23 ديسمبر، 2024 8:33 م

الشيعة والتفريط في توسيع دائرة العصمة

الشيعة والتفريط في توسيع دائرة العصمة

لا يخفى على أحد ما للمذهب الجعفري من صفات ومميزات جعلته المقدم على كل المذاهب الإسلامية قديما وحديثا وذلك بسبب اعتماده على أسس وقواعد رصينة في مقدمتها ارتكازه على البنية الأساسية للمذهب والمتمثلة بالأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ثم يأتي من بعدها القواعد الأخرى كالعقائد الحقة والأصول التي اعتمد عليها المذهب وغيرها من الثوابت ولعل أهم ما يميز هذا المذهب الشريف مبدأ (العصمة) لائمته (عليهم السلام) والتي يندرج فيها الأنبياء والمرسلين وفي مقدمتهم خاتمهم النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) هذا المبدأ الذي يرفضه الآخرون من المذاهب الأخرى نظريا ويطبقونه عمليا وهذا المبدأ وعلى أهميته باعتباره أصل من الأصول المهمة في المذهب إلا انه أصبح يوما بعد يوم ينحرف عن حقيقته ويفرغ من محتواه  كونه ينطبق على أربعة عشر مصداقا فقط وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومحاولة جره ليكون منطبقا على غيرهم من الناس وهم العلماء ممن بلغ رتبة الاجتهاد  وهذا الأمر وان لم يكن قد صرح به الشيعة علننا إلا أنهم يطبقونه جملة وتفصيلا مع سبق الإصرار والترصد كما يقولون وقد يقول قائل أن هذا غير موجود أو مبالغ فيه ولكن الحقيقة كما قلت لا كما يقول هؤلاء  والأدلة على ذلك كثيرة  ومنها اعتقاد الشيعة عندنا بعدم خطأ المراجع  فلا يوجد احد يمكن أن يتقبل بان نقول أن السيد محسن الحكيم قد اخطأ في الأمر الفلاني وان نقول أن السيد الخوئي قد اخطأ في المسألة الفلانية أو ان السيد الشهيد محمد باقر الصدر قد اخطأ في الفكرة الفلانية أو أن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قد اخطأ في التصور الفلاني وهكذا وإذا ظهر احد وتبنى هكذا تفكير شنت عليه الهجمات ونعت بأشنع النعوت وليت شعري أن الأمر قد توقف على ذلك  فحسب بل انه انسحب على ذرية العلماء وأبنائهم فقد يحكم بالفسق كل من قال أن محمد تقي الخوئي كان مخطئا في القضية الفلانية أو السيد محمد رضا السيستاني قد أخطأ في الموضع الفلاني أوان الشيخ على بشير النجفي قد اخطأ في الكلام الفلاني أوان السيد مقتدى الصدر قد اخطأ في العمل الفلاني وهكذا .. وحقيقة أقولها بصراحة  أني لا اعرف السبب في ذلك وهل أن ذلك من فتن آخر الزمان بحيث ينزل عامة الناس والعلماء منزلة الأئمة المعصومين أم أن الأمر أكثر من ذلك  وانه راجع الى توجيه معين أم أن الناس قد ضعف إيمانهم بعد أن أصبحوا أسيروا الفتن ومغريات الحياة الدنيا والتي قيدتهم بمفاتنها فنسوا ثوابت دينهم ومذهبهم أم أن الأمر مجرد زوبعة سرعان ما تنتهي ويرجع الحق إلى نصابه بحيث ينظر الناس إلى رجال الدين أنهم علماء لهم مالهم وعليهم ما عليهم وأنهم يصيبون ويخطئون وليس هناك معصوما إلا من خصص بتلك المزية ولا يمكن وبأي حال من الأحوال أن تنطبق على غيرهم قديما أو حديثا وانه من الضروري ترسيخ هذه الصفة(العصمة) بأذهان الشيعة بأنها نعمة من الله وهبها لأهل خاصته وليس لها مصداق غيرهم وأما بقية العلماء العاملين فهم يسيرون بركبهم .