19 ديسمبر، 2024 8:22 م

الشيعة حرامية وعلى هامش السرقة يقتلون والسنة قتلة وعلى هامش القتل يسرقون

الشيعة حرامية وعلى هامش السرقة يقتلون والسنة قتلة وعلى هامش القتل يسرقون

توزع العراق.. منذ فجر الارض وإنفطاره في الوجود.. بين قتل وسلب ونهب وسحل ونفاق وكذب ودجل وجدل عقيم وإلتفافات عميقة وتسطيح للحكمة وترسيخ للخزعبلات و… حتى قالت فيه الكاهنة طريفة الخير، التي سبقت الاسلام: “من يريد كنوز الارزاق والدم المراق فليذهب الى العراق”.

سحلوا ملوكا وتظاهروا ضد معاهدات إنسانية كانت سترتقي بالعراق من التخلف والجوع وسوء إستغلال ثرواته من قبل ثلة نفعية متسلطة عليه قهرا ويصفق لها طربا، الى بلد متقدم غني يحسن إستثمار ثرواته في منفعة الشعب وعيش الرفاه الرغيد سلاما.

لكنه يعترض على الصواب وسداد الرأي منتفضا ضد الفضيلة، ينحاز للباطل وتعذيب الذات مازوشيا.

لو سئل من سحلوا نوري السعيد: لماذا؟ سيجيبون إجابات “بايخة” لا ترتقي لقسوة إثمهم: “مو وطني” مع أنه وطني حد النخاع ونزيه وسياسي محنك وظف عبقريته في خدمة العراق، فـ “هل جزاء الاحسان الا الاحسان”.

لهذا جعلهم الرب مثل صخرة سيزيف، كلما ظنوا وصولهم القمة تدحرجت عليهم.. تطويهم الى أسفل سافلين، وهذا ما تكرر حدوثه منذ كلكامش الذي لم يبق وليدا لامه.. على قيد الحياة، ونحن نتفاخر بملحمته نهوس لكلكامش وهو في غيابهب المجهول منذ عشرات الالوف من السنوات، لانه طاغية يجلدنا بلذة جبروته الهاب علينا من وراء حجاب الزمان ونأي المكان.

· 1258

ومع هولاكو.. الذي حرر بغداد، يوم 29 كانون الثاني 1258 من خليفة يسوم اهلها مر العذاب، يتداولونه بالقدح؛ متمنين إستمرار طيش وبلاهة وتنكيل الخليفة أبو عبدُ المجيد عبدُ الله المُستعصم بالله، يهين العلماء مقربا السفهاء.. مطيرجي.. يا جماعة خليفة المسلمين مطيرجي و… بحسب مصادر موثوقة منها تاريخ إبن الأثير، وشعراؤهم يتنخون به: “يا كالئ الإسلام إذ نزلت بهِ” أي إسلام هذا الذي يحميه “مطيرجي” ام هو تمجيد للطغاة فحسب،…

حينها هاج مُجاهدُ الدين وابن العُلقُمي على بعض، فانتشرت الاضطرابات بين السُنَّة والشيعة نتيجة خِلاف أقوى رجُلين في المدينة، متحوَّلة إلى حربٍ أهليَّةً مُصغَّرة.. من نوع الإحتقان الطائفي الذي إفتعله قادة الشيعة ضد عموم السنة، وقادة السنة ضد عموم الشيعة، إبان سنوات الـ 006 و007 و008 و2009، بينما الناس مؤتلفة تحب بعضها.. منتظمة في مصاهرات وصداقات مثل خرزات المسبحة.

· 2003

تداعيات ما بعد 9 نيسان 2003، أثبتت أن السنة محترفو قتل يسرقون هامشا والشيعة حرامية يقتلون هامشا، وكلاهما في النار التي يحترق العراق راهنا بلظاها.

تدنو مدة الوقت الفاصل بين كوابيس السلطة وأحلام الساسة، ظنا بأنفسهم فطنة ذكاء، تأسر شعبا مغفلا، أجد أن على الناخب إستحضار تاريخا من خيبات جرها العراقيون على أنفسهم بالولاء الاهوج لحكم، هو في حقيقته موضع شبهة ومبعث تضليل.. يزيغ البصيرة.

فهؤلاء وهؤلاء.. كلاهما خطم ذئب مسعور والغ بالفساد منذ 2003 لحد الآن، يتقاضون أمولا خرافية، من دون ان ترتوي لديهم شهوة المال “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.

يندفع ساسة “قرقوزات” في العمل على تضليل الرأي العام لإنتخابهم، وما أن تطأ أقدامهم أرض مجلس النواب، حتى ينسون وعودا قطعوها متنصلين عن إلتزامها.. في سرهم.. لحظة أطلقوها!

العراق بقعة ملعونة، دنستها نجاسة السنة وقذارة الشيعة، ممتزجين في بوتقة الاسلام، ما يوجب على مجلس النواب القادم حصر آفته في الجوامع وتشريع قانون يحظر المجاهرة بالمعتقد.. لا آذان ولا روزخزنيات ولا… مراءاة تقصي الرب عن عباده، حائلة بين المرء ونقطة الصفاء الإلهي في وجدانه.

إذن فلنطهر العراق بنشر الوعي المدني المترفع عن المراءاة بالدين؛ ولسوف ينكمش كثير من أدعياء؛ حالما يجدون ألا سوق رائجة للخطاب الديني نظير الخطاب المدني، ويتبدل كثير من المتختمين بأصابع الفضة راسمين طرة على الجبين، ومثلهم ذوو العمائم المثلثة التي يئمون بها المصلين وهم يتكتفون.. صادقين.. بين يدي رب يظنون رحمته تصل بدعاء من عمائم فوق رؤوس لا تفكر الا بمصالحها الشخصية والفئوية على حساب الولاء الوطني.

فلنقصي دينا متشظي من حياتنا الاجتماعية والسياسية إقترابا من حضارة تسهم بخلق روح وثابة، تنقلنا من غيب سكوني الى عمل ميداني! تعالوا نحرق الشيعة والسنة معا، ونذروا رمادهم سمادا للمزارع وإسمنتا للمساكن ومادة للمختبرات التي تطلق إكتشافات تسعد الشاهد من دون ان تنقطع في صومعة التهجد للغائب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات