، 2024 5:22 ص
Search
Close this search box.

الشيعة والسنة … والولاء للوطــن

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق أمام مفترق طرق طائفي
نحن نمـر باصعب مرحلة في تأريخ العراق المعاصر، بعد 2003، فما جرت من صراعات داخلية بين احزاب وتنظيمات عراقية واجنبية افضت الى تدمير البنية التحتية للعراق واحتراب وتهجير طائفي وتمزيق النسيج الاجتماعي لكن لم يصل المشروع الى النهاية المظفرة التي خُطط لها.. لذا استبق المشرعون الأجانب قراراً يفضي الى تقسيم العراق في وقت لم يفكر العراقيون بذلك رغم كل ما جرى . ولــم يجـدوا اسهل مـن الخلافـات بين الطـائفتين المسلمتين – الشيعية والسنية – وسيلة لتنفيذ قرارهم سيء الصيت وهذه سابقة لم تحدث من قبل ، إذ وضع مستقبل العراق أمام مفترق طرق خطير جداً ، إما أن نعيش اخوة في الدين وشركاء في الوطن ونسعى لبناء عراق موحد قوي يلبي حقوق المسلمين وكل الطوائف العراقية ، او نفترق الى عراق طائفي مجزء ضعيف تنهشه الذئاب التي تحوم حوله من كل الجهات.

السؤال الذي يثار هو : أيحق للسياسي ان يجر – الطائفة – الى تقسيم الوطن سيما وان أغلبية الأحزاب الطائفية ولائها لدول الجوار!!! وهذا يتعارض مع اهداف ديننا الاسلامي الحنيف الذي سعى ويسعى الى وحدة الامة . ولو صح ذلك فلماذا لا تقسم دول الجوار تلك التي تعيش بها طوائف مختلفة ؟ أم أن هذا القرار يسري علينا ولا يسري عليهم ؟ ترى ما السبب في ذلك؟؟

وكما هو معروف في الفقهة الديني ان المسلم مهما كان مذهبه فانه ملزم بتنفيذ اركان الأسلام الخمسة ( الشهادتان ،الصوم، الصلاة، الحج والزكاة) وطقوس العبادة الالزامية هي علاقة ايمانية بينه وبين خالقه – سبحانه وتعالى – في نهاية الآمر فأن العقاب أو الثواب يقرره الله وحده، عز وجل، ولا دخل لباقي العباد في ذلك اي بمعنى أدق ان الثواب له والعقاب عليه كما ورد في الاية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر اخرى ).

اما الوطـن ؛ فهو مُلك الجميع يشترك فيه كل العراقيين بغض النظر، عن الدين او القومية كالمسلمين، بكل مذاهبهم، والمسيحيين، بكل تلاوينهم، والشبك والايزيدية والمندائيين وغيرهم. وعليه فأن العلاقة بين المواطن والوطن علاقة – حقوقية، وطنية وجمعية وهي ليست مُلك السياسي وحده أنما هي علاقة عامة تمثل حقوق الشعب العراقي برمته بمعنى اوضح ان المواطن ( السياسي وغير السياسي) هو جزء من الوطن ، وليس العكس، اي انه ليس مالك وحيد له ولا يحق له التصرف بممتلكاته وارضه، بل على العكس تماما، أنه هو وغيره اينما كان موقعه السياسي او انتمائه الطائفي ملزم بان يحافظ عليه ويصون وحدته ومثل قرار التقسيم الخطير هذا يجب ان يكون ضمن استفتاء شعبي شامل، وليس تصويت برلماني او اصفاف حزبي ، غير ذلك سيكون مردوده سلبا يدفع ثمنه الشعب العراقي بأكمله .

وهناك سؤال موضوعي ما ذنب باقي الاقليات من التقسيم ؟

ويمكنني القول ؛ أن المواطن الذي لا ولاء لوطنه لا خير فيه .. ويصبح خارج الارادة الوطنية وينظر له ابناء بلده بإزدراء واحتقار ويتهم بالعمالة او الخيانه وقد تصل عقوبته الى الاعدام في حالة ثبوت الفعل، وفق القانون العراقي، ومعمول به في بعض من بلدان اسيا وافريقيا وجزء من الولايات الامريكية.

كما اسلفت ان علاقة المواطن بربـه هـي علاقة ايمانية لا يحق لـه ان يجيرها على الوطـن . فالمسلم الشيعي له الحق ان يعتز بانتمائة لمذهب جعفر الصادق ( ع ) ، والمسلم السني له الحرية ان يتمسك بأي مذهب من مذاهب اهل السنه شرط ان لا يتعارض ذلك مع الانتماء للوطن وان لا يؤثر على ولائـه ، والاهم من هذا وذاك ، أن لا يحرفـه هذا الانتماء الطائفي عن وطنيته ويمضي الى ضالة العماله، بحجة حماية الطائفة، ويصبح ذليلاً لهذه الدولة او تلك . لابد من التذكير ان نفع ذلك ان من يبيع وطنه يبقى رخيصا في نظر تلك الدول ايضا ويُعامل باحتقار وازدراء ذلك انه ببساطة شديدة لا يمتلك قيم ومسوخ الوطنية ، وخاصة وان تلك الدول تعتز بوطنيتها وبالتالي ينطبق عليه المثل القائل ( الي ما بيه خير لأهله ما بيه خير للناس ) . ان من يرخص نفسه لمستنفع الخيانة يستحيل عليه ان يُخلص لغيره وكتحصيل حاصل أنه سيخسر وطنه ويخسر نفسه ويخسر من جنده ويلاحقه العار هو وعائلته ويعيش مهانا ويموت ذليلا.

مناشدة لكـل العراقيين الغيـارى على وحـدة العراق !

أناشدكم كعراقي حريص أن بلدنا في خطر حقيقي ومن هنا يتوجب علينا ان نتكاتف ونتماسك وان ننسى خلافاتنا مهما كانت دينية ، قومية ، سياسية لئلا يتمكن هؤلاء من تفريقنا – لا سامح الله – ، وغير ذلك ستنحرون جميعاً كالخراف المنذورة لتقسيم العراق كما نُحر الذين من قبلكم وعندها لا ينفع الندم ولا التبريرات.

اقـول لكـم يا اصحاب القـرار!

كفاكم تناحرات ومهاترات وتصريحات لم نجنِ منها سوى المأسي والويلات ، أن بلدنا وضع على سكة التقسيم وتحركت العربات باتجاه مفترق الطرق بدفع خارجي وداخلي ..فعليكم ان تتحملـوا مسؤولياتكـم الوطنية قبل فوات الآوان ، تلك التـي اقسمتم بهـا عشية استـلام مناصبكـم ” بأنكم ستحافظون على وحدة العراق” لقـد حـان موعـد تنفيذ ذلك القسم ايها المؤمنون الوطنيون .. هبوا وقفوا جميعا وقفة العراقيين النشامى لتوقفوا مسيرة تلك العربات الماضية الى نفق مظلم ولو بقيتم في مساجلاتكم لن يغفر لكم الشعب العراقي هذه المساومات غير الوطنية مهما كانت المبررات وستتحملون وزر النتائج المدمرة التي تنجم عن التقسيم . فأن استمريتم بخلافاتكم واصراركم ستقدمون العراق كعكعة جاهزة الى الدخلاء ولـن يقسموها إنما ستحملون بايديكم السكاكين لتقسموا العراق الى دويلات وتقتطعون وطنيتكم وهنا لابد أن احذركم من غضب الشعب العراقي.

ولكم ياصانعي القرار ان تعلموا جميعا اننا كشعب عراقي عشنا فسيفساء متعددة الأطياف ، وسنبقى نعيش تحت خيمة العراق شعب واحد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب