18 ديسمبر، 2024 8:45 م

الشيعة لا يجيدون الحكم

الشيعة لا يجيدون الحكم

كثيراً من يعتقد إن “الشيعة” ضعفاء ولا يحسنون إدارة الحكم! لأن من يتابع سياستهم يجدهم يتعاملون مع المكونات الاخرى، تعامل ينم عن الضعف، ويبتعد عن الشدة في ارساء حقوقهم!.مع العلم إنهم الاكثرية، ويمتلكون كل المقومات اللازمة لإدارة الحكم، فهم يمتلكون النسبة الاعلى، في تمثيل مؤسسات الدولة، وهذا يدل على انهم الاقوى، من كل النواحي’ وهذا ما شهدناه في حربهم مع الارهاب، ويستطيعون قلب كل الموازين، كالانفراد “بالسلطة و القرار”، وهناك من يعتقد أحقيتهم بهذا، لأن الظلم الذي وقع عليهم لم يقع على اي مكون آخر، والتضحيات التي قدموها لم يقدمها غيرهم، وبإمكانهم التعامل مع الآخر كما تعامل معهم ” عبد السلام عارف” و ” صدام حسين”، وغيرهم ممن حكم “العراق”. الا انهم رفضوا هذه السياسة، متمسكين بالثوابت التي تضمن حقوق الجميع، فكان لزاما عليهم التعامل مع باقي المكونات تعامل يتصف “بالحكمة والوسطية”، لكي لا يُتهموا “بالطائفية والعنصرية”، وإظهار صورة واضحة للعالم، على امكانيتهم في الحكم، حسب الأعراف والقوانين الدولية، التي تضمن الحقوق والحريات، في سبيل الحفاظ على وحدة “العراق” ارضاً وشعباً، وبناء أُسس ومرتكزات الدولة الجديدة، مما اثار حفيظة حكومات “الدول العربية”، ان يصلها التغيير، وخوفهم من هلال شيعي قادم، فعملوا على دعم الارهاب والاعلام، بكل الامكانيات، لتشويه تلك الحقائق، التي غابت عن أنظار العالم، وكان الهدف هو إعادة الحكم الى “السنة”، اما “ايران” و”تركيا” حاولتا إستغلال نفور “الدول العربية”،

لتضع له موطأ قدم، لتكون مؤثرةً في القرار السياسي، متناسين الحكمة, والذكاء, والعقلية الراجحة, لدى مرجعيتهم الدينية، التي يتبعونها، ويأتمرون بأمرها، وهي بمثابة الاب الروحي لهم؛ وهذا ما تفتقده كل المكونات الاخرى.  المراقب عندما ينظر اليوم للشيعة، يجد هناك إنعطافة لتصحيح المسار السياسي؛ حيث قام “رئيس التحالف الشيعي” والذي انتخبوه أخيراً، الذي يصفه الاغلب بالاعتدال والوسطية، والمقبولية لدى الكل، فكانت من اولوياته: توحيد الصف الشيعي, ورسم خارطة طريق يسير عليها الجميع، تمهيدا لحل المشاكل العالقة، وتثبيت الحقوق والاستحقاقات المشتركة، وخير دليل التقارب الواضح بين “الشيعة والاكراد”، ولأول مرة يدخل الجيش العراقي الى كردستان، وتنطلق من هناك العمليات العسكرية المشتركة مع البشمركة ضد الارهاب، وتحت غرفة عمليات موحدة؛ مما يدل على التغيير الحقيقي في مسار السياسة لدى الشيعة، ولكن: سيكون هناك اعلام مناهض لهذا التغيير، من قبل المتضررين، في سعيه لخلط الاوراق, وتزييف الحقائق, والدفع نحو الفتنة, بشراء الذمم بالمال السياسي، لإعادة العراق الى ما كان عليه في السابق . 
وللحفاظ على هذه المكتسبات، يجب على الشعب العراقي أن يكون واعياً، مدرك هذه الالاعيب الخبيثة القادمة، التي سيتم الاعداد لها، وليكون مسانداً للخيرين الساعين الى بناء بلدهم، للحفاظ على الوحدة والتماسك، عليهم التمييز بين من يسعى الى بناء بلد، وبين من يسعى الى بناء امبراطورية، لذا عليه الابتعاد عن العواطف، وتحكيم العقل والمنطق، في حسن الاختيار.