23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

الشيعة والحكم بعقلية المعارضة

الشيعة والحكم بعقلية المعارضة

مرّة أخرى، على ما يبدو، سيحاول الفاشلون في الحكومة العراقية و الأمريكيون – الذين نخر فيهم المال الخليجي فسادا – أن يعيدوا تشغيل الدستور (المسخ) و إعادة نفس الوجوه القبيحة التي حضّرها و سوّق لها التحالف السني – العربي الكردي – ليعيدوا الحكومة إلى سيرتها الفاشلة الأولى و ليعيدوا مسلسل المفخخات و أعراس الدّم. الأدهى و الأمر هو أن بيشمركة داعش قاموا و لا زالوا بتصفية و قتل الآلاف من الشيعة عموما و السنة المتعاونين مع الدولة العراقية بينما الحكومة العراقية و أولهم المالكي (طنش) متجاهلا الدور المحوري و الأساسي لعائلة بارزاني في إغراق العراق في بحر من الدم.

كان من المفترض أن يقوم العراق كدولة بطرد الإرهابيين باسرع ما يمكن لكن المشكلة هي أن غالبية السياسيين الشيعة في العراق، و أولهم المالكي، لا يزال يتعامل مع الحالة العراقية بعقلية “المعارضة” و كأن صدام لا يزال موجودا في الحكم، مع ملاحظة أن خليفة صدام يقيم بالفعل في مصيف صلاح الدين في كردستان. المواقف اللا مسؤولة للغالبية الشيعية و رضوخها لضغوط الأكراد السنة و العرب السنة و ازدواجيتها في رفض و قبول ما يمليه الأمريكان – بمعنى أنهم يرضخون للمطالب الأمريكية السلبية و لا يتعاونون مع أمريكا حينما يكون التعاون مفيدا – كل ذلك عطّل الديمقراطية، بدلا من أن تكون الكتلة الشيعية قادرة على فرض “أمر واقع” تجاه أؤلئك الضاغطين سلبا على العراق.

إن ما أراقه بارزاني في المنطقة الممتدة من الحدود السورية و حتى طوزخورماتو شرقا لم يكن ماءا أو عصيرا أو حتى “نفطا”! بل كان دما عراقيا بريئا لا ذنب له إلا انتماءه لجهة لا تعجب طاغية إجراميا كالبارزاني. فكل شيعي و سني و كردي يؤمن بالعراق و بحرية الرأي و الانتخاب هو مستهدف من قبل بيشمركة داعش البارزانية. لم يقم الملك السعودي عبد الله بتقليد مسعود البارزاني “ميدالية الملك عبد العزيز” درجة أولى عام 2010[1] اعتباطا. فالبارزاني و منذ 2003 العام الذي أسقط فيه صدام و هو يشكك في جدوى (إقامة دولة ديمقراطية) في العراق.

على الأغلبية الشيعية اتخاذ خطوات و قرارات حازمة و إرسال رسالة واضحة للأقلية السنية بشقيها العروبي و الكرودي بأن: “الديمقراطية لا تعني الاستخفاف بالدولة العراقية و مواطنيها و أن من وقع على الدستور عليه أن لا يخون العراق و يتورط في إراقة الدم العراقي”.

لحدّ الآن، الأكثرية هي الضحية و هي من يتعرض لأبشع أنواع القتل و الاغتصاب و التدمير.

فهل بقيت و لو ذرة غيرة لرؤوساء الكتلة الشيعية؟؟

سؤال نتركه للأسابيع القادمة.