لست بصدد الحديث و الكلام عن عن اصل العقائد و المذاهب لان ذلك بالنسبة لي قضية شخصية خاصة بصاحب كل معتقد و هي محترمة مهما كانت و لكن احاول هنا ان اتناول القضية من جانب سياسي تحليلي بحت بعيدا” عن التجاذبات الفقهية و العقائدية.
و اعتقد ان الشيعة في العالم العربي و الاسلامي بل مطلق العالم قد اخطأوا قرائة الواقع السياسي (المحلي و الاقليمي و العربي و الاسلامي و الدولي ) و لم ينظروا الى موازين القوى و المصالح بنظرة تعبر حيز زمانهم و مكانهم الى ما هو ابعد … لذا وجدنا ان الشيعة جميعهم ربطوا مصيرهم بمصير ايران و سياستها و توجهاتها معتقدين ان الاطار العام لدولة ايران المتمثل بكونها (جمهورية اسلامية شيعية) يمثل حلمهم المفقود من مئات السنين لذلك نجد و بشكل مطلق ان مواقفهم السياسية و الدينية لا تخرج عن مواقف ايران .
و حسب ما نعتقده انه كان من المفترض بالشيعة في جميع البدان العربية و الاسلامية ان يكون منطلقهم ضمن اطارهم الوطني فلا علاقة لهم بواقع حال و سياسة ايران ذات الاحلام التوسعية لاعادة الامبراطورية الفارسية و هذا ما يجعلها في صراع مع الكل (المحيط الاقليمي و الدولي ) مما يعني ان مصير الشيعة في باقي البلدان ممن ربطوا مصيرهم بايران سيكون خاضع لنفس حسابات الدول لاقليمية و العالمية تجاه ايران و هو ما نلمسه في العراق و اليمن و البحرين و سوريا و لبنان .
كذلك كان من المفترض على الشيعة في اي بلد عربي او اسلامي ان يعزلوا انفسهم عن مواقف الشيعة في أي بلد اخر و ان تبقى مواقفهم ضمن اطار سياسة بلدانهم كلا حسب بلده كمواطن بما يحفظ لهم حقوقهم كمواطنين .
ان تعويل الشيعة في العالم و العالم العربي و الاسلامي على ايران و ربط مصيرهم بها كما هو واضح و جلي اليوم يدل على قصر نظر و ربما سطحية و سذاجة في فهم التوازنات الانية و المستقبلية .
فلو اجرينا تحليلا بسيطا للمشهد الاقليمي و العالمي لتبين لنا ذلك بوضوح .فعندما ننظر الى مواقف الدول الغربية و امريكا بل و حتى روسيا و الصين ((اللتان تعتبران دول حليفة لايران)) تجاه ايران مقارنة بموقفها تجاه الدول العربية و الاسلامية فاننا سنجد انه و في نهاية المطاف ان هناك عاملين يحكمان الموقف و هما عامل سياسي و اخر اقتصادي فمن جانب سياسي فاننا نعلم ان ايران دولة ذات طموحات تو سعية (طموحات الدولة العظمى ) مما يعني ان اي تحالف او دعم لها من قبل الغرب و امريكا و حتى روسيا و الصين يعني دعم لمشروعها و طموحها باتجاه الدولة العظمى مما يعني انها ستكون منافسة لحليفتها و داعميها و ليس شريكا لهم و على الجانب الاقتصادي فان ايران لا تمثل سوقا اقتصادي ناجحا للغرب و امريكا و غيرها من دول العالم …. اما في الدول العربية و الاسلامية فاننا نجد العكس من ذلك فعلى الجانب السياسي فاننا نجد ان اكبر طموح عند اكبر دولة عربية و اسلامية لا يتعدى حدود محافظتها على امنها و استقرار بلدها و لا وجود لطموحات الدول العظمى لديها مما يعني انها حليف و شريك سياسي ناجح للغرب و امريكا و ليس منافس …. و من الجانب الاقتصادي فان الدول العربية و الاسلامية تمثل السوق المفتوحة امام الغرب و امريكا فضلا عن كونها المصدر الاكبر للطاقة (البترول) ايضا”.مما يعني في نهاية المطاف ان ايران لن تجد لها حليف عربي او اقليمي او دولي لعدم وجود أي جدوى من التحالف معها لا على المستوى السياسي ولا الامني .
هذه العوامل تجعل الرهان الاني و المستقبلي من قبل الشيعة على ايران رهان خاسر سيدفع الشيعة ثمنه في بلدانهم و ان كان واقع الحال يثبت ذلك الان كما في المشهد العراقي و اليمني و البحريني و السوري و اللبناني و هذا ما اشار اليه المرجع العراقي الصرخي في محاضرته الرابعة و العشرون بتاريخ (5/10/2014) في اول ايام عيد الاضحى المبارك الماضي حيث قال ((….من يراهن على إيران فهو أغبى الاغبياء، إيران حصان خاسر.. أي خلل أي مواجهة ستكون مع إيران ستنهار إيران وتهزم إيران أسرع من انهيار الموصل” …… لنكن واضحين الخاسر الاول والاكبر هي ايران فلا يغركم هذا الاستكباروهذا العناد وهذه العزة الفارغة كانت تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق، ماذا بقي لها فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا وأكثرمن ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى، ايران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير … إيران منهارة اقتصاديا الشعب الايراني مغلوب على أمره وبعض السياسيين التفتوا الى هذه القضية واتخذوا خطوات سريعة” ))… لذلك نعتقد ان على الشيعة اعادة الحسابات و بلغة المصالح و الارقام و العودة الى الاعتماد على محيطهم و اطارهم الوطني و القومي بعيدا عن الاطار المذهبي لانهم و بحسابات بسيطة سيجدون انفسهم لا شيء من ناحية العدد و العدة امام محيطهم العربي و الاسلامي و العالمي .
فهم على مستوى محيطهم الاسلامي فهم (300) مليون من اصل مليار و نصف اي انهم يمثلون (20%) موزعين في بلدان تفصلها حكومات و سياسات و حدود متباينة و يمثلون اقلية في اغلبها اما على مستوى العالم فهم (300) مليون من اصل (6) مليار مما يعني انهم يمثلون (5%) ….. اكرر ما بدئته بالقول ان الموضوع هو موضوع تحليلي سياسي بعيدا عن الجوانب العقائدية و الفقهية و الغيبية في ترتيب حسابات الانتصار و الخسارة .