ان المتبع للتاريخ الشيعي يجد من المواقف الكثيرة التي ملئت بطون امهات الكتب التي انتهجها وسلكها ابناء المذهب الشيعي في توحيد الصفوف والحفاظ على بيعة الاسلام وان القائد لهم في هذا النهج هو من سمي الشيعة باسمه الا وهو امير المؤمنين علي عليه السلام.
فسيرة امير المؤمنين عليه السلام هي سيرة عطرة غناء بمواقف الحفاظ على الدين فرغم غصب حقه في الخلافة والاعتداء على بيته فقد صبر امير المؤمنين عليه السلام لكي لا تحدث تصدعات في النسيج الاجتماعي المسلم مما يتيح الفرصة امام العدو الخارجي (الروم ) والعدو الداخلي اليهود والمنافقين لذا احتمل صلوات الله وسلامه عليه شتى انواع الاذى في سبيل ذلك بل كان اكثر من ذلك عون للمسلمين في جميع امورهم يشبع جائعهم وهو فقير ويكسي عاريهم ويحل النزاعات في القضاء بما علمه الله سبحانه وتعالى.
وعلى هذا النهج سار ابناءه المعصومون سلام الله عليهم فمن حركة الامام الحسن المجتبى عليه السلام الى الائمة سلام الله عليهم واحد تلو الاخر الى ان انتهى الامر بالسفارة في الغيبة الصغرى وتلتها النيابة في الغيبة الكبرى للحجة سلام الله عليه على يد علماؤنا الاعلام .
تتعطر سيرة علماء الشيعة ومراجعهم ومن خلفهم ابناء المذهب تتعطر بالنهج الواضح في الدفاع عن البلدان الاسلامية ووحدتها وكان هذ واضحا في الحرب العالمية الاولية وبدأ التحرك الاول للاحتلال البريطاني والاوربي للدول العربية حيث اخذ علماء الشيعة على عاتقهم الدفاع عن الارض العربية ضد المحتل الاجنبي وتقريبا كانوا في صف الحكومة العثمانية لا على سبيل التبيعة رغم ما عانوه منها من تميز طائفي بل على اساس الاخوة في الدين حيث كانت الدولة العثمانية تدعي الاسلام وما موقف ابناء المذهب الشيعي في ثورة العشرين الا دليل على ما نقول .
واستمرت سيرة الشيعة على هذا النهج في النظام الملكي ثم الجمهوري وخلال حكم البعث التزم الشيعة بتوعية الناس ضد مخاطر هذا الفكر واعلنوا الجهاد ضده واوحوا ان البعث خطر على العراق بأجمعه عربه واكراده مسلمين واقليات سنة وشيعة واتخذ ابناء المذهب الشيعة نهج راقي بان لم يعتبروا كل سني بعثي ولم يكنوا العداء للسنة ابدا بذريعة انتماءهم للبعث فليس كل سني هو بعثي رغم محاولات صدام لعنة الله عليه الطائفية وحاول صبغ البعث بالصبغ السني .
وبعد التغير وتنفس العراق نسائم الحرية ورغم اكثرية واغلبية الشيعة ورغم كبر وكثر مظلوميتهم فنرى انهم لم يتفردوا بالحكم رغم ان الفرصة كانت سانحة لهم لكنهم تخلوا عن حقهم ذلك واشركوا اخوانهم السنة وجميع مكونات الشعب العراقي في الحكم وادارة البلد ولم ينظروا بنظرة عدائية او دونية لأي مكون من مكونات الطيف العراقي بل اصروا على دمج جميع الاطياف في رسم سياسة العراق وكتابة دستوره .
وان من ابرز مصاديق هو ما لمسناه وقرأناه في فتاوى وتوصيات المرجعية وخصوصا سماحة السيد السيستاني والخاصة بالتأكيد على الوحدة الوطنية والحفاظ على الهوية الاسلامية للعراق واشراك كافة اطياف الشعب العراقي في العملية السياسة . ومن ابرز كلمات السيد السيستاني في هذا المجال عندما قال ” لا تقولوا اخواننا السنة بل قولوا انفسنا “