من أهم القضايا التي تثير للصراع بين الأفكار والنظريات كون أي فكر يكون ممثلا مدافعا للإنسانية ..وما يدفعنا الى هذا الطرح .. هناك فئة أنسانية حكم عليها النسق الثقافي بعد رسول الله صلى الله عليه واله . بان تغيب وان تسلب من جوهرها كونها لاترق لهم وبوصفها التمثيل الحقيقي للأسلام ..
من هنا نبدأ..من هم قيادات تلك الفئة ..طبعا الشيئ الغريب يكمن في أشارة المخالفين لهم بان قيادتهم هم أهل البيت عليهم السلام ..عندما نبدأ بفحص النسق المهيمن لهم نجدهم يدافعون عن الانسان مهما يكن خلفيته الفكرية مثلنا المسيحي مع علي ابن ابي طالب عندما وجده في الشوارع واستجدائه من الناس ..فأنتصر له علي ابن ابي طالب ودفع له من بيت المال ..مرورا بالحسين وخروجه من المدينة صوب العراق ورفع شعار الاصلاح والدفاع عن الانسانية كان نتيجته الشهادة وإراقة دمه الطاهرة ..ثم نأتي للشيعة والسؤال هنا هل عملوا وضحوا كما فعلوا قيادتهم السابقين .؟؟
مما لايخفى على المتتبع الخطر المحدق بالشعب العراقي بكل طوائفه ..فقد انبرت للدفاع عن الانسانية وقد تجلى ذلك في تمظهرات عده ممكن ان نوجزها بالاتي
…الجانب الجغرافي ..في الحقيقة لا نتحدث عن نسبة طائفة على حساب طائفة بقدر الاشارة الى الثقل لتلك الطائفة في محافظة على حساب محافظة ..فنجد ان الشيعة تركت رقعتها الجغرافية وذهبت تدافع عن جميع الطوائف في رقع جغرافية أخرى كصلاح الدين والرمادي وجزء من ديالى والموصل وهي اقل حضورا هنا بل نقول معدوم ..واستدل بما رسمت المقاعد البرلمانية بذلك بوصف السياسة تجلى واضع على ذلك ..
نجد غياب بل حضور مخجل للدول المتقدمة والأنظمة العالمية التي تتدعي الدفاع عن الانسان مهما يكن بل ان تلك الدول تنتصر للحيوان فلم تقدم شئ بل لعلها زادة بالتعقيد فأنبرت الشيعة لتدافع عن بلادها تارة وتدافع عن الانظمة التي تدعي الديمقراطية تارة أخرى قد نتفق معا كون الدفاع على الأرض يكون أوقعا وأكثر تجسيدا للمبادئ من الدفاع في بروج طائرة عبر الأقمار الصناعية مما يولد في الذهن الحرص على الحفاظ على الانسانية ..
كمثال تطبيقي لم نجد المنظمات العالمية قد تكاتفت ودفعت الاموال في سبيل عتق رقة يزيدية واحدة على الاقل فضلا عن الدفاع والتضحية من أجل تحريرهم ..بالمقابل .نجد شيعيا واحدا واقول واحدا فقط استطاع ان يحرر ويعتق رقاب مئتي امرأة يزيدية من يد داعش ..دون ان يفكر في كونه ليس يزيديا او مسيحيا وهذا عمل يخجل جميع المنظمات التي تدعي الدفاع عن الانسانية لذا نجد بان الشيعة اصبحت أحد المكونات الطائفية التى أثبتت تجانس وانسجام ردائها ومبادئها مع الإنسانية وما يعزز ذلك قافلة شهداء تلك الطائفة ..
كذالك نزول قيادات شيعية تتبوأ مناصب مهمة في الدولة العراقية وتخلت عنها لتذهب وتقاتل في مناطق ليست مناطقها وبعضهم فقد حياته هذا التوجه الملحمي المبني على اسس بناء رصين مأخوذ من قادة الشيعة على مد الدهور يجعل التبني لمثل هكذا تحاور عقائدي مع المرحلة ضد اي خطر محدق سواء في وطن ابناء الشيعة او حتى خارجه ,,
الحديث عن الفكر المتصدي هذا نابع عن التراص المشدود لهؤلاء الشيعة واحترامهم لقادتهم ومراجعهم في التوجيه نحو سلوك دروب يراد منها اظهار الوجه الانساني الحقيقي للأنسان المسلم اولا والانسان الذي يجب ان يكون هكذا ثانيا وبلا مواربة او تخاتل او انتقاء لقضية على حساب قضية ما ,,والصور الحية التي يعيشها العراق الذي يعتبر حاضرة التشيع الحقيقي في العالم او القائد لهذه الطائفة الاسلامية الحقة التي تعيش كل دقائق الاسلام المتسامح مع الغير والذي يقبل الرأي الاخر ويقبل تقاطع الغير مع متبنياته تجلت بوضوح في فتح مدن عراقية بعيدة عن معاقل
الشيعة وفي الوقت عينه ووجود هذه القوى الجبارة العسكرية والعقائدية التي تمتلكها هذه القوة الشيعية يطلب منها عدم التدخل في تحرير مدن اخرى وهنا يكون الامتحان الصعب لهؤلاء الشيعة الاقوياء فالذي يحمل على عاتقة وفي قلبه كل عناصر النصر ويعيش حالة من النشوى المعنوية لانتصارات متلاحقة ويطلب منه التوقف ويقول نعم انا اتوقف وسأكون حاضرا متى توجه الدعوة ,,هذه الاحترامات لمشاعر الغير حتى في تقديم العون لإخراجه من محنته ويطلب منه عدم الحاجة لمساعدتك ويكون الرد بالإيجاب يعني هذا ان تلك القوة مسخرة في محلها ومكانها وليس لقمع من يعيش معك
ويختلف معك في المذهب والدين كما هو الحال في ما يجري اليوم في مدن العراق المستباحة ..اليوم الساحة متلاطمة الامواج وتغزوها العشرات من الافكار التي تتأتى من بث الفتاوى المتطرفة العدائية من هنا او هناك او تأتي من تصدير اجندات عالمية لها غايات عميقة في قتل الوحدة الاسلامية وجعلها عبارة عن معركة طاحنة ضروس بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد تراها (الافكار والأجندات) تجد صدى في مناطق ولم تجد لها اي مكان في العقل الشيعي ولم يتقبلها او يعمل بها بل بالعكس يحاول تفنيدها وتعطيلها والقضاء عليها بالرجوع الى الادلة والقرائن لمفندة لها عن
اظهار التعاملات الرسالية والولائية بعدم صحة التعامل معها مع الاخذ بعين الاعتبار ان العقل الشيعي لم يلتفت لها ولم تؤثر عليه البتة لأن هذا العقل محصن ضد مثل هذه الافكار الطارئة ويحاول العودة بمن يخالفة الى الأساس الصحيح للتعامل مع اي فكر طارئ او مدسوس له غاية غير غاية ان الانسان خلق افضل وأحسن واعقل المخلوقات على هذه البسيطة وأن اراقة قطرة دم منه اهون عند الله من هتك حرمة الكعبة والكلام هذا وقطرة الدم تلك ليس للمسلم فقط بل للإنسان المخلوق الذي حاباه الله وسخر المخلوقات لخدمته وابلغ دليل قول الامام علي لعامله في احدى الامصار ..
((الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ))
[email protected]