7 أبريل، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

الشيعة والحكم !!!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ عقود نشر طيب الذكر الراحل المرحوم ( محمد جواد مغنية ) مؤلفا بعنوان ( الشيعة والحاكمون ) مؤكدا فيه على عدم استلام الشيعة مقاليد حكم منذ خلافة الامام علي بن ابي طالب عدا بعض دويلات منها دولة التغالبة في حلب وتطرق الى مظلوميتهم وقساوة الحاكمين وتطرفهم في محاربتهم وكم تاقت نفسي وقت القراءة لهذا المطبوع ان ارى الشيعة (حاكمون ) لاعرف كيف استفادوا من تجارب غيرهم وكيف يمنعون وقوع الظلم على من سيحكمونهم بعد ان ذاقوا ظلم حكامهم ثم طويت عن ذلك كشحا واعتبرته في حكم الخيال البعيد وابقنت بداخلي ان الشيعة لم ولن تتيح لهم الازمنة حكما حتى قيام الساعة او ظهور المهدي المنتظر لينصفهم على الاقل ان لم يجعلهم حكاما لكن المقادير وجورج بوش الابن غيرا الحظوظ وسبقا المهدي في اتاحة الفرصة للشيعة بأن يصبحوا حاكمين في بداية الالفية الثالثة ومن جميل المصادفات ان حكمهم جاء وريثا لطاغية يكاد يكون بينه وبين فرعون موسى اكثر من سبب ووشيجة حكم ورغم بعدي وقتها عن مكان حكمهم ودولتهم فرحت بشكل لايوصف لقناعتي بأنهم سيجتنبون كل ظلم ويحاولون تجنيب رعيتهم ما مر عليهم من ظلم حكامهم الذين تعايشوا معهم وخاضوا صدامات كثيرة ضدهم وقررت ان اترك كل شيء والتحق بدولتهم لاكون رعية في دولة عدل منتظر لكن خاب كل امل حتى في ادنى الحدود فالشيعة حاكمين استعاروا من عمر ( درته )
ومن عثمان تقديم عشيرته حتى مع صراخ ابا ذر ومن ( معاوية ) دهائه وتركوا زهد علي ومن الامويين بطشهم ومن السفاح حبه للثأر وسفكه للدم ومن المنصور سجونه السرية وبخله وتقتيره على الرعية ومن الرشيد مجونه ومن المعتصم تسليط الاعاجم ومن المتوكل حقده وقساوته ومن السلطان سليم حبه لقتل معارضيه قرب اضرحة الاولياء ومن العثمانيين بيعهم الولايات والرعية لمن يقدر على الشراء ومن الصفويين حب تدمير المدن واسقاطها ومن الانكليز طريقة (فرق تسد) ودفع الرشا ومن الامريكان الاستهتار والاستقواء بالسطلة والسماح للصوص بالسرقة ومن صدام ورثوا كل شيء عدا قدرته على بعض الاصلاحات واضافوا لها ما ترسب في نفوسهم من عقد خلال المعاناة الطويلة .. ماذا لو كان الراحل محمد جواد مغنية على قيد الحياة اليوم ويرى كيف انقلب الشيعة من محكومين الى حاكمين ؟ وكيف يكتب عن تجربتهم في حكم الاخرين ؟
واذا كان لكل حاكم في الماضي فئة يسعدها واخرى يظلمها فالحاكم الشيعي اليوم عادلا تماما في ظلمه اذ لم يرفع الظلم عن الشيعة التي يفترض انتماؤه لها وانما زاد في ظلمهم على السابقين .. سلبهم كل شيء باسمهم واسكتهم قسرا بأسم المذهب وتمادى اكثر من كل من حكموا في ظلمهم والتفت الى غيرهم فتعامل معهم بالاحن والثارات والاحتراب وحتى التشريد ووصل الامر الى وطن مخرب وشعب محترب ومواطنين يعايشون الخوف والحرمان والعوز وبيت المال منقولا الى دولا بعيدة وبنى تحتية تحولت الى اطلال وضمائر دمرت ومواطنة سحقت وأمن فقده الجميع وفتح الباب لدخول الغرباء لاكمال ما بدئه الحاكم هذا الحاكم الذي ظلم الشيعة قبل غيرهم لن يرعوي ما لم يهب الشيعة قبل غيرهم لايقافه عند حده ووضعه مع صدام في ميزان محاسبة واحد وانتزاع كل شيء استحوذ عليه منذ دخول قوات امريكا عام 2003 وحتى اليوم والعمل بطريقة الامام علي يوم خاطب الامة قائلا: ساسترجع مال المسلمين وان زوجت به الاماء الى اخر كلامه الذي يحفظه اغلب الشيعة وماعداه سيكون وسيبقى الحاكم الشيعي اظلم من فرعون موسى واكثر تهورا من فرعون العراقيين ( القائد الضرورة ) ويبقى الشيعة وغيرهم قطعان يدفع بها الى محارق يفتعلها بعد ان جعل وطنهم مدمر وخزينتهم خاوية وبناهم التحية مخربة وبلدهم مشرذم وتمتع هو وبطانة فاسدة بمقادير البلد .. هل يرعوي الشيعة والعراقيين جميعا ؟ ذلك هو السؤال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب