23 ديسمبر، 2024 10:43 ص

الشيطان يتعلم من امريكا

الشيطان يتعلم من امريكا

في ستينيات القرن الماضي,وفي الساحة الحمراء في موسكو عاصمة الجليد,وفي شهراكتوبر,وفي ذكرى الثورة,احتشدت الجموع الغفيرة من الجماهير الروسية,وجموع كبيرةمن الدبلوماسيين والهيئات الدبلوماسية الاجنبية وسفراء العالم, في قلب الثورة البلشفية,في قلب الثورة الحمراء. كان المنظر رائعا والتحضيرات مستمرة على قدم وساق.ولكن ظهر مايرجح  تأ جيل الاحتفال المهيب اذ اصبحت السماء ملبدة بالغيوم والتي تنذر بأ مطار كثيفة تفشل الاحتفال .وما هي الا لحظات وتظهر عشرات الطائرات السوفيتية المقاتلة في استعراض رائع لتزول بعدها الغيوم وتظهر السماء صافية نقية مبشرة النجوم بأمسية بهية !!!
  انتبهت الجماهير وقبلهم انتبه  الدبلوماسيون لهذه الظاهرة العلمية الغريبة في ذلك الوقت.وبعد انتهاء الاحتفال كان دبلوماسيوا حلف الناتو يبعثون برسائلهم الى روؤسائهم واخرون يكلمونهم عن هذه الظاهرة,اذ لايزال حلف الناتو يفكر بالصواريخ السوفيتية العابرة للقاراتوالتي جربها الاتحاد السوفيتي عام 1957,ثم اشتعلت جهنم بسباق التسلح.

       يقول غاندي,سبعة اشياء تدمر الانسان:السياسة بلا مباديء, المتعة بلا ضمير, المعرفة بلا قيم, التجارة بلا اخلاق, العلم بلا أنسانية, والعبادة بلا تضحية .ما يهمنا في قول غاندي الاشياء التا لية:القيم والاخلاق والسياسة والعلم والمعرفة. لقد استخدم السوفيت العلم والمعرفة استخداما صحيحا فلم يسعوا الى ابادة الانسانية ومهاجمة الشعوب وسلخ انسانيتها ونهب خيراتها وثرواتها ولكن المعسكر الاخر قام بذلك.فهاهي امريكا الساعية ليل نهار الى تدمير العالم بكافة السبل وبمشاريعها المسماة هندسة المناخ فهي تحاول السيطرة على مناخ الدول التي تريد اخضاعها واذلالها وتركيعها وما حرب فيتنام البطولة عنا ببعيد وما الامطار(البرتقالية) التي سخرتها امريكا ضد فيتنام الصمود الا دليلا واضحا على الاسلحة الكيماوية وهندسة المناخ لابادة الزرع والنسل وتهجير من بقي حيا.

في عام 1991 كثرت العواصف الترابية في العراق، و ادعى المتفلسفون ان العجلات العسكرية ازالت قشرة الارض فبدات هذه العواصف. لم يقولوا ان امريكا ضربت العراق باليورانيوم المنضب و الاسلحة الفسفورية و الاسلحة الجرثومية و القنابل الفراغية و الاسلحة المحرمة دوليا، لكن فلاسفتنا و رجال الدولة و القانون يخافون ذكر ذلك و يخافون اقامة الدعاوى القانونية ضد من هاجم و غزى و استمرت الطلعات الجوية ضد العراق يوميا الى ان جاء نيسان 2003 فاستخدمت كل الاسلحة التي كانت معدة لضرب الاتحاد السوفييتي و المعسكر الاشتراكي في ضرب العراق بل و تفننوا في تجريب هذه الاسلحة!!! فما سبب رفع القوات الامريكية الغازية (مترين) من ارض الرضوانية؟ ما سبب انتشار الامراض السرطانية بكثرة في جنوب العراق ؟ ما سبب التشوهات الخلقية بين الاطفال الرضع ؟ ما سبب ظهور التماسيح في المياه العراقية؟ و في الديوانية بالذات، فلو ظهر تمساح في البصرة لعقلنا ذلك و قلنا انه جاء من مياه الخليج العربي لكن ان يظهر في الديوانية فانه امر فيه مئة التباس!! ما سبب ظهور الافاعي و العقارب و حيوان الغري الفتاك و الذي لا يظهر الا ليلا؟ ما سبب ارتفاع درجات الحرارة في العراق؟ فهل نحن على خط الاستواء ام ان معلوماتنا خاطئة؟ الا يتذكر العراقيون من اننا كنا ننام على السطوح صيفا؟
و هل يتذكر العراقيون ماء (التُنكة و الحِب) صيفا، ماء بارد عذب من دون تبريد بل كان يبرد بنسيم العراق العذب، اما الان فتعمل البرادات ليل نهار و لا تستطيع سد حاجة الناس من الماء!! خرجت يوم 20/7/2016 و في الساعة الثانية عشر ليلا لشراء بعض الحاجيات و لولا الظلام لقلت ان الساعة الثانية عشرة ظهرا و ليست ليلا لان الهواء كان كالجحيم و كانه خارج من معامل صهر الحديد!!!  هل اقتربت الشمس من العراق المظلوم؟ ما سبب هجوم الحشرات علينا هذه الايام؟ هل اقتربت الساعة و انشق القمر؟ ما سبب حدوث الهزات الارضية في ميسان و الناصرية و الشعور بها في بغداد في السنوات الاخيرة؟ لماذا لا تهطل الامطار بهذه الكثافة الا في العراق و في السنوات الاخيرة؟ و لماذا لا تحدث هذه العواثف الترابية الا في العراق؟ و لماذا لا ترتفع درجات الحرارة بهذا الشكل الا في العراق؟ لم تعد امريكا بحاجة الى ارسال الاف الجنود بسبب تقدمها العلمي و بسبب مشروعها الاجرامي المسمى (هارب) او هندسة المناخ فبامكانها ان تبيد شعوبا دون ان تطلق اطلاقه واحدة و هذا ما عبر عنه غاندي (السياسة بلا مبادئ) فالسياسة الامريكية بلا انسانية و بلا قيم و بلا رحمة و سنرد عليها ان شاء الله عاجلا ام اجلا، ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب. ان امريكا ادهى من الشيطان فالشيطان يتعلم من امريكا. و سنقول لامريكا ما قاله ابو فراس الحمداني:
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره           فلم يمت الانسان ما حيي الذكر
و نحن اناس لا توسط عندنا                 لنا الصدر دون العالمين او القبر

 [email protected]