تأتي هذه النتيجة الحتمية للصراع الامريكي الايراني الذي القى بظلاله على الشارع العراقي وبالأخص محافظات الوسط والجنوب .فعملية نقل الصراع الايراني الامريكي للشارع العراقي جاء نتيجة تحالف القوى الشيعية مع ايران واصطفافها بشكل علني ضد المصالح الامريكية ،وهذا الاصطفاف لم يأت لمصالح عراقية خالصة انما جاء تلبية لمصالح ايرانية خالصة .فعمليات القصف الهزيلة التي تقوم بها المليشيات للقواعد الامريكية لم تؤثر بشكل حقيقي على التواجد الامريكي في العراق بل العكس جعلت امريكا تعزز من قوة تواجدها في العراق واتخاذها قاعدتا عين الاسد وحرير مقرا لها ونشر بطريات منظومة باتريوت في هذه المناطق وهذا له ابعاد خطيرة على بقية انحاء العراق ورسالة واضحة لقادة الشيعة .
ومن خلال علاقتي ببعض الباحثين في واشنطن وهو ذو علاقه متينه جدًا بالجمهوريين والديمقراطيين وفي معرض سؤال شخصي له عن الضربات الاخيرة على القواعد الامريكية وماذا سيحصل. اجابنيً انت تستقرا ما يحدث من متغيرات. وعلى المليشيات الشيعية. التابعة لإيران. ان تقلق بعد هذه الضربات.وبعد ايّام. أصدرت الخارجية الامريكية عن مكافئه. ب ١٠ مليون دولار لمن يدلي بمعلومات حول. كوثراني احد قيادي حزب الله في لبنان والذي. يدير مصالح ايران في العراق. بعد سليماني
رب سائل يسأل هل تغيرت سياسة امريكا تجاه العراق ؟ بكل بساطة تجيب الدوائر الامريكية انها لم تغير سياستها تجاه العراق ،ربما غيرت تحالفاتها الاستراتيجية فهي تغير اطراف اللعبة بدلا من ان تغيّر سياستها فهي باقية في العراق ولكن برز لاعب جديد بديلا قويا ولاعبا نشطا على الساحة العراقية وتمكن خلال فترة وجيزة من اخضاع الشارع السنّي لا رادته فهو شاب مثابر محب لشعبه يتحرك بسلاسة بين جميع الاطراف السياسية وبدأ يضاهي في سياسته الاطراف الكردية التي بنت واسست لدولة مستقبلية قوية على حساب مدن الوسط والجنوب ،حدثني احد اصدقائي وهو سياسي مخضرم عندما سألته عن علاقة الحلبوسي بالشارع السني فقال لي بالحرف الواحد ،(اذا قال الحلبوسي قالت الانبار )وهذا قول له ابعاده جعل القيادة الامريكية تدرك قوة هذا اللاعب ،وتبدأ بتهميش القادة الشيعة الذين لم يتمكنوا من كسب ود شارعهم فهم مغضوب عليهم من قبل قواعدهم وها هي التظاهرات التي عمت مناطقهم منذ اكثر من ستة اشهر ولم يستطع قادتهم من احتواء هذه الازمة ،وهذا التغيير باتجاه القيادات الشيعية لم يأت من فراغ انما جاء بعد ازمات متراكمة لم يثبت هؤلاء الساسة قدرتهم في معالجتها بل كانت تتراكم بشكل مخيف ،وبدلا من الدفع بقيادات الخط الثاني الذي لهم مقبولية في الشارع العراقي بدؤا بتسقيطها وابعادها عن المشهد السياسي مما افقدهم مصداقيتهم لدى كل الاطراف السياسية في العراق والشارع العراقي عموما وصار ينسب اليهم كل فشل ،فهم فشلوا في تسمية رئيس وزراء بعد استقالة عادل عبد المهدي من رئاسة الحكومة بالرغم من مرور المدة الدستورية ،ولجأوا الى دول الجوار لينظموا لهم صفوفهم وهذا يعني انهم يفتقدون لشخصية محورية مثل الحلبوسي ومسعود البرزاني ليكون قطب الرحى فهم يعتمدون بالكامل على شخصيات خارجية لإعادة تأهيل البيت الشيعي وهذا خلل فاضح وواضح في الشخصية السياسية الشيعية مما يجعلها غير مؤهلة للعب دور استراتيجي ومحوري في العراق .
ان ما يجري اليوم في العراق. هو سيناريو جديد ستعمل امريكا على تحقيقه وعلى القوى الشيعية ان تقلق لأنها ستخسر كل شيء بل الشيعة في العراق. هم الخاسر الحقيقي في المرحلة القادمة