12 أبريل، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

الشيعة بين إبن علقمي الأمس وأبناء علاقم اليوم !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المؤاخذات التي يسجلها التكفيريون على الشيعة ومذهب التشيع هي إنتساب مؤيد الدين إبن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم آخر خلفاء بني العباس إلى مذهب التشيع حيث يعتبر هؤلاء التكفيريون إن إبن العلقمي قد خان الخليفة وتآمر مع هولاكو لإسقاط عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد, وقد جعل هؤلاء هذا الأمر سبة ومأخذ على مذهب التشيع بصورة عامة وكأن إبن العلقمي إماماً من أئمة الشيعة الإثنا عشر !! حيث جعلوا منه رمزاً من رموز الشيعة والشيعة تأخذ منه المسلمات والفتوى !! وهذا غاية في السخف والتفكير بل إنه كاشف للعور الفكري الذي يتمتع به هؤلاء التكفيريون الذين يبتدعون الأسباب من أجل تكفير الشيعة على وجه الخصوص لغرض قتلهم وسفك دمائهم وإستباحة مقدساتهم وأموالهم وأعراضهم.

فما حصل على الشيعة في زمن إبن العلقمي لا يدل على إنه على مذهب التشيع فقد حصل الهتك والترويع والقتل بحق الشيعة في زمنه وهو كان يشغل منصب وزير الخليفة, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إنه أما منتحل للتشيع أو إنه على فرقة شاذة عن التشيع أو إنه جاسوس للخليفة على الشيعة وأئمة الشيعة, وخير شاهد ما حل بالشيعة في بغداد من قتل وتهجير وترويع على يد المغول, فماذا لم يشفع لهم ابن العلقمي إن كان شيعياً أمامياً إثنا عشرياً ؟ فما حصل على الشيعة في زمنه لا يدل على إنه منهم, كما يحصل الآن من أهل السياسة ممن يدعون التشيع فالقتل والتهجير والترويع والفقر والحرمان والجوع وقع ويقع على الشيعة كما وقع على أهل السنة, فهؤلاء كأبن العلقمي وإن صحت التسمية فهم ” أبناء العلاقم ” فقد وقع على الشيعة ومذهب التشيع من الظلم والحيف والترويع مما لا يمكن حصره, وهم لا يختلفون عن إبن العلقمي في زمنه.

فهل هؤلاء ومعهم أبن العلقمي يمكن أن يحسبوا على التشيع فضلاً عن جعلهم رموزاً للتشيع ويؤخذ الشيعة بجريرتهم وأفعالهم وتصرفاتهم ؟ كما يقول رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرته السادسة والثلاثون من بحث ” وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري” {{… عندما تحصل المنافسات بين السياسيين أين تنعكس ؟ تنعكس على الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا تأييد لهم لا لهذا ولا لذاك, لكن يعتقدون إن هذه حاضنة لهذا, هؤلاء لهم أصوات لصالح هذا أو لصالح ذاك وهكذا, فيبتلي الناس ويقع الناس في المحذور وفي الدمار وفي الهلاك وفي التهجير وفي القتل وفي التضييع, نفس الحالات نفس الحوادث نفس الوقائع تتكرر, قصص تتكرر القذة بالقذة, وماذا فعل – إبن العقلمي – في زمن الدولة العباسية وهو وزير عند العباسيين تعرض الشيعة للهتك والفتك والإنتقام والقتل وإنتهاك كل الحرمات وعندما أتى هولاكو لا يوجد فرق بين شيعي وسني كل من في بغداد قد سحق إلا من عنده الأموال من التجار سواء كان من السنة أو من الشيعة أعطى الأموال وحصل على الأمان, إذن لا فرق في الإنتقام ولا فرق في الرشا, إذن ماذا جنى الشيعة ماذا جنى الروافض من إبن العلقمي إلا المصائب والدمار…}}.

فواقع الحال يدل وبكل وضوح على إن الشيعة ومذهب التشيع لم يجنِ من إبن العلقمي الأمس وأبناء العلاقم اليوم سوى الويل والدمار والهلاك والفقر والجوع والحرمان, لكن ما يدفع بهؤلاء التكفيريين الذين يصرون على إلصاق الشيعة ومذهب التشيع بإبن العلقمي هو للتغطية على حقيقتهم وحقيقة أئمتهم وشيوخهم الذين سلموا بغداد للمغول وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية ككتاب الكامل في التاريخ لإبن الأثير هذا من جهة ومن جهة أخرى البحث عن أسباب وذرائع لتروي عطشهم لسفك الدماء ورغبتهم في التكفير وجعل الشيعة هدفهم دائما وأبداً.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب